Image title

لقد ظهر اسم الجزائر بدون قبيلة بني مزغنة في القرن5هــ/11م، ثم خصوصا في كتابات القرن 8هـ/14م التي نسبت عملية تجديد أو بناء المدينة إلى الأمير الزيري بلكين وهذا اعتمادا بالأساس على النص المتأخر الضائع لابن حماد الصنهاجي (ت628 هـ/1230م) الموسوم بــ"النبذة المحتاجة في أخبار ملوك صنهاجة بإفريقية وبجاية". فقد أشار عبد الله بن بلكين (ت 483هـ/1090م)، آخر الملوك التلكاتيين بغرناطة إلى "الجزائر" في مذكراته الشخصية التي تحدث فيها كذلك عن مصير بعض ملوك الطوائف خصوصا بني صمادح اللاجئين إلى هذه المدينة بعد نجاح المرابطين في فرض سلطتهم على الأندلس الإسلامية وتطرق صاحب كتاب مفاخر البربر إلى بناء مدينة الجزائر بدون نسبة الطبونيم إلى القبيلة من طرف ملوك صنهاجة "فمن مشاهير ملوك صنهاجة زيري بن مناد، ملك وبنوه مائتي سنة متصلة وهم الذين بنوا بجاية والجزائر و مليانة والقلعة المنسوبة إليهم. بعده بقليل، ذكر ابن الخطيب الغرناطي (ت 776هـ/1375م) مدينة الجزائر في معرض حديثه عن تاريخ المغرب والأندلس في الفترة الإسلامية وتطرق خصوصا وباختصار شديد إلى تشييد صنهاجة لعدد من مدن المغرب الأوسط : "وهو (أي الأمير زيري بن مناد) الذي بنى مدينة أشير وإليه تنسب، وبنى ابنه بلكين بأمره مليانة ومدينة الجزائر والمدية. نفس الفكرة نجدها عند صديقه عبد الرحمن بن خلدون (ت 808هـ/1406م) عندما كتب يقول : "ثم اختط ابنه بلكين بأمره وعلى عهده مدينة الجزائر المنسوبة لبني مزغنة بساحل البحر ومدينة مليانة بالعدوة الشرقية من شلف ومدينة لمدية وهم بطن من بطون صنهاجة وهذه المدن لهذا العهد من أعظم مدن المغرب الأوسط. تتفق هذه المعطيات مع النصوص التاريخية الأخرى حول تجديد بناء مدينة إكوسيوم على يد بلكين في حياة أبيه المتوفي عام 361هـ/972، لكن الغموض يكتنف عملية البناء. فهل تعلق الأمر بإعادة بناء المدينة أم بناء منشئات أميرية بالمدينة؟ من خلال النصوص الجغرافية اللاحقة يتبين جليا بأن بلكين لم يعد بناء المدينة وإنما أقام مرافق على شاكلة المدن الإسلامية المغربية كدار الإمارة والمسجد الجامع.

Image title
الرسم القديم للجزائر