مصطلح ليس بالدارج فيما نقرؤه من الأنواع الأدبية ولكن وقعت عليه عيني في إحدى المقالات للأستاذ مصطفى محمود.
(تفكك العلاقات الاجتماعية)

يا ويلي! كيف أنه كان منتشراً في كتبنا المدرسية ولكننا لم نَعي حقيقة معناه. كيف وهو يمثل واقع حالة العلاقات الاجتماعية الهشة التي نعيشها يومنا هذا، والذي يعتبر أمراً شائعاً بين أفراد المجتمع بمُختلف أجناسهم وأعمارهم. تعددت الأسباب والنتيجة واحدة؛ إذ يفاجأ الكثيرون بانتهاء علاقات صداقة -على سبيل المثال- كانوا يظنونها ستدوم طويلاً ولكن وقع خلافٌ بسيط أدى لإنهاءها على نحوٍ غريب وغير متوقع.

مؤخراً انتشرت على صفحات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ما أستطيع وصفه بـ"قواعد الاسترخاء النفسي الانعزالي الفاشلة" إذ يقع الكثيرون ضحايا لتجارب خاسرة فلا يكون منهم إلا أن يفتح كلٌ منهم صفحته وينصب نفسه مستشاراً في العلاقات الاجتماعية ويبث سماً قاتلاً في المجتمع على هيئة منشور سلبي من أمثال "عامل كما تُعامل" فيتداوله و يشاركه متابعيه و أصدقاءه على نحوٍ أعمى دون تمحيص، وهو ما يجعلنا نطبق هذا الأمر في معاملاتنا دون وعيٍ منَّا؛كأن تشاهد فيلم رعبٍ قبل النوم و يصادف أن يأتيك في الحلم كذلك. للأسف هكذا يفاجئنا عقلنا اللاواعي بالكثير من الأفعال دون أي تدخلٍ منّا. 

هذا الأمر الذي أدَّى إلى إصابتنا بما أسميه الهُزال الاجتماعي ومتلازمة النفس القصير. صار الجميع يسير متبعاً هواه، لا مبادئه، فكل ما وافق هواه سايره وكل ما خالف إرادته اللحظية تركه. إذ ليس للمبادئ مكانٌ هنا. هذا النوع من الأفراد لا يلتفت لشيءٍ إلا لحقوقه متجاهلاً كل ما عليه من واجبات. 

تخيّل عزيزي القارىء مجتمعًا كل أفراده يتخذون من "عامل كما تُعامل" و أمثاله من الكلام المنتشر شريعة لمعاملاتهم اليومية كيف سيكون؟ 

في الحقيقة أنتَ لن تحتاج لأن تتخيل، و لن تذهب ببصرك بعيداً فالواقع هاهنا أمامك أغرب من الخيال!