إن كنت قد جاوزتي الخامسة و العشرون و لازلت ترفضين الزواج فعلى الأغلب تمتلكين أسباباوجيهة  للرفض  أولاها أنك قد فقدت عذريّتك, و ثانيها أن لديك حبيب ,و لا ثالث لها .

كفاك كذبا و مراوغة! لا يمكن لأحد أن يصدق أنك تريدين مواصلة المشوار الدراسي و الحصول على شهادة الدوكتورا,  أو أن تكوني امرأة مستقلة تشتري لنفسها سيارة فاخرة أو تفتح منتجعا للملابس ،أو أنك لا زلتي تريدين النوم في غرفتك و معانقة كومة من الريش محشوة في كومة من القماش البني الذي لا يشبه الدببة في شيء، الحمد لله! لقد تغير العالم و أصبح الناس أكثر وعيا هذه الأيام و لا يمكن أن تنطلي حيلتك هذه على هذا الشعب . 

إن كنت قد جاوزتي الخامسة و العشرون و لم يأتي فارس الأحلام بعد، فعلى الأغلب تمتلكين سببا وجيها لتكوني تعيسة الدّهر ، تكاد أعين الخالات و العمّات ، ناهيكي عن الأمهات ، أن تنهار من شدّة الأسى ، و لا حرج أن تحطاط منك الزّيجات فقد تفتكّين منهنّ أزواجهُّنّ و قرّة أعينِهنّ، و ستَحْتَرْن حينها من سيأخذ بأيدهنّ إلى الجنّة.

الجميع يرى أنك تتوقين للزّواج ,الجميع يرى ذلك في عينيك ،فقيههم و غبيهم، الكل أصبح يقرء العيون و يفهم أسرار النفوس.

لا يهمّ إن كان لك من الأموال ما يكفيكي لتقتاتي أنت و نصف المدينة إلى أن تقوم السّاعة ، المهمّ أن يكون لديك رجل يمارس حقه في القوامة عليك حتّى و إن كنتِ أنت صاحبة الدّخل المنزلي .

ألف مبرووك !

الآن و قد أكرمك الله بهذا الزوج عليك أن تقومي بصلوات الشكر ، لا ! لا أعني تلك!
هذه الصّلوات لا ركوع و لا سجود بها ، في الحقيقة هي تشترك مع الصّلوات الأخرى فقط في الخشوع و التركيز ، نعم يجب أن تكوني في قمة التركيز و أنت تسألين زوجك إن كان يريدك أن تدلّكي قدميه عند عودته خائبا بعد شوط حاسم بلعبة الورق في مقهى الحي , و إن كنت قد إنشغلتي بالحديث مع صديقات الطفولة عن الأيام الخوالي و نسيتي طبخ الفطور فأنتي حقا عار على نساء الكون, و قد جحدتي بالنعمة و جدير بزوجك المفدّى أن يبحث لنفسه عن زوجة أخرى توليه الإهتمام الذي يستحقه ،ألا يكفيه أنه تغاضى عن ترهّلات وجهك و جسدك بعد الولادة .

رزقك الله الزّوج الحبيب و رزقه الله الصّبر و أعطاه القوّة حتّى يقدر على إحتمال كل هذا.