..

.

هاقد عدُت مرة اخرى لعزلتي السوداء المخيفه

هاقد عدت للعزلة التي شتت روحي لتجعلني تعيسة بما يكفي

عدت للوحدة مرة اخرى وكأن لاشي حدث

عدت لعزلتي وكانني طير كُسر جناحه

عدت لعزلتي بعدما عَبرتَ بحياتي كالنسيم اللطيف ورحلت

عدت لوحدتي

أُحاول جاهدةً إشعال مصباحي ولايعمل

أصرخ عالياً لامجيب

أبكي ولاأحد يسمعني

وكأن حفرة ابتلعتني

كحبال مشنقة تلتف حول عنقي

وكأن روحي بدأت بالاستسلام

_____


صديقي العزيز :

كيف حالك ؟

هل كل شي على مايرام ؟

مارأيك بأن تأتي مرة اخرى لإسفل الشجره عند اخر الحي ؟

أسفل الشجرة المليئه بالاوراق الذابله

تعال لاأُشعل لك عود ثقاب ندفئ بها اصابعنا التي باتت فريسة للبرد القارس

لنجلس على أحذيتنا لكي لاتتسخ ملابسنا مثل كل مرة أجلس فيها معك

لنتبادل الحديث وترى عيناي بكل ماأُوتيتَ من حب وأرى عيناك بكل مااُوتيتُ من حنان

تعال لانتبادل الحديث بينما انت تحضرّ مشروب الشوكولاته الساخن وانا اعزف لك من الموسيقى اللطيفه التي تحبها أنت

لنضحك سوية تماما مثل كل مرة

تعال لننظر الى بعض مرة أخرى لنتشبت بأيادي بعضنا وكأن لا شيئ سيفرقنا

عد لنستمع الى الموسيقى انا على كتفك ويدك تربت على كتفي بكل لطف

عد فأنا أحب عيناك حينما تخبرني بانها تضحك بشغف

عد أعطني وشاحك عندما يزداد الجو بروده

وشحاك الذي يُشعرني بأنني التف حول نار

كان لطفاً منك ان تجعلني اشعر بالدفئ بجانبك

تعال لأرى عيناك وكأنني المرة الأولى التي اراك فيها

تعال نقرأ كتاباً ترتوي منه ارواحنا

اتسائل ياترا مالذي يجب علي فعله لجعلك تبتسم كل يوم ؟

اريد أن استمع لنبضاتك مرة اخرى

كنت اشعر بانني امتلكت الدنيا حينما استمع لتلك النبضات الأشبه بصوت الموسيقى

لقد كانت نبضاتك موسيقتي المفضله

احس بارتياح تام واشعر بان الدنيا لاتزال بخير

تعال الى الشجره لنفترش العُشب ونتنفس الصعداء 

لنرى البدر مثل كل ليلة  لنعدّ النجوم مثل كل يوم لتروي لي قصة وأنام .

عد فأنا لن اسقط هذه المرة عندما نصعد للجبل اعدك

اعدك انني لن انام عندما تكون متشوقاً لتحكي لي قصة

عد فإن قلبي بات هشاً ضعيفا

عد فقلبي لايحتمل وحشة عزلتي وقسوة فقدك

عد فمازلت اذكر كل تفاصيلك وكان عقلي علق صورك على جدرانه. 

____



صديقي العزيز :

الزهور لم تذبل والطير لم يوقف ترانيمه بعد الرياح لاتزال تداعب خصلات شعري كما كانت تفعل من قبل والشجرة لازالت صامده كل شي كما هو  ماينقصنا هو أنت

شارف فصل الشتاء على الانتهاء                                والربيع حان

تفتح الزهر نزل المطر وهبت الريح سقطت الاوراق ومازلت أكافح

اعاني من صعود الجبل كل يوم لعلي اجدك هناك

عد فالجميع يتحدث عني                                         عد فسكان الحي يحاولون تهدأتي

لم يفهموا بعد بأنك انت من تعيدني الى التعقل بعد الجنون

المرأه العجوز التي كنا نشتري منها اعواد الثقاب أصبحت تراني بشفقه تتسائل عن الظروف التي جعلتني بهذه الصوره

هل تغيرتُ انا بعد فقدك لهذه الدرجه لتراني فيها بائعة الكبريت هذه النظره ؟

عد الى مكاننا                                                      فالزهور لم تعد زهوراً                                          لم تذبل بل أنا من ذَبلتُ من فرط الحنين.

____ 



صديقي العزيز ماذا دهاك؟

لم تعد لاسفل الشجره هل اصابك من ضرر ؟

لم تعد لمكاننا هل من مكروه اصابك ؟

كفاك نوماً استيقظ

كيف تجرؤ على اقتحام عالمي بكل هدوء                 وترحل بضيج مزعج

عد فاانا لااريد ان ارجع لوحدتي                               عد فاأنا لااريد ان ارجع لعزلتي السوداء

اتعلم ؟

يالهذا العالم القاسي الجميل                              قاسي لإنني خلف قضبان الحزن                  جميل لدرجة شعرت بأنني سأغط في سبات عميق      

 أُعلن استسلامي                                                     لقد انتصرتَ وانا خسرت

انتصرت بإجتياحك عالمي وخسرت انا باخراجك من عقلي .

____


صديقي العزيز  :

هل اشعل لك عود ثقاب مرة اخرى ؟