السيد زيري محمد عبد الرحمان استاد باحث يدرس بجامعة عبد الحفيظ بوصوف بميلة بالجزائر ومحب وشغوف جدا بالمطالعة خاصة كتب التاريخ
تاريخ غرناطة وحمراءها
يضم قصر الحمراء عجائب معمارية جسدت عبقرية المهندسين و المعماريين العرب و المسلمين في بلاد الأندلس، مثل النافورة المحاطة بخمسة أسود تتدفق من أفواهها المياه بشدة، ترتبط بارتفاع الشمس خلال النهار
دروبها الشاهدة على فترة زاهية من التاريخ الإسلامي, برونقها و سحر طبيعتها و بقصر الحمراء الشامخ, لؤلؤة الحضارة الأندلسية, تستقبل مدينة غرناطة زوارها لتأخذهم في رحلة عبر الزمان إلى سحر و عبق الفردوس المفقود, إلى عصر التميز و الازدهار, حيث روعة الماضي تفسر تألق الحاضر, و حيث الحاضر يأخذ جماله من الماضي, و هي اليوم واحدة من أهم المدن السياحية في إسبانيا لما تزخر به من مآثر و معالم عمرانية مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو, على رأسها قصر الحمراء
تاريخ غرناطة يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، وقد وصلها الفتح الإسلامي عام 711 للميلاد، و كانت يومها مجرد منطقة تابعة لإدارة مدينة البيرة, و بسبب الفتن والنزاعات تعرضت البيرة لخراب، فانتقل أهلها إلى مدينة غرناطة الصغيرة فاتسع عمرانها و أصبحت حاضرة كبيرة و عاصمة للمنطقة، حكمها الزيريون و وسعوا بنائها وعززوا دفاعاتها في عهد زاوي بن زيري عام 1013 و جعلوها عاصمتهم، لكن المرابطين وحدوا الأندلس وهيمنوا على غرناطة عام 1090 و زادوا مساحتها و دفاعاتها, بعد ذلك اهتمت بها دولة الموحدين أيضا حتى سقوط حكمهم، حيث تولى بنو الأحمر حكمها و جعلوها عاصمة “مملكة غرناطة” في عهد محمد الأول بن يوسف بن نصر “الأحمر” الملقب بالغالب بالله عام 1238 الذي بدأ بناء قصر الحمراء الشهير.
ziri mohammed abderrahmane