‏١) بوجودك في هذا الحيّز الضيّق بأي طريقةٍ كانت، فأنت تقر بأنك قد قرأت هذه الاتفاقية وتوافق على ما ورد فيها.

‏٢) لا تتحمل أي جهة مسؤولية الأضرار التي لحقت بك نتيجة لحسن النوايا، التلف قدرك ومسؤوليتك.

‏‏٣) تفتيش النوايا إجراء روتيني، ولن يتم النظر في أي اعتراض تُقدّمه ضد الإجراءات الروتينية.

‏٤) مخارج الطوارئ موصدة من الخارج، ابتكر خلاصك.

‏٥) العواطف تندرج ضمن مُتعلقاتك الشخصية، ولا يحق لك لوم الآخرين على التلفيات التي يتسبب فيها تفريطك.

‏٦) التصميم المُعتمد لمسار الزمن تصميم دائري. ‏قولنا: (اتجه إلى الأمام) من الأخطاء اللغوية الشائعة.

‏٧) الحمولات الدلالية للألفاظ جناية بشرية لا يُحاسب عليها القانون. لكن أيامك شديدة الحساب... فاحترز، وتخيّر المعنى الآمن قبل الاستخدام.

‏٨) في هذه الاتفاقية، يُشار إلى الزمن بالكلمات التالية: (الماضي والحاضر والمستقبل) وجميعها تعني النهاية.

‏٩) مهما تنامى رصيدالخبرات المودع في حساب عُمرك، ستظل مُلزمًا بالدفع المباشر. ولن يُخصم من رصيدك أي شيء للسداد. فتدبّر أمرك حيال هذا الكساد الكبير.

‏‏١٠) الأعراض الجانبية لاستهلاك الوعود تختلف من شخص لآخر.

‏١١) خاصيّة تقاسم الأحزان بينك وبين أولياء قلبك معطّلة، الهم الذي يكسر ظهرهم مرة، سيكسر ظهرك مرتين، مرة بحمولاته ومرة بعجزك... .

‏١٢) الأرق: حيلة ابتكرها الزمن في طفولته ليحظى بعزلة طويلة، فيتفرّس في وجه الأشياء...

‏١٣) لا يُمكن تبديل أو استرجاع الأيام التي أبلاها حُزنك، أو أفسدها سوء الاستخدام، أو التي لم تلائم مقاسات توقعاتك.

‏١٤) تعليمات الأمن والسلامة:

‏مهما أكرمك الوقت، لا تنسَ أن تتحقق من جلوس الفقد على المقعد المقابل لسعادتك...

‏١٥) الوقت أطول من عُمر وجودك.

‏وأقصر من شهقة الفرح

‏في السأم تتناسل الدقائق من بعضها.

‏وفي التعب تصير الدقيقة الواحدة أثقل من جثة غريق.

‏١٦) لا تُفتّش عن الحقائق، إنّها تركض خلفك، وتتربص بك من أمامك. تحاصرك كل يوم فتضطر للدفاع عن نفسك بالكذب على نفسك...

‏١٧) الغياب بريء من آلامك، الجاني الوحيد هو وهم البقاء.

١٨) تتوفر خاصيّة طمس خطوط الرجعة أولًا بأول، فلا تتراجع نحو التيه، بل اهرب إلى الأمام.

١٩) جميع الأخطاء مكلفة، لكنّ الندم مجاني.

٢٠) الخبرة: خُردة الأيام.

٢١) الحكمة: بيان ينعى الشغف والتجربة.

٢٢) حين تكون خارج التشكيلة ستفوز دائمًا بما يقتتل عليه اللاعبون الأساسيون، سيصلك الفوز كرصاصة طائشة لا تستهدفك ولا تخطئك، فتفوز بلا تتويج. وبلا لذة الانتصار.

٢٣) الحكايات زكاة ما تكنزه الذاكرة

‏٢٤) مجموع لدغات عقرب الساعة يوميًا=٢٤ لدغة مميتة لا يرافقها الألم، فاطمئن.

٢٥) في الوحدة، يسلخُ النسيان جلده ويُطارد الذاكرة ليُفزعها وتعترف.‬

٢٦) السأم يجعل الحياة مرايا متقابلة

٢٧) ‬ كل الأحزان قابلة لإعادة التدوير. كأن يُعاد تدوير الخذلان فيصير لافتة تحذيرية، ويُعاد تدوير الفقد فيصير زنزانة...

٢٨) في هذا العالم لا شيء يتسع إلا اليأس والمقابر.

٢٩) الانتظار مبتدأ بلا خبر، يعلّقنا على حبال الاحتمالات، بعض هذه الحبال مشانق، وبعضها الآخر حبال نجاة.

٣٠) طوبى لمن اغتالوا خط النهاية، واحتفلوا في منتصف الطريق، فالوصول نضوب، الوصول ليس غاية، الغاية الاستمتاع بالصحبة وقراءة لافتات الطريق.

٣١) فيما يخص الشغف: (احذر: وقوف مُتكرر).

٣٢) ‏كل صباح لا تغسل فيه الأرض وجهها من دماء البارحة، لا يعوّل عليه، ولا بداية منه.

٣٣) لا يمكن ترك الموت بمفرده ليُنجز أعماله ببطء شديد وفق قوائم مُعدّة مسبقًا، دائمًا يتدخل القتلة لإزعاجه وبعثرة أوراقه... دائمًا.

٣٤) ‏النصائح ليست خارطة لطريق مختصر وآمن، بل تحنيط لحياة من سبقوك وبدعة تدفعك إلى تقديس ضلالاتهم والاحتذاء بضياعهم.

‏دعْها، و جِدْ طريق ضياعك.

٣٥) ‏التقط أفراحك الصغيرة، علّقها على وجه الأيام، احتفي بتفاصيلها الشحيحة، اسقها حتى تخضّر وتورق... قبل أن يدهسك الزمن ويساويك بالتراب...

٣٦) طوال هذا الطريق الطويل القديم المتجدد، لن ترافق إلا نفسك... وهي تحديدًا الشيء الذي تحاول الهرب منه.

٣٧) ‏الصبر مفتاحٌ أكله الصدأ، وباب الفرج مغلق برقم سرّي.

٣٨) ‏الواقع أحادي اللون، والألوان المتعددة التي تعتقد بوجودها لا وجود لها في الواقع، لقد اخترعها الخيال ليتسلى بنا ويعبث معنا.

٣٩) النسيان لا يُعالج الندوب العميقة، يُغطيها فقط فننساها بشكل مؤقت إلى أن تداهمنا حشود الذكريات فتكشف عن الندوب والتشوهات وتحيي الألم.

٤٠) ‏لا أحد ينجو من خطر الوفاة المبكرة، تفاوت تواريخ الوفيات يتعلق بموعد الدفن فقط...

٤١) الذاكرة درن الأيام العالق في الروح.

٤٢) ‏في شبابك يكون الوقت فضفاضًا عليك، تضيع فيه بين كثرة الأماني والأحلام، لكنه سيضيق ويضيق كلما تقدّم بك العمر فتختزل الأماني في رغبة الخلاص

٤٣) الأحلام حيلة جيدة لترويض بؤس الحاضر، لكنّها -مع الأسف- تُثير سُعار المستقبل الذي سيشمت بنا وبعجزنا عن تحقيقها، بل عجزنا عن الاحتفاظ بها.

٤٤) الاكتئاب لا ينتمي للعتمة والسواد، الاكتئاب ساطع ومضيء نرى فيه كل شيء بوضوح فاضح، ولا نجد مكانًا للاختباء.

٤٥) في الطفولة تمشي الأيام ببطء وتضحك كلما تعثرت.

‏في الشباب تسير الأيام باختيال لكن عثراتها موجعة.

‏أما في الشيخوخة ستتعثر أنت وتتدافع الأيام وتدهسك.

٤٦) ‏لم تعد تسكن في الكهف، صحيح... لكن الكهف ما زال يسكنك... وكل عمران الأرض لن يردم هذه الفجوة في روحك.

٤٧) لو أن طُرق الرجوع لا تُطمس، سيصير للخوف مسار إجباري وحيد، مسار ذهاب بلا عودة.

٤٨) الندم: الوحش الذي انبعث من رماد الأشياء، فقطع على طائر الفينيق أسطورة الانبعاث من رماده ليعود متوقدًا بالحياة.

٤٩) ‏لا مكان يتسع للحزن مثل العزلة، لا وهم يكسر القلب مرة بعد مرة مثل تسليمه للآخرين. اليد التي ستؤذيك هي التي أسلمتها يدك وتركتها تتحسس ضعفك.

٥٠) ‏ستُحِبّ الآفلين، فالغياب موقد العواطف...

٥١) التقدّم في العمر تشظّي مستمر، تساقط بطيء في درب طويلة نذرعها خائفين. التقدم في العمر إقدام جبان على الموت، التقدم في العمر = تراجع العمر.

٥٢) اعقد اتفاقية سلام مع الوحدة، تآلف مع وحشتها، امنحها أرضًا لتستقر فيها إلى الأبد كي لا تغيب عنك ثمّ تحضر بعد الغياب بشكلٍ مفاجيء ومفزع.

٥٣) في البدء كانت الكلمة، وكنتَ أنت لا شيء.

‏في النهايات ستعيش الكلمة، وتكون أنت لا شيء.

‏يا أيها اللاشيء تذكّر هذا دائمًا حين تؤذيك الكلمات.

٥٤) لو أن (الوحدة) لم تكن، لو أنها سقطت من مخطط الوجود في بدء الخلق، حين كان الإله يبتكر الكون ويبدع بشرًا يعذبهم النقص، لو أن (الوحدة) كانت فكرة مُهملة آنذاك لسقطت بنود كثيرة اندرجت تحت وجودها، أعظمها الحُب، وأدناها السأم، وضمنها الحزن والكآبة والانتظار والوعود والخيبات... لو أن (الوحدة) لم تكن، لكنا آلهة رغمًا عن خطايانا.