إلى رفيقي الذي لم يعد :

ها أنا أسهر الليل ، أحصي الخيبات هالات سوداء ، جفافٌ في الحلق حزناً على ما حدث بالأمس وسيحدث اليوم وأتساءل ما الوطن ؟

هل أن لا يحدث ذلك ، أم هو كما أيقن خالد بإن الوطن هو المستقبل ، أو يكون عزم أم سعد في صمودها و وداعها لابنها الفدائي ، أم حنين وحزن صفية على خلدون ؟؟!

أتساءل في غيبهات الليل و السودا تحت عيناي يكبر 

كُنت أعرفه وأدركه كان غضب العمال في المصنع ، و ثورة حمراء داست بالمنجل العسكر ، وحطمت بالشاكوش الملك حتى أصبح قيصر فأضحى بلا تاجٍ ولا عسكر  

كنت أعرفه هذا السواد ، لكنني اليوم أسأل من أين كبر هذا ؟

فأدركت التحليلات من العمامة، وتحليلات من الكروش والقروش، وتحليلات الكأس السابع ، فعلت بنا أكثر من السواد !

وما زلت أسأل لماذا لم تعود وتسهر فنتحدث عن ذلك وكيف غرز سيفنا في ظهرنا ، وذلك بالساطورة جعلنا أموات وكانت إكرام الميت دفنه 

لماذا لا تعود وأخبرك عن صبي لا يدرك شيء من الثورة سوى أغنية ويظن أنه أممي وهو ابنٌ للقبضة الأمنية والعسكر 

لماذا لا تعود و نتذكر رفاقاً غابوا عن مجلسنا وبين القبضان كبروا أكثر ، و ننتظر عودتهم كأمٌ تنظر ابناً لها في الغربة يكبر.

ألا عدت وعرفنا أن الوطن هو امتداداً من النهر إلى البحر يُزهر بشقائق النعمان