موجةٍ من لجّ مزرقّة

طَبّعَتني والهوى شامي

آه يا من عاين الدقّة

في الخلا واركابه احيامي

< فتاة العرب >

فُجِعَت الساحة الشعرية الإماراتية بوفاة الشاعرة الكبيرة عوشة بنت خليفة السويدي المعروفة بعدة ألقاب ( عوشة الشاعر ، فتاة الخليج ) وعرفت بلقبها الأشهر ( فتاة العرب ) الذي أطلقه عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله.

تعتبر فتاة العرب أهم شاعرة في تاريخ الشعر النبطي الإماراتي بزغ نجمها مبكراً وذاع صيتها في حقبةٍ زمنية مميزة واستطاعت أن تحتل مساحةً كبيرة في قلوب المحبّين ، انتشرت قصائدها عبر الأجيال ، وتغنّى بها المحبون لسنواتٍ طويلة ، وتلألأت دانات عقدها الشعري بحناجر المطربين ، وتحوّلت أبياتها الشعرية الخالدة إلى جُمَلٍ تُضرب بها الأمثال ، في الحب واللوعة والشكوى والنجوى وعشق الأوطان والمدح الجميل ، وكوّنت لنفسها مدرسةً شعرية خاصة ، وقدّمت مفرداتٍ إماراتيةٍ أصيلة يصعب مجاراتها ، ومن يتصفّح ديوانها الشعرية سينهل الكثير من الكلمات العذبة والجمل التصويرية والمشاعر الصادقة ، فقد كانت فتاة العرب سفيرةً للأنثى الأصيلة المعتزة بأرضها وأهلها ، قد لا توفيها الكلمات قدرها ، ونتمنّى من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي وخصوصاً الشعر العامي بتسليط الضوء على سيرة هذه الشاعرة الرائدة التي قدّمت الكثير للحراك الشعري بدولة الإمارات العربية المتحدّة ، لما امتلكته من عاطفة شجية وسجالات ومحاورات لا تنسى بينها وبين كبار شعراء النبط ، وهذا ما نفتقده اليوم في الساحة الشعرية حيث خسرت القصيدة رونقها المعتاد واختلطت بثقافات مختلفة دون مراعاة أن النصوص العامية البحتة ونصوص الحداثة لا تغفل البيئة الإماراتية الأصيلة.

برحيل عوشة السويدي فإننا نودّع علماً من أعلام الشعر الإماراتي ومسيرةً حافلة بالحب العفيف والنقاء .