بسم الله الرحمن الرحيم:

لقد كنت سعيدا اليوم بفضل الله إذ التقيت بصديق لى .. وكان حديثنا يدور حول ريادة الأعمال، هو لديه فكرة يظنها جديدة ويخشى عليها من السرقة كخشية أم موسى على إبنها!

لنقف معا يا أصدقائى ونتدارس سويا تلك النقطة الهامة والشائكة أيضا، وقفة حياد بين مؤيد لفكرة أن "الأفكار تسرق" وبين نقيضه على هذا الأمر، فنغوص معا فى اجواف بحارهم لنستكشف مدى دقة وحقيقة هذا الإعتقاد أو ذاك .. إذا فلنبدأ:

١. الفئة التى تدعى أو تعتقد بأن الأفكار قد تسرق، حتى وإن كانت داخل تلك الدائرة المميزة "دائرة ريادة الأعمال":

إن من بديهات التحليل أن يتم التعامل مع الجذور قبل الأغصان ومع السيقان قبل الثمار، ومن هنا فإننا نتناول بعض العوامل التي تساعد على غرس أو تغذية وتعزيز هذه الفكرة ومن هذه العوامل:

أ. التنشئة الأسرية وبناء روح التنافسية بصورة خدمت وتخدم مثل هذه الأفكار.

ب. فقدان الثقافة العامة لجدوى العمل الجماعى، والتى هى أساس التشارك والمشاركة بالأفكار قبل المجهودات والأموال.

ت. بعض الجوانب الدينية التى حرف البعض فهمها وصوابها .. كمسألة الحساب الفردى لكل فرد على حده، وصب هذا التحريف الفهمى فى بؤرة لا تخدم فكرة ونزعة العمل الجماعى، وبالتالى تقوية اعتقاد " الأفكار تسرق".

ج. تجارب ذاتية .. اتخذها صاحبها مرجع له، فصار يعمم و يحمل الأمر محمل الإطلاق.، كل هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى.

وينبغى علينا أن نذكر هذه الفكرة بأهمية مشاركة الأفكار لأن هذه المشاركة تمكنهم من اكتشاف نقاط الضعف والعثور على نقاط القوة ثم المساهمة الفعالة فى تبلور هذه الأفكار والأخذ بيدها نحو النضج والاستواء، كما أن مشاركة الأفكار تبنى علاقات مصالح مشتركة وتشكف مناطق ضبابية أو مجهولة، كمعلومات عن المنافسة وأفضل طرق التفعيل، بالإضافة إلى أن مشاركة الأفكار تربط وتكون دوائر خصبة .. فقد تجد من كان له ساب٨٧ق تجربة أو من يعرف شخصا ما قد خاض هذا المعترك أو من يدلك على شخص قد يساعدك ، وفوق كل ذلك؛ إن مشاركة الأفكار تساعد فى بناء العلامة التجارية أو الهوية الخاصة لأنها تنتشر بين الناس ومن بينهم شريحة العملاء.. وهكذا فإن مشاركة الأفكار تخدم الفكرة وتنفع صاحبها 

٢. الفئة التى تدافع عن أو تحمل اعتقاد "الأفكار لا تسرق ولكن ما يسرق هو طرق وأساليب وكيفية تنفيذ هذه الأفكار وتحويلها إلى الواقع والوقوف بها على شاطئ التنفيذ" .. وهذه الفئة هى فئة مشاركة للأفكار، لا تخشى أن تبوح بما لديها من أفكار جديدة أو أفكار مشاريع يطمحوا إلى تنفيذها ... ونحبذ أن نذكر هذه الشريحة بأهمية الحفاظ على أفكارهم، وعدم تركها كبضاعة مزداه على قارعة الطريق يحط عليها كل ذاهب وآيب .. ولهذا خطورته المباشرة على الفكرة أو على صاحبها.

والآن نحب أن نوضح كلا الفئتين له دوافعه المبررة والتى قد تكون سليمة وصحيحة وأكثر نفعا للفكرة و لصاحبها، والحفاظ على الفكرة طى الكتمان بين الجوانح أو إطلاق العنان لها لتحلق فى الفضاء الشاسع يرجع إلى مقتضيات الموقف وتحليل صاحب الفكرة للمتلقين و تحديد الفائدة المرجوة من طرح الفكرة أو موآريتها عنهم، وذلك بتحديد إيجابيات وسلبيات أى من القرارين.

أفكارنا تسرق _ نحن من يعرف مهيتها_ أفكارنا لا تسرق.

للحديث بقية  .. مصطفى الخبيرى.

الله ولى التوفيق