رسالة إلى الشهيد غسان كنفاني

عزيزي غسان:

يمضي الوقت في هذا العالم وتمضي الأيام روتيناً فيها العامل مازال عبداً و الأحاديث في سره ثورة دون فعل ، بداخله منجل وفأس دون أن يحاول طرق باب الخزان ، وذلك التاجر مازال يرى اليسار كُفراً وهو عند تجارته يَفجُر.

مازال هذا العالم مُرتب كلاً حسب اسمه ، ومكانته ، ونقوده ، ومازال يعتبر الفلاح غريب ، والكادح أعور.

مازال هذا العالم عالم ليس لنا، والحرب في غزة تكبر والجوع صاروخاً أمريكي يفتك ، والركام يحاصر غزة ، والدمار في نفوس العرب يُجمل بحديثٍ عن انزالٍ مُبارك بيد صهيونيةٍ تُبرأ من القتل والجرح والقادم أعظم. 

وغزة نكبتنا الجديدة تنزف و في داخلها الجرح يكبر ، ولم يبقى لأهلها أمل ، أو منفذ حتى ادركوا بإن في الحرب يصبح لا قيمة لك عند الوقت ، وتدمن الخوف واليأس فالخيانة قائمة والخذلان عائم على شاطئ بحرها .

تكثر الأحاديث وتقل الأفعال والطفل لا يزال ينتظر كسرة خبز فاسقطوها مع صواريخهم وقالوا بإنها ماء الورد و أمروا الطفل أن يشكرهم ، مات شهيداً جائعاً شاهداً على كرم الأعرابِ والنخوة.

ما يقارب المئة وخمسين يوماً وربما تكثر ، لم تعد أيام الحرب تُذكر وإن ذكرت ما جدوى ذلك ؟

إن كان الحاكم العربي أحمق ، وذلك بسلاحه يكذب ، والحديث عن وهم الدولة يكثر 

أي دولة يريدون ؟، وغزة تعلمنا ما معنى الثورة 

أي دولة يبنون وغزة تعلمنا معنى الحرية 

أي دولة ينعتون وفي جنين احتلال يتبعه أداة لانهاء مقاومة تبرز

أليس حقاً علينا بعد كل هذا الخراب أن نعيد ترتيب الأوراق ، وندرك بإن العتلات التي تصب فوق رؤوسنا أضحت مسلك