تعدّ تجربة الشاعر العراقي القدير عبدالعظيم فنجان متفرّدة ومختلفةً عن أقرانه،الشاعر الذي بدأ النشر متأخراً قبل عقد من الزمان عبر مجموعته الشعرية
( أفكّر مثل شجرة ) هذه المجموعة التي ذاع صيتها وترجمت بعض من القصائد إلى لغاتٍ أخرى،فنجان نصير المهمّشين الذين يتنفّسون الشعر ولا يلتفتون إلى أضواء الشهرة والبهرجة الإعلامية استطاع أن يحقّق جماهيرية عريضة في غضون سنواتٍ قليلة،تفيض قصائده بالعاطفة وروح الأمل والاشتياق الدائم،كأنه رسّام بارع يقدّم لوحات شاعرية رفيعة المستوى بأسلوبٍ مذهل ومغاير،تميّز عبدالعظيم فنجان بطريقته الخاصة وقلبه العاشق للحياة،ورغم هذا النجاح الطاغي وهذا الشغف الجماهيري بإصداراته القليلة جداً قياساً بكتاباته المدهشة،إلا أنه غائب تماماً عن المشهد الإعلامي،فلم نجده في أي مهرجانٍ شعري أو لقاءٍ صحفي أو مقابلةٍ تلفزيونية أو إذاعية،وبالرغم من ذلك فقد تمكّن فنجان من أسر قلوب محبّيه عبر بساطته الجميلة وسطور قصائده العذبة فهو ينهل من أنهار الإبداع والشفافية بعيداً عن التصنّع والمبالغات التي هي سمة شعراء العصر الحالي.
إن عبدالعظيم فنجان شاعرٍ عالمي فذ،كشف لنا القصور الإعلامي الشديد في تتبع مسيرة الشعراء العرب البارزين الذين لهم حضور هائل خاصة عند الجمهور الذوّاق،وحينما نقرأ نصوصه المفعمة بالعشق الحالمة والسابحة في فضاءات المودّة نكتشف أنه صاحب روحٍ إنسانية فيّاضة كم نفتقدها في قصائد اليوم التي غلب عليها التغريب والاقتباس واجترار الماضي السحيق والتناقض المحبط.
يقول عبدالعظيم فنجان :
النص الأقرب لي لم أكتبه بعد
إنه الشغوف بالكلمة والمعنى وهو مبدعٌ عربي يستحق الثناء والتحية على تواضعه وإبداعاته وإسهامته في تنقيح الذائقة الشعرية من ترسّبات التكرار.
أنا الذي اشعل قشّ عمره بنار الأفكار
أنا انكسار العود
أو النحيب الذي يعصف الإعصار في روح الوتر
أنا ريحٌ حزينة تهزّ الغصن،وتراك تسقطين في سلال الآخرين
"عبدالعظيم فنجان "