ستصرُخ أعماقي عند محاولةِ إنتشالك، وكأن عروقي تستنجد وتلتقط أنفاسها الأخيرة، تستنشقُ أفئدتيّ رياحُك العصيّة، التي لا تلتفت حتى لحنينّ قتلهُ الزمان إنتظارًا وتتبدل الأوراق والجذور باقية ثابتة راسخة رُغم قوتها إلا أنها باتت تغوص في رحاب صدري الذي ضاق من وخزاتك، لا تُغتفر هذه المرة هفواتُك، لأنها قضت على ما أحتفظت بهِ أعماقي ويبست أغصاني من هولِ ما رأت، ألم تسمع يومًا عن حصانٍ ألقى بفارسة ولم يعد يتحمل ثُقل أقدامه !

ألم تغزو الرياح السفينة التي راهن عليها أكبرُ رُبانٍ !

لقد بات قلبي يتيمًا هذه المرة، وفقدتُ أعز أركانه، الرُكن الذي بدونه تبطلُ صلواته، فقدتُ حُسن الظن بالبشر بسبب خنجرُك المتسلل لعُنقي الذي تعمدَ إيذائي ..

لم تقتلني مرةً واحدة فحسب، بل قتلت كُل حُلم من أحلامي، حتى في منامي لم تَعُف يدك عني بل قضمت كُل أحشائي ..

لم تسل دموعي فحسب بل سالتّ مياهٌ من وديانيتماسكَ نِصفي وبعضي أجهش دون بُكائي ..

هل تعلم أنّ للقلبِ حُرمة ؟ لِما أعتديتَ على حُرماتي ..

لقد فظتّ كلماتُك غشاءًا، لم يُقتلع ولا يُستنزف حتى لآوانه .

" تُقتل بناتُ الفكر، حين أحتباس الحُزن والآوان بات في غير مكانهِ يتيمًا كما خُلقت أجسادُنا "

-غادة آل سليمان