Image title

لم يتبدد مداد يوسف زيدان حين ملئ بياض عزازيل .. بياض من نوع اخر يترك بصمة وجودية في سيكولوجية من فكك بنية الاسطر وما تحمله من معاني ودلالات ,حيث "هيبا" يصارع الاحداث في خط لست ادري اي اتجاه ياخذه .منذ خروجه من _اخميم_ في صعيد مصر قاصدا مدينة الاسكندرية لكي يتبحر في الطب والاهوت ,ترافقه مبادئ الرهبنة وتنظيماتها .. على منبسط الاسكندرية ارض القداسة والقداس توقفت بوصلة هيبا وقرر الاستقرار خاضعا لحقن غرامية من صنع " اوكتافيا " الوثنية _كما وصفتها اسطر الرواية _ التي احبته دون ان يستوعب هيبا مصدر تلك الحقن .. غرام غوغائي وضع خلد الراهب في شك وانزعاج حتى اعترف الراهب للوثنية بولائه المطلق للمسيحية ,اعتراف انتهت معه مفعول تلك الحقن وسقطت قيم من قبيل التسامح وتقبل الاخر واحترام حق الاختلاف.
على منبسط الاسكندرية واسطر عزازيل تكشف بالملموس التناقضات التي كانت تزعج مخيال الراهب هيبا ما بين المنطق والفلسفة وبين الدين ,من خلال مواكبية دروس "هيباتيا" صاحبة النظرة الفلسفية الصرفة. هيباتيا التي قتلت بسم الرب من طرف رجال الكنيسة وامعنوا في التمثيل بجتثها اما اعين هيبا.. هذا ما دفعه لترك الاسكندرية وهو يحمل بين يديه سجل عنوانه نوستاجيا الالام.
ترك الاسكندرية في اتجاه اورشاليم _القدس_ باحثا عن اصول الديانة ,ولقائه بالقس "نسطور" الذي احبه لبساطته وارسله لدير هادئ ما بين هضاب _انطاكية _ وفي ذالك الدير يرتفع مستوى الصراع النفسي وشكوكه القاتلة حول العقيدة ويصاحب ذالك وقوعه في شباك حب "مرتا" الذي لم يدوم طويلا ,وتنتهي اسطر عزازيل بقرار ان يرحل من الدير وان يتحرر من مخاوفه بدون ان يوضح وجهته ..