إلى صديقي القديم 

الليل هادئ هُنا ويبدو الأمور تسير على ما يرام بأعينِ الخانعين ، والآليات تمر على أجسادهم كسكون الليل البليد ، لا يحركون شفةٍ بكلمة وطن بل يتمرسون أكثر بالنهيق عن أمورهم البالية ،ومعدهم الممتلئة ، وأعينهم فارغة من جموع الجائعين

يا صديقي في وحدتي عرفت معنى ليل الخائفين ، ومعدة الجائعين ، و جلد المنسيين 

ظهر وجه الطفل أمامي كشيخ تجاوز السبعين ، والكهل يبكي كطفل كسرت لعبته ، ورأيت المرأة رغم كل البؤسِ جبلاً لا يلين.

أتساءل ماذا بعد ليلي و الوتر حزين ؟

وأتساءل ما تبقى لنا ؟

تبقى لنا بقعة مليئة بالدم يربطنا بها شيء غريب يكون فيها 

حرف الغين :غارة تفتك أطراف المتشوقين لحياة

حرف الزاي : زندٌ تمسك بالبندقية وحيدة

حرف التاء : توت بيتٍ فلسطيني قديم ظلها أكبر عمراً من العابرين. 

ما تبقى لنا ؟

حساب الخسارة ؟ من أراد وطن لا يحسب حساب خسارة عليه أن يكون فدائياً معطاء 

ما تبقى لنا وما تبقى لهم سوى أيدينا نعمر بها أرضاً بالدم والمعول 

ما تبقى لنا كثيراً لكن هذه حرب ردة علينا أن نكون فيها نطوف برؤوس العجول و نشد بعضنا بالزند والزناد.