تظهر بين الحين والأخر بصور مختلفة وقد يكون لهذا السبب ازداد اهتمام الباحثين والخبراء في تطوير علم التحليل بشكل مستمر لانه لولا التحليل الفني والاحصائي للعبة وكذلك عبر عيون الخبراء المدعومة ببرامج التحليل الرقمي لما استطاع احد ان يدرك حجم المتغيرات المتسارعة بمختلف مفردات التكتيك . سابقا تحدث ساكي عن التنظيم بكرة القدم بكل جوانبة فجسد ذلك بأن خمسة لاعبين منظمين يستطيعون التفوق على عشرة لاعبين غير منظمين وعمل على هذا المفهوم في ميلان الاحلام في نهاية ثمانينات القرن الماضي في ومضة فكرية كانت سابقة لزمانها ! ولكن في مباراتي الامس بين موناكو ودورتموند من جهة وبين برشلونه واليوفي من جهة اخرى هل كان التنظيم الشديد في اسلوب لعب المتأهلين هو الفيصل ام ان الفوضى الخلاقة هي من قادة موناكو واليوفنتوس للتأهل فكلا المتأهلين موناكو واليوفي كانا الاقل حيازه للكرة والاقل كذلك في عدد التمريرات (اليوفي حقق نسبة استحواذ 35 % فقط مقابل 64% للبارسا وعدد تمريرات وصل الى 227 لليوفي و 485 لبرشلونه ) وفي المباراة الاخرى (حقق موناكو نسبة استحواذ 30 % فقط في حين وصلت نسبة الاستحواذ لدى دورتموند الى 70% وعدد تمريرات موناكو كان 189 في حين كان عدد تمريرات دورتموند قد بلغ 548) كل شي بالفريقان الخاسران قد بلغ الضعف تقريباً فأين كانت عناصر تفوق المتأهلين ؟ الم تعتبر الحيازه والتمرير من اهم مايميز الفريق الافضل حتى وقت قريب ؟
ماحصل هو ان في موناكو كان اللعب المباشر سيد الموقف وسرعة الانتقال التي راهن عليها السيد (ليوناردو جارديم) مدرب موناكو فلا تمرير عرضي ولا حيازه ولا استعراض الأرتداد السريع كان يكشف المساحات بشكل واضح بالتالي لا يحتاج موناكو الى تعريض الملعب لتفكيك التكتل الدفاعي وبهذا اختصار بوقت الاستحواذ وبعدد التمريرات وكل هذا فرضة اسلوب الاداء الفني الذي اختاره موناكو لانه وجد فية الضربة القاضية لتدمير تمركز دورتموند المثالي وتعطيل منظومة الضغط الارتدادي التي يشتهر بها دورتموند ! وفي جانب يوفنتوس فقد ادرك اليجري ان خطورة البارسا تنحصر في الثلث الاخير من الملعب على اعتبار ان الفريق الكاتلوني يمتلك افضل خط هجوم بالعالم مجسد بالثلاثي (M-S-N) لهذا ترك كل شي للبارسا وعاد لأحكام الضغط على الثلاثي بالثلث الاخير لتحقيق هدفين الاول سحب فريق البارسا للامام وكشف مناطقة الخلفية للاستفادة من المرتدات اعتماداً على سرعات ديابلا وكوردارادو وماندزوكيتش مع صعود آلفش وساندرو في بعض الاحيان وضعف ارتداد انيستا وبوسكتش والهدف الثاني هو تضيق المساحات وعزل الثلاثي عن اي مساندة من الخلف عن طريق لاعبي وسط برشلونه فدائماً كنا نرى نيمار بمفردة او ميسي بمواجهة تكتل دفاعي لليوفي وتقارب الخطوط وبمساندة بوفون بالخلف لهذا تغلب برشلونه في الاستحواذ وعدد التمريرات ! ليس المهم ان اكون الاجمل ولكن من المهم ان اكون الافضل وهذا ماحصل بالمباراتين بالضبط انه التوظيف وفرض اسلوب اللعب وبقية مايحصل هو بالحقيقة مجرد ارقام قد تنفع شركات الدعاية اكثرمن اي فريق كرة قدم !
