اليوم و في هذه الساعة 11:24 مساءً من يوم الخميس الموافق 11 يناير ٢٠١٨ .. اكملت وبحمد الله ٢٨ ساعة بدون انترنت على الجوال ، و صار استخدام الجوال مقتصر على المكالمات الضرورية فقط من العائلة الكريمة.

لا أخفيكم إن الإحساس ما كان لطيف أبداً … بالضبط زي المدمن اللي يدوّر على جرعة المخدرات في موعدها اليومي .. طول الوقت امسك جوالي و ألاقي نفسي قاعدة أتحجج إني لازم أكلم فلانة وعلانة عشان أسأل عن أشياء ممكن تنتظر لبكرة عادي، حتى إني لما كملت ٢٠ ساعة فتحت جوالي و فتحت الواتس اب عشان أتواصل مع أستاذتي في الجامعة و أسألها عن حاجة .. ولكن الحمدلله إن الواي فاي كان وقتها مطفي  وبرضو البيانات ووقتها سألت نفسي … أنا ليش قاعدة أحاول أني أستخدم الجوال بأي طريقة ؟ .. يمكن حاسة بفراغ كبير في حياتي بدونه ؟

و هذي الإجابة قادتني إلى إني أحاول قراءة كتاب … لكن ما كان هذا الحل المناسب ..

بحثت عن حاجة ثانية أشغل فيها نفسي .. لقيت نفسي في المطبخ أدوّر على أي قطعة شوكلاتة .. ولحسن الحظ إن البيت كان حرفياً فاضي من أي نوع سكريات ممكن آكله وكمان الوقت كان متأخر في إني أطلب من أي مندوب يشتريلي شوكلاتة .. 

هممم للأمانة لفّيت في المطبخ كثير على أمل إني ألاقي حاجة فيها سكر ( غير الشاي و القهوة .. الخ ) و الغريب إني ما كنت حاسة بالجوع أبداً مع إن آخر وجبة كنت ماكلتها وقتها، كانت من ١٠ ساعات تقريباً ..

المهم.. رجعت غرفتي و قعدت ألفّ فيها كثير و كأن عندي طاقة يوم كامل .. حرفياً اتشقلبت رأساً على عقب .. و برضو ما قدرت أنام أو أبطل تفكير ….

حاولت أنام مره ثانية ولكن المحاولة باءت بالفشل .

شربت موية .. اتفرّجت على فيلمي المفضّل اللي شفته مليون مرة قبل كذا ”في ظروف مشابهة” .. والغريب إني كنت أضحك وكأني قاعدة أشوفه لأول مرة. عجبتني الفكرة و قررت أعيدها لكن فشلت في إني أكمل أول ١٠ ثواني من الفيلم الثاني مع إنه برضو مفضّل عندي ..

و هذا اللي قادتي إلى أحد الأدراج في غرفتي ، اللي فيها بعض خيوط الصوف و الصنانير والأدوات اللي كنت أستخدمها في عمل شوية أشياء لطيفة بالصوف.

و إنتهى الموضوع بهذي القطعة الفريدة من نوعها … 😂

Image title
إنتاج اليوم 😂

ايوا بالضبط، هما صفْين يتيمين من الصوف الملوّن ولقيت نفسي راميته جنبي على أمل إني أكمله لما أروق.

قلت أجرب حاجة ثالثة أحبها ألا وهي الديزاين، شغلت اليوتيوب على مقاطع تعليم الموشن جرافيك ولقيت نفسي قاعدة أتفرج على بدايات الفيديوهات و احمّلها على الجهاز وخلاص على كذا.

وبعد هذا الموال كله .. الحمدلله قدرت أنام :)

وأول ما صحيت لقيت نفسي ماسكة الجوال في يدّي وبحاول أسوي الشي اللي كل يوم أسويه أول ما أصحى من النوم “ أشيّك ع الواتس اب و السناب شات“ ، منعت نفسي و حاولت أسترخي لكن ما قدرت..

فاتلحلحت من ع السرير وغسلت وجهي ورحت لأهلي اللي كانو ماشاء الله مصحصحين قبلي بوقت مع إني صاحية الساعة ١٠ الصباح أو ١١ تقريباً.

بيني وبينكم ما استمتعت كثير عشان كنت حاسة بفراغ كبير ما تقدر تملاه سوالف العائلة كلها ولا لعب البزورة حولي..

فرجعت لسريري على أمل النوم مرة ثانية، واتفاجئت ببنت أختي جايبه لي ظرف من أبويا مكتوب عليه “بنتي العزيزة ، مبروك النجاح”

تعرفو لما الأجانب يقولو “ You made my day “ حرفياً هذا اللي كنت حاسته تجاه أبويا “ دموع الفرح ملت عيني “ ورحت شكرت أبويا و سلّمت عليه ..

وبهذه المناسبة قررت أفسفس المكافأة في السوق 😂 يب، يدي مخرومة نوعاً ما 😂

خرجت و مشيت في المول لحد ما رجولي تعبت، وبعدين قعدت في كافيه و طلبت مشروب بارد وعشت حياتي.

انتهي يومي على كذا ..

لا لا لسه ما انتهى عشان وأنا أنتظر طلبي في الكافيه كنت قاعدة أحاول أستخدم الجوال ..

قاومت رغبتي بقوة في إني أطلع الجوال وأصور سناب، بس في الآخر لقيت نفسي ألعب لعبة اوفلاين عبارة عن توصيل خطوط بشكل معين “ لعبت مرحلتين ووصل الطلب والحمدلله 😂“

بعدين صرفت القرشين اللي حيلتي على بعض المشتروات الغير ضرورية “الإعتراف بالحق فضيلة” 😂.

رجعت البيت ولقيت نفسي كملت ٢٦ ساعة بدون جوال .. فحبيت أشارك تجربتي على سناب مع أصدقائي اللي متابعيني، لكن وقفت للحظة وقلت “ ما كأني دحين قاعدة أتلكك عشان أمسك الجوال ؟ 🤔“

وكان ظني في محله .. لذلك فتحت كمبيوتري و قلت أكتب التجربة وأنزلها كأول تدوينة لي هنا ..وقررت أكمل ٤٨ ساعة بدون جوال ولو لقيت نفسي لسه بتلكك عشان أشغل النت وأشوف الرسايل عليه، راح أمدد الوقت لحد ما أبطّل أدوّر ع الجوال.

ليش هذا التحدي بالنسبة لي مهم؟

لأن بالنسبالي إدماني على الجوال أكبر بكثير من إدماني وحبي للأكل، فلو قدرت أقاوم الجوال فترة طويلة وأتخلّص من إدمانه..فهذا معناه إني أقدر أتخلّص من الأكل وأخفف وزني وأعيش الحياة اللي أستحق إني أعيشها ..

شكراً إنك عزيزي القارئ كملت لحد هذا الحد من القصة، وأتمنى إنك تكون استفدت بأي حاجة منها .



انتهى.