في يوم الاربعاء 19 اكتوبر من سنة 1541 اطلت الاسراب الاولى من الاسطول الصليبي تتهادى على مياه البحر ومع اطلالها دب الرعب في مدينة الاولياء والصالحين واحتار الناس في مايمكن ان يفعلوه لرد هدا الاعتداء الرهيب الدي كانوا يتوقعونه مند فترة طويلة في يوم غد الخميس عصرا اعطى الامبراطور الامر بالارساء في خليج تامنفوست على مراى من القصبة ثم بدا الانزال بيوم الاحد الموالي 23 اكتوبر 1541 قبل غروب الشمس لقد كان المشهد عظيما بحق لما نزل شارلكان الى اليابسة محاطا باعوانه وخلفه 90000 رجل حسب بعض الروايات و40000حسب اخرى يتبعون خطواته في نظام محكم ولم تفلح المحاولات الاولى في مقاومة هدا الانزال الدي بدا الامبراطور التحضير له مند حوالي 5 سنوات بمباركة البابا نفسه فمادا بقي للجزائر الصغيرة من حظوظ لصد الخطر وهي التي لم تكن تملك على الاكثر سوى 1500 انكشاري و 6000من الاهالي اندلسيي الاصل المطرودين من ديارهم من طرف فرناندوا وايزابيلا وعدد متواضع من البحارة ورياس البحر والمدنيين عند الضرورة والقطع البحرية متوسطة الحجم والقدرات الحربية المتواضعة مادا بقي امام هدا الاختلال العميق في موازين القوة غير الدعاء والابتهال وطلب الرحمة من الله واللطف  وفي حين كان شارلكان يتقدم الى الامام ويضعه قسطاطه في ربوة الثغرة لموقعها الاستراتيجي المطل على القصبة والقريب منها في نفس الوقت كان الجزائريون يصلون ويبتهلون لكن دون ان يتخلوا عن الخيار العسكري رغم تواضع امكانياتهم فقد اجمع اهل البلاد بعد تفكير وروية على المقاومة حتى اخر نفس بعد ان زالت صدمة المفاجاة التي تلت ظهور الاسطول الصليبي الهائل في عرض البحر وفي خضم التحضير المستعجل للدفاع من اجل النصر  او الاستشهاد تقاسم اهل البلد الادوار فحصنوا البيوت والقصور والاسوار والابراج وزادوا في تدعيمها بالمدافع والعساكر وحفروا الخنادق من الباب الجديد الى سوسطارة حتى البحر مرورا بساحة بور سعيد الحالية واعدوا خطتهم الدفاعية ونصبوا الحراسة المشددة على المدينة وفتحوا اعينهم على كل صغيرة وكبيرة وفي نفس الوقت اعدت البحرية سفنها الشراعية ونصبت بطارياتها ثم جاء المدد من الاقاليم و القبائل المجاورة ليقلص من حدة الضغط عليها ويعيد اليها بعض الطمانينة والامل في النصر في اثناء هده الحركة الدؤوبة لعب الاءمة والفقهاء والاولياء الصالحون دورا تعبويا هائلا في تحريك الهمم وشحد العزائم والحماس الجماهيري لملاقاة العدو بامل وقوة وشجاعة من بينهم الولي دادا وسيدي بن قدور وسيدي بتقة ابو التقى وجاء المدد من السماء التي عصفت بالرياح وهطلت بالامطار والسيول وشن اهل البلد بمختلف مللهم ونحلهم الهجمات المتتالية الخاطفة بجراة واستماتة واقدام عند ابواب القصبة وفوق ربوة الثغرة وفي فحص الحامة او ما يعرف اليوم بالرويسوا وتغيرت فجاة الموازين وانهزم الامبراطور الاسباني وعاد هاربا الى بلاده مفجوعا بخسائره الكارثية لم يخسر شارلكان حربا فقط بل ساهم في تدعيم الاسطول الجزائري بالاسلحة والمعدات التي تخلى عنها اثناء الانسحاب واثرى الاحتياطات الغدائية المحلية بالمؤن الكثيرة التي تركها وراءه ويدكر التاريخ ان الجزائر غنمت سفنا ومراكب بحرية مختلفة الاحجام وحوالي 200 مدفع من احسن مدافع اوربا والالاف الاسرى المسيحيين من بينهم 1300من النساء والاطفال كاتن الامبراطور يطمح الى احتلال الجزائر دون شك والاستلاء عليها كما استولت ايزابيلا وفرناندوا على غرناطة الاسلامية وكان هدا الحلم صعبا ومكلفا جدا لم تتجراء اوربا على التفكير فيه ثانية الا بعد ثلاثة قرون لقد تردد صدى هده الهزيمة للصليب في كافة انحاء اوربا وشمال افريقيا وعم الفرح والبهجة في مدينة البهجة طوال عدة اسابيع واقيمت الافراح والحفلات في زقاق القصبة وسبح الناس بحمد الله 

ziri mohammed abderrahmane