منذ ما لا يقل عن خمسة أشهر كنت أظن أنَّه من المستحيل أن تقوم علاقات على أنقاض علاقات مضت، ولكن ها أنا ذي أمضي بعلاقة صداقة صحية وجيدة مع رفيقة تبَقت لي من خمس أصدقاء، انتهى الأمر بيننا نهايةً ميتة لم يكن للعتاب دورٌ فيها، وجدتُ نفسي عقب انتهاء علاقتي برفيقاتي أبتعد شيئاً فشيئاً عن إيمان، تقترب هي وأبتعد أنا، كنتُ بطبيعة الحال شديدة الحساسية في هذه الفترة ولا أعطي أماناً لأحد وعلى رأسهم إيمان، كنت أقنع نفسي بأنه من المستحيل أن تنجح صداقتنا تلك وبيننا الثلاثة الباقين يقفون عقبة أمام استمرار علاقتي بإيمان، ولكن إيمان لم تيأس مني ليس لأنها كانت تدرك حقيقة مشاعري هذه؛ وإنما على العكس.. لأنها كانت تجهلها.

على أنقاض الدولة الأموية قامت الدولة العباسية وعلى أنقاض الأخيرة قامت أخرى، تغيرت العاصمة ربما، فبطبيعة الحال على الكثير أن يتغير في الماضي لنصنع حاضراً لمستقبلٍ نوعاً ما مستقر في أذهاننا على الأقل -إلى أن يشاء الله- وهكذا نهضتُ بعلاقتي مع إيمان، أقسمتُ على قلبي أن يشفى من ثكناته وأن يمنحني الفرصة لأقوّم اعوجاجه دون الحاجة لأن أعزله، وقد كان! في كل مرة كانت تراودني أفكارٌ سلبية عن أنني لا أستطيع تحمل إيمان، كنت أستبدلها بومضات خفيفة من بريق المستقبل الجميل الذي سيجمعني بها إذا ما تجاوزنا هذه المحنة معاً. .

حقيقة الأمر أنَّ أياً من جهودي لم تكن لتنجح لولا قلبها الجميل المليء بالقوة والثقة والحياة، كنت أحزن كثيراً إذا ما نالت الحياة من ابتسامتها، وكنت أصر على أن يكون لي دورٌ في رسم ابتسامتها من جديد، لأنني رأيتها -وأعني الحياة نفسها- عقبةٌ تقف أمامي لإنجاح علاقتي المتهالكة بإيمان. 

اليوم أنظر إلينا بعينين فاحصتين لأرى كيف كنا وكيف أصبحنا، وإلى أين من المتوقع أن نصير. 
ولأصدقكم القول لستُ  أعلم كم المدة التي كتبها الله لي ولها سويةً ومتى الفراق فلا دائم إلا وجهه -سبحانه-، ولكنني أرى بارقةَ املٍ جميلة تلوح في الأفق تهمس قائلةً: ليس اليوم! وهذا يكفيني.