أهربُ من عالم إلى آخر، من حالة إلى حالة،من عمر إلى عمر، من تزامن السقوط مع الفشل، من كل ما يهدد انتهائي دون إذن باستمرار أحلامي.
وفي عالم سابق، هربتُ في سباق مع الغياب الطويل، هربتُ منه إلى ذاتي التي تسكنها الوحدة ولا يخدش وحدتها إلا أمي وقلوب تحبني.
كانت نصيحة محب: الجدران كثيرة والأقلام ملونة، لاتتوقفي أمام جدار معين ، ولاتكتبي بقلم واحد، واشطبي المعرّف بآخر جديد، كوني حرة و أوقفي ضعفك عند حد الموت واقذفي قلبك نحو السماء ،وبقدر قوتك ضمانك أن لايلتقطه أحد.
أخذت بأول النصيحة وتجاهلتُ آخرها، وطفقتُ أكتب باسم جديد وكينونة حرة، أمّا القلب فمستقر ومستقل ذاته، ثقييييييييييل جدًا بمافيه لاقوة أملكها في قذفه ولا بمسافة اصبع.
وأهربُ لأن الهروب لاحدود مرسومة حوله، ومؤمنة بـ اركض ماشئت لن يعرقل هروبك إلا الحب أو حظ جيد.
ولا حب ولا حظ جيد .. وعليه أنا مستمرة في الهروب.
مريم