11 _ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻗﺮﻳﺶ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻭﻋﺎﻡ ﺍﻟﺤﺰﻥ

 ﺇِﺣْﺘَﺎﺭَ ﺍﻟﻤُﺸﺮﻛﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﺪﻋﻮﺗﻪ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳُﻘﺒﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻭَﺻَﺒْﺮُﻫُﻢ ﻭَﺟَﻠَﺪُﻫُﻢْ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺻﺒﺮ ﻓﻘﺮﺭﻭﺍ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﺧﻄﻴﺮﺍً ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻳُﻘﺎﻃﻌﻮﺍ ﻛﻞ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﺑﻨﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻼ ﻳُﺒﺎﻳِﻌﻮﻫُﻢ ﻭﻻ ﻳُﺂﻛِﻠﻮﻫُﻢ ﻭﻻ ﻳُﺠﺎﻟِﺴﻮﻫﻢ ﻭﻻ ﻳُﺨﺎﻟِﻄﻮﻫﻢ ﻭﻻ ﻳُﻨﺎﻛِﺤﻮﻫﻢ ﻭﻛﺘﺒﻮﺍ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻭﻋﻠﻘﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﻓﺸُﻠَّﺖ ﻳﺪﻩ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻟﺜﻼﺙ ﺳﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺷِﻌْﺐِ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﻞ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﺑﻨﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻡ ﻛﻔﺎﺭﺍً ﻳُﻘﺎﻃﻌﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳُﺴْﻠِﻤُﻮﺍ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻓﻴﻘﺘﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﻦ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋَﺪَﺍ ﺃﺑﻲ ﻟﻬﺐ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻴﻦ ﺟﻮﻉٌ ﻭﻋﻄﺶٌ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻜﺔ ﻓﻴﺸﺘﺮﻭﺍ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﻭﺯﺍﺩﻫﻢ ﺑﺄﻏﻠﻰ ﺍﻷﺛﻤﺎﻥ ﻭﻳﺤﺮﻣﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﺑﻨﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺜﻤﺮ ﻓﻴﻤُﺺُ ﺍﻟﻨَﻮَﺍﺕَ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺟﻮﻋﻪ ﺑﻞ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻻﺷﺠﺎﺭ ﻭﻣﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﺿَﻌُﻒَ ﻣﻦ ﺿَﻌُﻒْ ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺠﺪ ﺟِﻠﺪﺍ ﺟِﻠﺪﺍ ﻓﻴﺄﺧﺪﻩ ﻓﻴﺤﺮﻗﻪ ﻭﻳﻄﺤﻨﻪ ﻓﻴﺄﻛﻠﻪ ﺃﻛﻼ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ " ﺣَﻜِﻴﻢُ ﺇﺑْﻦُ ﺣِﺰﺍﻡْ " ﻛﺎﻥ ﻳُﻬَﺮِّﺏُ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻟﻌَﻤَّﺘِﻪِ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺁﻩ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﺿﺮﺑﻪ ﻭﻣﻨﻌﻪ ﻭﻓﻀﺤﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧَﻔَﺬَ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻧَﻔَﺬَ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻔﻖ ﻣﻦ ﺣُﺮِّ ﻣَﺎﻟِﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻧﻔَﺬ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻧﻔَﺬ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻳﺸﺘﺪ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﺸﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺑﻼﻻً ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻊ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻳﻬﺮﺑﻪ ﺗﺤﺖ ﺇﺑْﻄِﻪِ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺑﻤﺎ ﻋﺎﺵ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﺑﺜﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ } ﺃَﺣَﺴِﺐَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺃَﻥْ ﻳُﺘْﺮَﻛُﻮﺍ ﺃَﻥْ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﺍ ﺀﺍﻣَﻨَّﺎ ﻭَﻫُﻢْ ﻻ ﻳُﻔْﺘَﻨُﻮﻥَ { ﺃﻱ ﻓﺘﻨﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﺷِﻌْﺐِ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ

 ﻣﺮﺕ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﺣﺼﺎﺭ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻗﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﺇﺳﻤﻪ " ﻫﺸﺎﻡ ﺇﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ " ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ " ﺯﻫﻴﺮ ﺇﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣُﻴﺔ " ﻗﺎﻝ ﻳﺎﺯﻫﻴﺮ ﺃﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻧﺄﻛﻞ ﻭﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺃﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻧﺸﺮﺏ ﻭﻻ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺇﻧﻬﻢ ﺃﺧﻮﺍﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺻﻨﻊ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﻣﻌﻚ ﻗﺎﻝ ﺃَﺑْﻐِﻨَﺎ ﺭﺟﻼ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ " ﺍﻟﻤُﻄْﻌِﻢُ ﺇﺑﻦ ﻋَﺪِﻱ " ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﺤﻦ ﻣﻌﻚ ﻧﺤﻦ ﺛﻼﺙ ﺍﻻﻥ ﻗﺎﻝ ﺃَﺑْﻐِﻨَﺎ ﺭﺟﻼ ﺭﺍﺑﻌﺎ ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺇﻟﻰ " ﺍﻟﺒُﺨﺘﺮﻱ ﺇﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ " ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻧﺄﻛﻞ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺠﻮﻋﻮﻥ ﻭﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﺤﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺍﻻﻥ ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻻﺭﺑﻌﺔ ﺇﻟﻰ " ﺯُﻣْﻌَﺔ ﺇﺑﻦ ﺍﻻﺳﻮﺩ " ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺍﺗﻔﻘﻮﺍﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﻥ ﻳُﻤﺰﻗﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﻓﻘﺎﻡ ﺯﻫﻴﺮ ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻳﺎﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﻳﺎﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻠﻤﺎ ﺇﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﺎ ﻟﻨﺮﺿﻰ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﺃﺗﺮﺿﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺃﺭﺣﺎﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻨﻤﺰﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻛﺬﺑﺖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻟﻦ ﺗﺸﻖ ﻓﻘﺎﻡ ﺯُﻣﻌﺔ ﺇﺑﻦ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﻗﺎﻝ ﺑﻞ ﺃﻧﺖ ﻛﺬﺑﺖ ﻫﺬﻩ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻧَﺒْﺮَﺃ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤُﻄﻌﻢ ﺇﺑﻦ ﻋﺪِﻱ ﻭﻗﺎﻝ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺒُﺨﺘﺮﻱ ﺇﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻗُﻀِﻲَ ﺑﻠﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻗﻀﻲ ﺑﻠﻴﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﻟﻴﻤﺰﻗﻮﺍ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻭﺃﺑﻮﻃﺎﻟﺐ ﺟﺎﻟﺲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺑﻨﻮ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻻﻥ ﻗﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻳﻨﺼﺮﻫﻢ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﺠﺎﺭﺍً ﻛﻔﺎﺭﺍً ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﻟﻴﻤﺰﻗﻮﺍ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﺮﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﻭﺃﻛﻠﺘﻬﺎ ﺩﻭﺩﺓ ﺍﻻﺭﺽ ﺃُﻛِﻠﺖ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳُﺘْﻠِﻔَﻬَﺎ ﺃﻛِﻠَﺖ ﻛُﻠَّﻬَﺎ ﺇﻻ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑِﺴْﻤِﻚَ ﺍﻟﻠَﻬُﻢَ ﻟﻢ ﻳُﻤَﺲْ ﻭﻛﻞ ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺗُﻤَﺲْ ﺃﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﻭﺇﻧﺪﺛﺮﺕ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻧﺠﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﺭُﻓِﻌﺖ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻨﻬﻢ

 ﻻﺯﺍﻝ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳَﺴُﺒُّﻮﻥُ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺃﺫﺁﻫﻢ ﻭﺳﺒﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻳﻄﻤﺌﻨﻪ ﺭﺟﻞ ﺇﺳﻤﻪ " ﺍﻷَﺧْﻨَﺚ ﺇﺑﻦ ﺷُﺮَﻳْﻖ " ﺑَﺬِﻳﺊُ ﻭﻗﺬﺭ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺳﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺳﺒﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻴﻪ } ﻭَﻻ ﺗُﻄِﻊْ ﻛُﻞَّ ﺣَﻼﻑٍ ﻣَﻬِﻴﻦٍ { ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻬﻴﻦ } ﻫَﻤَّﺎﺯٍ ﻣَﺸَّﺎﺀٍ ﺑِﻨَﻤِﻴﻢٍ ﻣَﻨَّﺎﻉٍ ﻟِﻠْﺨَﻴْﺮِ ﻣُﻌْﺘَﺪٍ ﺃَﺛِﻴﻢٍ ﻋُﺘُﻞٍّ ﺑَﻌْﺪَ ﺫَﻟِﻚَ ﺯَﻧِﻴﻢٍ { ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺇﺳﻤﻪ " ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ " ﺃﺧﺬ ﻗﺼﺼﺎً ﻣﻦ ﻓﺎﺭﺱ ﻓﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻳﻘﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻛﻼﻣﻪ ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﺇﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗُﻤْﻼَ ﻋﻠﻴﻪ ﺑُﻜْﺮْﺓً ﻭَﺃﺻِﻴﻠَﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺣﻖ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ } ﻭَﻳْﻞٌ ﻟِﻜُﻞِّ ﺃَﻓَّﺎﻙ ﺃَﺛِﻴﻢ ﻳَﺴْﻤَﻊُ ﺁﻳَﺖِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺗُﺘْﻠَﻰ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺛُﻢَّ ﻳُﺼِﺮُّ ﻣُﺴْﺘَﻜْﺒِﺮﺍً ﻛَﺄَﻥ ﻟَﻢْ ﻳَﺴْﻤَﻌْﻬَﺎ ﻓَﺒَﺸِّﺮْﻩُ ﺑِﻌَﺬَﺍﺏ ﺃَﻟِﻴﻢ { ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ " ﺃُﺑَﻲُ ﺇﺑﻦ ﺧﻠﻒ " ﺟﺎﺀ ﺑﻌﻈﺎﻡ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺘﺘﻬﺎ ﺃﺗﺰﻋﻢ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻥ ﺭﺑﻚ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﺛﻢ ﻳُﻌﻴﺪﻫﺎ ﻭﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﻭﻳﺤﺎﺳﺒﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻧﻌﻢ ﻳَﺄْﺑَﻲْ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻴﺠﻤﻌﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﺒﻌﺜﻚ ﺛﻢ ﻳُﺤﺎﺳﺒﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺛﻢ ﻳُﺪﺧﻠﻚ ﺟﻬﻨﻢ } ﻭَﺿَﺮَﺏَ ﻟَﻨَﺎ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻭَﻧَﺴِﻲَ ﺧَﻠْﻘَﻪُ ﻗَﺎﻝَ ﻣَﻦْ ﻳُﺤْﻴِﻲ ﺍﻟْﻌِﻈَﺎﻡَ ﻭَﻫِﻲَ ﺭَﻣِﻴﻢٌ ﻗُﻞْ ﻳُﺤْﻴِﻴﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃَﻧْﺸَﺄَﻫَﺎ ﺃَﻭَّﻝَ ﻣَﺮَّﺓٍ ﻭَﻫُﻮَ ﺑِﻜُﻞِّ ﺧَﻠْﻖٍ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺟَﻌَﻞَ ﻟَﻜُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺸَّﺠَﺮِ ﺍﻷَﺧْﻀَﺮِ ﻧَﺎﺭًﺍ { ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺍﻻﺧﻀﺮ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻨﻪ ﻧﺎﺭﺍ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻨﻪ ﺗﻮﻗﺪﻭﻥ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻻﻣﺮ ﺃﺳﻬﻞ ﺃﻥ ﻳُﻌِﻴﺪ ﺑﻌﺚ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺰﻋﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻧﻜﻢ ﺳﺘﺄﻛﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺇﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺰﻗﻮﻡ

 ﺛﻢ ﺃﻗﺴﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟَﻨَﺘَﺰَﻗَﻤُﻬَﺎ ﺗَﺰَﻗُﻤّﺎً ﻳﺴﺘﻬﺰﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻗﻮﻡ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ } ﺇِﻥَّ ﺷَﺠَﺮَﺓَ ﺍﻟﺰَّﻗُّﻮﻡِ ﻃَﻌَﺎﻡُ ﺍﻟْﺄَﺛِﻴﻢِ ﻛَﺎﻟْﻤُﻬْﻞِ ﻳَﻐْﻠِﻲ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺒُﻄُﻮﻥِ ﻛَﻐَﻠْﻲِ ﺍﻟْﺤَﻤِﻴﻢِ ﺧُﺬُﻭﻩُ ﻓَﺎﻋْﺘِﻠُﻮﻩُ ﺇِﻟَﻰ ﺳَﻮَﺍﺀ ﺍﻟْﺠَﺤِﻴﻢِ { ﺇﺩﻓﻌﻮﻩ ﺩﻓﻌﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻉ ﺟﻬﻨﻢ } ﺛُﻢَّ ﺻُﺒُّﻮﺍ ﻓَﻮْﻕَ ﺭَﺃْﺳِﻪِ ﻣِﻦْ ﻋَﺬَﺍﺏِ ﺍﻟْﺤَﻤِﻴﻢِ { ﺫﻕ ﻳﺂ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺠﻬﻞ } ﺫُﻕْ ﺇِﻧَّﻚَ ﺃَﻧﺖَ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰُ ﺍﻟْﻜَﺮِﻳﻢُ { ﺃﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺰﻳﺰﺍ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻚ ﻛﺮﻳﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻻﻥ ﺫﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻗﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺗﺴﺘﻬﺰﺃ ﺑﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺟﺂﺀﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻳﺎﻗﻮﻡ ﺃﻋﻠِّﻤُﻜُﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻃﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﺗَﺪِﻳﻦُ ﻟﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﻗﻮﻟﻮﻫﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮﺟﻬﻞ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻣﺎﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳَﺘَﺪِﻳﻦُ ﻟﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ ﻟﻨﻘﻮﻟﻬﺎ ﻭﻟﻨﻘﻮﻝ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﺸﺮ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ ﺗﺪﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﺸﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻻﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺍﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﻤﺎ ﺳِﻮﺍﻩُ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺻﻔﻘﻮﺍ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻟﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮﻋﺠﺐ ﺗﺪﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ } ﺃَﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟْﺂﻟِﻬَﺔَ ﺇِﻟَﻬﺎً ﻭَﺍﺣِﺪﺍً ﺇِﻥَّ ﻫَﺬَﺍ ﻟَﺸَﻲْﺀٌ ﻋُﺠَﺎﺏٌ ﻭَﺍﻧﻄَﻠَﻖَ ﺍﻟْﻤَﻠَﺄُ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﺃَﻥِ ﺍﻣْﺸُﻮﺍ ﻭَﺍﺻْﺒِﺮُﻭﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺁﻟِﻬَﺘِﻜُﻢْ ﺇِﻥَّ ﻫَﺬَﺍ ﻟَﺸَﻲْﺀٌ ﻳُﺮَﺍﺩُ ﻣَﺎ ﺳَﻤِﻌْﻨَﺎ ﺑِﻬَﺬَﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤِﻠَّﺔِ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ﺇِﻥْ ﻫَﺬَﺍ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﺧْﺘِﻠَﺎﻕٌ { ﺃﻭﺻﺎﻓﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺳﺒُﻬﻢ ﻭﺷﺘﻤﻬﻢ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺳﺒﻊ ﺳﻤﻮﺍﺕ } ﻭَﻟَﺎ ﻳَﺄْﺗُﻮﻧَﻚَ ﺑِﻤَﺜَﻞٍ ﺇِﻟَّﺎ ﺟِﺌْﻨَﺎﻙَ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﻭَﺃَﺣْﺴَﻦَ ﺗَﻔْﺴِﻴﺮﺍً {ً ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻜﻼﻡ ﺣﻖ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻄﻮﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻓﺠﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻋُﺼﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﻭﻣﺎﻧﻌﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻳﺎﻣﺤﻤﺪ ﺗﻌﺒﺪ ﺇﻟﻬﻨﺎ ﻭﻧﻌﺒﺪ ﺇﻟﻬﻚ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺒﺪ ﻣﺎﻧﻌﺒﺪ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﺒﺪ ﺇﻟﻬﻚ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻙ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻣﻦ ﺣﻈﻪ ﻭﻣﻦ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻙ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﺻﺒﻨﺎ ﺣﻈﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﺸﺘﺮﻙ ﻛﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺑﻚ ﻗﺎﻝ ﺇﺳﻤﻌﻮﺍ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺑﻲ } ﻗُﻞْ ﻳَﺎﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ ﻟَﺎ ﺃَﻋْﺒُﺪُ ﻣَﺎﺗَﻌْﺒُﺪُﻭﻥ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻋَﺎﺑِﺪُﻭﻥَ ﻣَﺎ ﺃَﻋْﺒُﺪُ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻧَﺎ ﻋَﺎﺑِﺪٌ ﻣَّﺎﻋَﺒَﺪﺗُّﻢْ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻋَﺎﺑِﺪُﻭﻥَ ﻣَﺎ ﺃَﻋْﺒُﺪُ ﻟَﻜُﻢْ ﺩِﻳﻨُﻜُﻢْ ﻭَﻟِﻲَ ﺩِﻳﻦِ { ﺟﺎﺅﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺧﺒﺎﺏ ﻭﻋﻤﺎﺭ ﻭﺑﻼﻝ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻻﺷﺮﺍﻑ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺃﻃﺮﺩﻫﻢ ﻧﺠﻠﺲ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﺏ } ﻭَﻻَ ﺗَﻄْﺮُﺩْ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺪْﻋُﻮﻥَ ﺭَﺑَّﻬُﻢْ ﺑِﺎﻟْﻐَﺪَﺍﺓِ ﻭَﺍﻟْﻌَﺸِﻲِّ ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﻭَﺟْﻬَﻪُ ﻣَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﻣِﻦْ ﺣِﺴَﺎﺑِﻬِﻢْ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀٍ ﻭَﻣَﺎ ﻣِﻦْ ﺣِﺴَﺎﺑِﻚَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀٍ ﻓَﺘَﻄْﺮُﺩَﻫُﻢْ ﻓَﺘَﻜُﻮﻥَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ { ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻳُﺜَﺒِّﺖُ ﻗﻠﺐ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ

 ﻣﺮﺽ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺣﺘﻰ ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣُﺴﺮﻋﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺟﺎﻟﺲ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳُﻠﻘِّﻨﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﺴﺘﻠﻖٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻳﺎﻋﻢ ﻳﺎﻋﻢ ﻗﻞ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻞ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺃُﺣﺎﺝ ﻟﻚ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻞ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺘﻀﺮ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺃﺗﺮﻏﺐ ﻋﻦ ﻣﻠﺔ ﺃﺑﻴﻚ ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻙ ﺃﺗﺮﻏﺐ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻚ ﻭﺩﻳﻦ ﺃﺑﺎﺋﻚ ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻙ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻳﺎﻋﻢ ﻳﺎﻋﻢ ﻗﻞ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺃُﺣﺎﺝ ﻟﻚ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺄﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﻭﺇﻟﻰ ﺇﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺁﺛﺮ ﺩﻳﻦ ﺃﺑﺂﺋﻪ ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻭﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻢ ﺣﺰﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻭﺣﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﻣﻌﻪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻋﻨﻪ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺃﺫﻯ ﻛﻔﺎﺭ ﻗﺮﻳﺶ ﺍﻵﻥ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻟﻼﻳﻤﺎﻥ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ } ﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﺎ ﺗَﻬْﺪِﻱ ﻣَﻦْ ﺃَﺣْﺒَﺒْﺖَ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ

 ﻳَﻬْﺪِﻱ ﻣَﻦْ ﻳَﺸَﺎﺀُ { ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻷﺳﺘﻐﻔﺮﻥ ﻟﻪ ﻣﺎﻟﻢ ﺃُﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻌﻤﻪ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ } ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻟِﻠﻨَّﺒِﻲِّ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍْ ﺃَﻥ ﻳَﺴْﺘَﻐْﻔِﺮُﻭﺍْ ﻟِﻠْﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦَ ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍْ ﺃُﻭْﻟِﻲ ﻗُﺮْﺑَﻰ { ﺃﻱ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀ ﻟﻬﻢ ﻻﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﻭﻳﺪﻋﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﻨﺎ ﺇﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻟﻌﻤﻪ ﺳُﺌِﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺴﻨﻮﺍﺕ ﻣﺎﺫﺍ ﺻﻨﻌﺖ ﺷﻔﺎﻋﺘﻚ ﻟﻌﻤﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﺿَﺤْﻀَﺎﺡْ ﺃﻱ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﻟﻮﻻ ﺃﻧﺎ ﻭﻟﻮﻻ ﺃﻧﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻻﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻫﻨﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﻋﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻟﻼﻳﻤﺎﻥ ﻓﺨﻴﻢ ﺣﺰﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ

 ﻣﻀﻰ ﺷﻬﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﻋﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺍﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﻌﺘﺼﺮ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺰﻭﺟﺘﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺗُﺼﺎﺏ ﺑﻤﺮﺽ ﻓﻴﻘﺒﻀﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻱ ﺃﻟﻢ ﻫﺬﺍ ﺃﻱ ﺣﺰﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﻓﺎﺓ ﻋﻤﻪ ﺛﻢ ﻭﻓﺎﺓ ﻣﻦ ﺭﻓﻴﻘﺔ ﺩﺭﺑﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﺓ ﺑﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺳﺘﻪ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻣﻌﻪ ﺧﻤﺴﺎ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺭﻓﻴﻘﺔ ﺩﺭﺑﻪ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﻌﺪ ﻓﺠﻴﻌﺘﻪ ﺑﻌﻤﻪ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻵﻥ ﻳُﻔﺠﻊ ﺑﻤﻦ ﺑﺨﺪﻳﺠﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺀﺍﻣﻨﺖ ﺑﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﻲِ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺻﺪﻗﺘﻨﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺬﺑﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻭﺍﺳﺘﻨﻲ ﺑﻤﺎﻟﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺣﺮﻣﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺭﺯﻗﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺣﺮﻡ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﻧﻬﺎ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﺍﺯﺭﻩ ﺛﻢ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻮﺍﺳﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻱ ﺣﺰﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺳُﻤِﻲَّ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻌﺎﻡ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺠﺮﺃﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺮﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻋﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﺣﺜﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﺗﻐﺴﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻨﻪ ﻭﺗﺒﻜﻲ ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎﺑُﻨَﺎﻱَ ﻻ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣَﺎﻧِﻊٌ ﺃﺑﺂﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣَﺎﻧِﻊٌ ﺃﺑﺂﻙ ﻟﻜﻦ ﺃﻱ ﺻﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺼﺒﺮﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻌﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺑﻞ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺍﺳﻴﻪ ﻭﺗﻘﻒ ﻣﻌﻪ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﺫﺁﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺻﺒَّﺮﺗﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺇﻋﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻭﻭﺍﺳﺘﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﺭﺣﺒﺖ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻻﻥ ﻓﻘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻀﻦ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ ﻭﻓﻘﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻗﺒﻀﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻻﺭﺽ

 ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﺇﺳﻤﻬﺎ ﺳَﻮْﺩَﺓ ﺑِﻨﺖ ﺯَﻣْﻌَﺔ ﺃﻭﻝ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺑﻌﺪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺑﻠﻎ ﺃﺷﺪﻩ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻟﻴﺪﻋﻮ ﺃﻫﻞ ﺛﻘﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺭﺑﻤﺎ ﺇﺳﺘﺠﺎﺑﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺒﻠﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺩﺗﻬﻢ ﺳﺎﺩﺓ ﺛﻘﻴﻒ " ﻋَﺒْﺪ ﻳَﺎﻟَﻴْﻞ " ﻭَﺣَﺒِﻴﺐْ " ﻭَﻣَﺴْﻌُﻮﺩ " ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﻜﻞ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﻭﺟُﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺪ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻳﺴﻴﺮ ﺑِﻤُﻔﺮﺩﻩ ﻣﻌﻪ ﻣﻮﻻﻩُ " ﺯﻳﺪ ﺇﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ " ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃَﻣْﺮُﻁُ ﺃﻱ ﺃﻣﺰﻕ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺜﻚ ﻳﺴﺘﻬﺰﺉ ﺑﻨﺒﻴﻨﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻻﺧﺮ ﺃﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮﻙ ﻟﻴﺒﻌﺜﻚ ﺑﻜﻞ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻦ ﺃﺭﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﺗﻨﻲ ﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﺭﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﻻ ﺗٌﺠﺮﺃﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﻗﺮﻳﺸﺎ ﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻫﺎ ﻓﺠﺮﺃﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻳﺮﻣﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻓَﺄُﺩْﻣِﻴَﺖْ ﻗﺪﻣﺎﻩ ﻭﺯﻳﺪ ﻳﺼﺪ ﻋﻨﻪ ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﺣﺼﻴﺮﺍ ﻛﺴﻴﺮﺍ ﻣﻬﻤﻮﻣﺎ ﻣﻐﻤﻮﻣﺎ ﻓﻠﻢ ﻳَﺴْﺘَﻔِﻖ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻫﻤﻪ ﺇﻻ " ﺑِﻘَﺮْﻥِ ﺍﻟﺜَّﻌَﺎﻟِﺐْ " ﻭﺩﻋﺎ ﺑﺪﻋﺎﺋﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﻘﻮﻝ } ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻟﻴﻚ ﺃﺷﻜﻮ ﺿﻌﻒ ﻗﻮﺗﻲ ﻭﻗﻠﻪ ﺣﻴﻠﺘﻲ ﻭﻫﻮﺍﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺎﺍﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻨﻲ ﺍﻟﻰ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺘﺠﻬﻤﻨﻲ ﺍﻡ ﺍﻟﻰ ﻋﺪﻭ ﻣﻠﻜﺘﻪ ﺍﻣﺮﻱ ﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻚ ﻋﻠﻲ ﻏﻀﺐ ﻓﻼ ﺍﺑﺎﻟﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺎﻓﻴﺘﻚ ﺍﻭﺳﻊ ﻟﻲ ﺍﻋﻮﺫ ﺑﻨﻮﺭ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺮﻗﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻭﺻﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻻﺧﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺗﻨﺰﻝ ﺑﻲ ﻏﻀﺒﻚ ﺍﻭ ﻳﺤﻞ ﻋﻠﻲ ﺳﺨﻄﻚ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﺘﺒﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺿﻰ ﻭﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻﻗﻮﺓ ﺍﻻﺑﻚ { ﺃﺧﺬ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻷﻟﻴﻢ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻱ ﻫﻢ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺃﻱ ﻏﻢ ﺣﻞ ﺑﻪ ﺃﻱ ﻋﺬﺍﺏ ﺗَﻌَﺬَﺑَﻪُ ﻣﺸﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺛﻢ ﺭﻣﻮﻩ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺭَﻣَﻮﺍْ ﻣﻦ ﺃَﺩْﻣَﻮﺍْ ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻣَﺎ ﺃَﻧْﺖِ ﺇِﻻَ ﺇِﺻْﺒَﻊٌ ﺩَﻧِﻴﺘِﻲ ﻭَﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠﻪ ﻣَﺎ ﻟَﻘِﻴﺘِﻲ ﻣﻦ ﺭَﺃَﻑَ ﻟﺤﺎﻟﻪ ﺭﺟﻼﻥ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺭ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ ﺳﺎﺩﺓ ﻗﺮﻳﺶ " ﻋُﺘﺒﺔ " ﻭﺷﻴﺒﺔ " ﺇﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻧﺰﻝ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺋﻄﻬﻤﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺭَﺃَﻳَﺎﻩُ ﺃﺭﺳﻼ ﻏﻼﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻤﺎ ﺇﺳﻤﻪ ﻋَﺪَﺍﺱْ ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺭﺳﻼﻩُ ﺑﻌﻨﺐ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﻣﺎ ﺇﺳﻤﻚ ﻗﺎﻝ ﺇﺳﻤﻲ ﻋﺪّﺍﺱ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺩﻳﻨﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﺳﻤﻬﺎ ﻧَﻴْﻨَﻮَﻯ ﺑﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻧَﻴْﻨَﻮَﻯ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ " ﻳُﻮﻧُﺲُ ﺇِﺑْﻦُ ﻣَﺘَّﻰ " ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﺑﻴﻮﻧﺲ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﻧﺒﻲ ﻭﻫﻮ ﻧﺒﻲ ﻧﺤﻦ ﺇﺧﻮﺓ ﺃﻧﺎ ﻧﺒﻲ ﻭﻫﻮ ﻧﺒﻲ ﻧﺤﻦ ﺇﺧﻮﺓ ﻓﻘﺎﻝ " ﻋَﺪَّﺍﺱْ ﺃﻧﺖ ﻧﺒﻲ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻓﺎﻧﻜﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻓﺈﺫﺍ " ﺑِﻌُﺘﺒﺔ " ﻳﻘﻮﻝ " ﻟﺸﻴﺒﺔ " ﺃﻧﻈﺮﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﺃﻓﺴﺪﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎ " ﻋَﺪَّﺍﺱْ " ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﺻﻨﻌﺖ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺘﺒﺔ ﻟﻌﺪﺍﺱ ﺩﻋﻚ ﻣﻨﻪ ﻳﺎﻋﺪﺍﺱ ﻓﺈﻥ ﺩﻳﻨﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﺻَﺪٌّ ﻋﻦ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺻَﺒْﺮٌ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ

ﺇﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻬﻤﻮﻣﺎ ﻣﻐﻤﻮﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻠﻢ ﺃﺳﺘﻔﻖ ﺇﻻ ﻭﺃﻧﺎ " ﺑﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ " ﻗﺮﻥ

 ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﻴﺐ " ﻳﻘﻮﻝ ﻓﺈﺫﺍ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﻓﻮﻗﻲ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺠﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﻣُﺮْﻩُ ﺃﻱ ﻳﺎﻣﺤﻤﺪ ﺑﺄﻣﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻚ ﻓَﻠْﻴُﻄْﺒِﻖْ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻷَﺧْﺸَﺒَﻴْﻦِ ﺟﺒﻼ ﻣﻜﺔ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻨﻚ ﻳﺴﻘﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻻ ﻭﻟِﻢَ ﻻ ﻓﻘﺪ ﺃﺫﺍﻭﻙ ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﻙ ﻭﻋﺬﺑﻮﻙ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﺭﺟﻮﺍ ﺃﻥ ﻳُﺨﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﻼﺑﻬﻢ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﺃﺣﻔﺎﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﺭﺣﻤﺔ } ﻭَﻣَﺎ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎﻙَ ﺇِﻟَّﺎ ﺭَﺣْﻤَﺔً ﻟِّﻠْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ { ﻛﻴﻒ ﻋﺬﺑﻮﻩ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺮﺣﻤﻬﻢ ﺛﻢ ﺇﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺧﻠﻘﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻻﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺳﻴﺄﺗﻴﻚ ﺟﻦ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺒﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﻠﻘﺮﺀﺍﻥ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻻﻧﺲ ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻩ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻗﺪ ﺣﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ } ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺮَﺣْﻤَﺎﻥ { ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﺠﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ } ﺃﻧْﺼِﺘُﻮﺍْ { ﺃﺳﻜﺘﻮﺍ ﺇﺳﻤﻌﻮﺍ ﻟﻠﻘﺮﺀﺍﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳُﺴْﻜِﺖ ﺑﻌﻀﺎ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﻟﻠﻘﺮﺀﺍﻥ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ } ﻭَﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟْﺠَﺎﻥَّ ﻣِﻦْ ﻣَﺎﺭِﺝٍ ﻣِﻦْ ﻧَﺎﺭٍ { ﻓﺒﺪﺃﻭ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﻢ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﻢ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻻﻧﺲ } ﻓَﺒِﺄَﻯِّ ﺀَﺍﻻﺀِ ﺭَﺑِّﻜُﻤَﺎ ﺗُﻜَﺬِّﺑَﺎﻥِ { ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮﻭﺍ ﻭَﺗَﺪَﺑَّﺮُﻭﺍْ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﻧُﻜﺬﺏ ﺑﺄﻳﺂﺕ ﺭﺑﻨﺎ ﻻﻧﻜﺬﺏ ﺑﺄﻳﺂﺕ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻳﺴﺘﻬﺰﺃ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﺒﺔ ﻳﺴﺐ ﺇﺫﺍﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﺁﺫَﻭْﻩُ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﻭَﻳُﻨﺼِﺘﻮﻥ } ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺣَﻀَﺮُﻭﻩُ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺃَﻧْﺼِﺘُﻮﺍ { ﺃﻭﻝ ﻣﺎﺳﻤﻌﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ } ﻓَﻘَﺎﻟُﻮﺍْ ﺇِﻧَّﺎ ﺳَﻤِﻌْﻨَﺎ ﻗُﺮْﺀﺍﻧَﺎً ﻋَﺠَﺒﺎً { ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻋﺠﻴﺐ } ﻳَﻬْﺪِﻱ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﺮُّﺷْﺪِ ﻓَﺂَﻣَﻨَّﺎ ﺑِﻪِ ﻭَﻟَﻦْ ﻧُﺸْﺮِﻙَ ﺑِﺮَﺑِّﻨَﺎ ﺃَﺣَﺪًﺍ { ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻭﺇﺳﻼﻣﻬﻢ ﻭﻓﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻤﻮﺍ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﺳﺮﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺩﻋﺎﺓ ﻣُﺒَﻠﻐﻴﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ } ﻓَﻠَﻤَﺎ ﻗُﻀِﻲَ { ﻭﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺳﺮﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ } ﻭَﻟَّﻮْﺍ ﺇِﻟَﻰ ﻗَﻮْﻣِﻬِﻢْ ﻣُﻨْﺬِﺭِﻳﻦَ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎﻗَﻮْﻣَﻨَﺎ ﺇِﻧَّﺎ ﺳَﻤِﻌْﻨَﺎ ﻛِﺘَﺎﺑًﺎ ﻳَﺎﻗَﻮْﻣَﻨَﺎ ﺃَﺟِﻴﺒُﻮﺍ ﺩَﺍﻋِﻲ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺀﺍﻣِﻨُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﻳَﻐْﻔِﺮْ ﻟَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﺫُﻧُﻮﺑِﻜُﻢْ ﻭَﻳُﺠِﺮْﻛُﻢْ ﻣِﻦْ ﻋَﺬَﺍﺏٍ ﺃَﻟِﻴﻢٍ { ﺇﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻗﺎﻝ ﺯﻳﺪ ﺇﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻗﺘﻠﻚ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺇﻳﺬﺍﺋﻚ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤُﻄﻌﻢ ﺇﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻓﺄﺟﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤُﻄﻌﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺧﻼﻕ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻛﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺟﺎﺭ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺃﻣﺮ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻠﺤﻮﺍ ﺑﺴﻼﺣﻬﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﻢ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤُﻄﻌﻢ ﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺸﺮﻛﻴﻦ ﻓﺄﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻫﻢ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺑﻮﺟﻬﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻄﻮﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻭﻫﻢ ﻳﺤﺮﺻﻮﻧﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﺟﻬﻞ ﺃَﺻَﺒَﺄْﺕْ ﻳﺎﻣُﻄﻌﻢ ﺃﺃﺳﻠﻤﺖ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻟﻜﻦ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺃﺟﺎﺭﻧﻲ ﻓﺄﺟﺮﺗﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻭﻧﺤﻦ ﻧُﺠِﻴﺮُ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺭﻙ ﻓﺮﺟﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟل 

12 _ الإسراء والمعراج وبيعة العقبة


إشتد الهَمُّ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وزاد الحزن في ليلة من الليالي التي لها ذكرى في هذه الأمة صلى النبي صلاة العشاء الاخرة ثم ذهب إلى بيت أم هَانِئْ فنام بعد العشاء وفي الليل جاءه جبريل عليه السلام يُوقِيظُهُ فاستيقظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرج من بيت أم هَانِئْ مرَّ على البيت ثم ذهب مع جبريل يقول

 فرأيت دابة عظيمة دابة غريبة لها جناحان إنها دابة تنقل الانبياء فَرَقِيَهاَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم إسمها (البُراق )وأخذت تَسْرِي به في تلك اللية بإتجاه بيت المقدس
 ما أعظمها من رحلة وما أجملها من رحلة فيها خير الخلق على دابة الانبياء التي تنقل الانبياء البُراق يُرافقهم جبريل عليه السلام بنفسه في الطريق رأى قافلة رأى أمورا غريبة عجيبة حتى وصل إلى بيت المقدس وكل أهل مكة نائمون لا أحد يدري عنه وصل إلى بيت المقدس فوجد فيها لأول مرة يراه إبراهيم الخليل يقول أشد الناس شبها به صاحبكم يعني هو عليه الصلاة والسلام
 ورأى موسى يصفه يقول رجل طويل آدم جعدٌ كأنه من رجال شنواء ووجد عيسى عليه السلام رجل أحمر لاقصير ولا طويل صِفُّ الشعر أشد الناس شبها به "عُرْوْةُ إبنُ مَسْعُودْ الثَّقَفِي" كما وصفهم وفي جَمْعٍ من الأنبياء في بيت المقدس في الارض المباركة صلى النبي إماما بالانبياء
 ثم بعد أن صلى بهم قُدِّمَ له إِنَائَانْ إِنَاءٌ من لبن وَإِنَاءٌ من خمر فاختار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إِنَاءَ اللبن فقال له جبريل هُدِيتَ للفطرة وَهُدِيَتْ أمتك ولو شربت الخمر لَغَوِيتَ وَغَوِيَتْ أمتك ثم رجع النبي إلى فراشه في بيت أم هَانِئْ ونام تلك الليلة فلما أصبح أخبر الخبر أم هَانِئْ قال لها ذهبت وصليت في بيت المقدس ورجعت قالت أم هانئ لا تخبر أحدا بهذا فإن أخبرتهم كذبك الناس وَآذَوْكْ
 قال والله لأُحَدِّثنَّهُم فذهب وفي الصباح ندى أهل قريش وأخبرهم بأنه صلى في بيت المقدس مع الانبياء فهذه فرصة المشركين الآن أخذوا ينشرون بين الناس يقولون إن العِيرَة لتضرب شهرا إلى بيت المقدس وشهرا ترجع منها وصاحبكم يقول إنه في ساعة صلى في بيت المقدس ورجع حتى ضِعافُ الايمان تَشَكَكُّوا في دينهم وبعضهم ربما تراجع عن دينه
 حتى ذهبوا إلى صاحبه أبي بكر وقالوا له إن صاحبك يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس وصلى ورجع في ليلة واحدة في ساعة واحدة فقال أبو بكر بكل هدوء إن كان قد قالها فقد صدق إني أصدقه في خبر السماء يأتيه وهو جالس عندي أفلا أصدقه في هذا فأنزل الله في أبي بكر{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ } يعني رسول الله { وَصَدَّقَ بِهِ } يعني أبو بكر{ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } فلما تجمع المُشركون ومعهم أبو بكر وبعض الصحابة على الرسول ما الخبر ماذا تقول
 فإذا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما زار بيت المقدس قبل هذا قال لهم سَأَصِفُ لكم بيت المقدس تَحَدَوْهُ بهذا وكان بعض الناس شاهد بيت المقدس أخذ يصف بيت المقدس حجرا حجرا يقول رُفِعَ لي بيت المقدس كأنني أَرآهُ وكلما قال شيء قال أبو بكر صدقت قال أبو بكر صدقت قال أبو بكر صدقت حتى قال له النبي أنت صِدِّيقُ هذه الامة أنت صِدِّيقُ هذه الامة ثم تحدى المشركين
 قال رأيت عِيراً في الطريق فيها كذا وكذا وكذا وكذا أخبرهم بأوصافها قافلة كاملة وسوف تأتيكم في اليوم الفلاني من "ثنَيَةِ التَنْعِيمْ" فانتظر المشركون في ذلك اليوم فإذا القافلة كلها تصل وإذا بالمؤمنين يزدادون إيماناً والنبي سُرِّيَ عنه بعد هذا الاسراء وكل أهل التقوى إزدادوا يقيناً أما المشركون إزدادوا غَنَضاً وحَيْقاً وحنقاً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
 وعُرِجَ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السموات العُلَى وكان جبريل برفقته رأى المعراج ليس شيء أجمل منه النبي يرتقي من هذه الارض إلى السموات فَيَسْتَفْتِحُ جبريل السماء ولكل سماء أَمَنَتُهَا حَفَظَتُهَا من الملائكة قالت الملائكة من قال جبريل قالت ومن معك قال محمد فسألت الملائكة وهل بُعِثْ قال نعم فَفُتِحَتْ أبواب السماء لمن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي مكانةٍ هذه في حياته الدنيا والسموات العُلَى تُفتح لرسولنا دخل السماء الدنيا السماء الأولى فرأى رجلا تُرفع له النسمات كل روح تُقبضُ في الارض ترفع إليه فإذا رأى روحا مؤمنة فرح وإذا رأى روحا خبيثة كَافِرَةً
 حزن قال النبي لجبريل من هذا قال هذا أبوك آدم فسلم عليه فرد آدم أهلا بالإبن الصالح والنبي الصالح إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم إرتقى مرة أخرى إلى السماء الثانية فَفُتِحَت له أبواب السماء وكل ما مر عليه مَلأ من الملائكة سلموا عليه واستبشروا به ورحبوا به صلى الله عليه وآله وسلم فرأى في السماء الثانية إِبْنَيْ الْخَالَة عيسى إبن مريم ويحي إبن زكرياء فسلم عليه وقالا أهلا بالاخ الصالح والنبي الصالح ثم إرتقى عليه الصلاة والسلام إلى السماء الثالثة فرأى فيها رجلا جميلا أُوْتِيَ شَطرَ الحُسن قال من هذا ياجبريل قال هذا يوسف إبن يعقوب هذا الكريم إبن الكريم إبن الكريم إبن الكريم فسلم عليه فقال يوسف أهلا بالاخ الصالح والنبي الصالح ثم إرتقى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس فقرأ النبي { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا }
 فسلم عليه ورد السلام ثم إلى السماء الخامسة فرأى رجلا ذو لِحيةٍ بيضاء فقال النبي لجبريل من هذا قال هذا الذي أحبه قومه إنه هارون إبن عمران عليه السلام فسلم عليه ورد السلام قال أهلا بالاخ الصالح والنبي الصالح ثم إرتقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء السادسة فرأى فيها من رجلا طويلا آدم أقنى إنه من إنه موسى عليه السلام فسلم عليه ورد السلام قال أهلا بالاخ الصالح والنبي الصالح ثم وصل إلى السماء السابعة ومن في السماء السابعة رأى رجلا مستندا بظهره إلى البيت أي بيت هذا إنه البيت المعمور كل يوم يدخله سبعون ألفا من الملائكة لا يدخلون مرة أخرى من هذا الرجل الذي يستند بظهره إلى هذا البيت قال جبريل إنه أبوك إبراهيم الخليل فسلم عليه فرد السلام أهلا بالابن الصالح والنبي الصالح
 هنا توقف الانبياء هذه السماء السابعة لم يرقى بعدها نبيٌ من الانبياء أما رسولنا فقد إرتقى عن السماء السابعة ووصل إلى شيء هو نهاية الخلق إسمه " سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى "ما أجمل هذه السِّدرة حتى جبريل عليه السلام لما وصل إلى هذه المرتبة لم يستطع أن يرتقي أما نبينا فارتقى يقول رأيت جبريل في هذا المكان يخاف جبريل من مقام ربه يقول رأيته كالحِلْسِ البالي مثل الثياب التي سقطت على الارض { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } هنالك الجنة { عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } هذه المرتبة لم يصل إليها لا نبي بل ولا ملَكٌ فارتقى النبي فرأى نورا أي نور هذا قال نور أَنَّ أَرَآه كلم ربه مباشرة بلا تُرجمان لكن حجاب ربنا النور قال لو كشفه لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا إِنْتَهَى إِلَيْهِ خَلْقَهُ مِنْ بَصَرِهِ أي كل الخلق يحترق لو كشف ربنا هذا الحجاب أي لقاء هذا لقاء الرب بحبيبه وخلِيقِهِ وَصَفِيِّهِ محمد صلى الله عليه وآله وسلم
 في السماء السابعة كلم النبي صلى الله عليه وسلم ربه لم يره قال نور أَنَّ أَرآهْ فما أعظمه من لقاء وما أعظمه من كلام في تلك السماء فرض الله عز وجل على نبينا وعلى هذه الامة أعظم العبادات وهي الصلاة فرض الرب عز وجل هذه الشعيرة فوق السبع سموات وفرضها الرب خمسين صلاة في اليوم والليلة من الفجر إلى الفجر وجب على هذه الامة أن يصلوا خمسين صلاة وكل صلاة أكثر من ركعة فأقبل النبي راجعا عليه الصلاة والسلام فمَرَّ على موسى إبن عمران فسأله عما فرض الله عز وجل عليه فقال فرض علي الصلاة قال
 وكم فرض عليك من صلاة قال خمسين صلاة قال أمتك لن تقدر عليها وكان موسى رفيقا بأمته وبأمة محمد قال إن أمتك لن تقدر عليها فارجع إلى ربك واسأله التخفيف فرجع النبي إلى ربه يشفع لهذه الامة أن يخفف الله عليها عدد الصلوات فأنزل الرب عز وجل من الخمسين إلى الاربعين عشرة صلوات فلقي موسى في طريق عودته وقال له كم جعلها الرب قال أربعين قال إرجع فإن أمتك لن تقدر عليها وصدق موسى فرجع النبي وطلب من ربه التخفيف فصارت ثلاثين ثم كل مرة ينزل الرب عز وجل يخفض الرب عشر صلوات حتى صارت عشرا ثم جعلها الرب خمسا فنزل إلى موسى قال كم صلاة قال خمس صلوات قال إرجع إلى ربك واساله التخفيف فإن أمتك لن تقدر عليها
 قال إستحييت من رب إستحييت من رب يعني أقل من خمس صلوات من خمسين إلى خمس صلوات ثم قال النبي من أتى بهن وصَلَّهُنَّ إيمانا واحتسابا كن له كخمسين صلاة من صل خمسا كن له كخمسين صلاة لايُبدل القول لدى الرب عز وجل لايُبدل القول عند الله جل وعلا فهي خمس نصليها لكنها تكتب كخمسين صلاة ثم الحسنة بعشر أمثالها هذه الفريضة أراد الرب عز وجل أن يفرضها على هذه الامة في معراجه عليه الصلاة والسلام { إِنَّ الصَّلَاة كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا }
 بعدها بدأ يجتهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة إلى الله جل وعلا شعاره " فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ " منهجه { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } بدأ يستغل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مواسم الحج وغيرها فقد كانت القبائل تأتي إلى البيت الحرام تزور البيت الحرام تحج إلى البيت الحرام بنفسها وكان يستغل هذه الفرصة بأبيه وأمي عليه الصلاة والسلام وكان يأتي في مِنىً وفي غيرها في تلك المواسم إلى كل قبيلة بنفسها فيأتي إلى القبيلة فيقوم فيهم مُناديا يابني فلان هو بنفسه يناديهم يابني فلان يابني فلان إن الله بعثني إليكم لتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما دونه من الانداد والاوثان والاصنام وأن تؤمنوا بي وتصدقوني وتعينوني على أن أبلغ دعوة رب يأتي إلى أمة أمة إلى قبيلة قبيلة إلى
 فلان وفلان وفلان في خيامهم وفي مقارهم وكان معه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان يتبعه رجل كما قال الراوي ( رَجُلٌ أحْوَلٌ وَضِيءٌ لَهُ غَدِيرَتَان عَلَيْهِ حُلَّةٌ عَدَنِيَّةٌ ) يتبعه فإذا ترك آل فلان قام فيهم وقال يخطب أيها الناس هذا إبن أخي هذا إبن أخي يدعوكم لأن تخلعوا اللآت والعزى وحلفاءكم من الجن وأتاكم بما لم تعرفوا فلا تسمع إليه ولا تطيعوه يظل النبي يدعو إلى الله ولا يُبالي بمن يُعاديه ولا من يصده هذه دعوة الله وهذا أمر الله لابد أن يُتِمَّهُ
 والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو الناس في خيامهم وتجمعاتهم يدعوهم إلى الله جل وعلا يصدونه ويردون دعوته لكن هنا أذِنَ الرب عز وجل أن يتغير مجرى هذه الدولة الاسلامية فإذا به يجد نفرا سألهم من أنتم قالوا نفر من الخزرج قال مَوَالِيَ اليهود قالوا نعم قال فأجلس إليكم أحدثكم قالوا تفضل فأحسنوا إليه فجلس النبي يُبلغهم دعوة ربه ويعرض عليهم الاسلام فكأنهم إستحسنوه هنا أذِنَ الرب أن يدخل قوم في دين الله وقد كانوا على الشرك وعبادة الاصنام أما يهود فكانوا أهل كتاب فقال بعضهم لبعض تعلمون أن يهود أخبرتكم أن هذا هو زمان بعث نبي ويهود تتوعدكم به فلا يغلبونكم ولا يسبقونكم عليه فآمنوا بالنبي وصدقوا به وتعلموا الاسلام
 ثم قالوا يارسول الله ليس أحد من العرب بينهم قِتال كالذي يحصل بيننا وكان بين الاوس والخزرج نزاع وقتال قديم فلعل الله أن يجمع بيننا بك ثم لما علمهم الاسلام رجعوا إلى المدينة وكانت تسمى يثرب فما من بيت إلى وأخذ يتكلم عن رسول الله في المدينة ثم لما جاء الموسم المُقبل جاء إثنا عشر رجلا من الانصار ليلتقوا برسول الله في مكان يُسمى العقبة في ذلك الموسم ليبايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيعة سميت بيعة النساء لِمَ لأنه ليس فيها قتال بايعوا النبي على ألا يشركوا بالله شيئا ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم ويطيعونه ولا يعصونه بايعوا النبي فلما بايعوه وعلمهم الاسلام ودين الله جل وعلا سرا بعث معهم رجلا كان أول سفير في الاسلام إنه " مُصْعَبُ إبْنُ عُمَيْر" ذلك الشاب المُترف المُنعم في مكة
 لما أسلم ترك الدنيا بملذاتها بل هاجر وحيدا فريدا إلى المدينة يعلمهم دين الله جل وعلا ذهب إلى المدينة ونزل عند رجل إسمه أسعد إبن زُرارة سيد من سادة الانصار نزل عنده وأخذ يتعاونان في الدعوة إلى الله جل وعلا ما ترك مصعب بيتا إلا وأقرأهما القرءان وأسمعهما الاسلام يبلغ دين الله صباحا ومساء جهارا ونهارا في كل مكان يدعوا إلى الله جل وعلا فكان نِعْمَ السفير وَنِعْمَ الداعي إلى الله جل وعلا يوم من الايام كان " مصعب " مع " أسعد إبن زُرَارَة " في حائط يُعلِّمان الناس دين الله جل وعلا فإذا برجلين من سادة الانصار" سَعْدُ إبن مُعاد" وَأُسَيْدُ إبن حُضَيْر" لم يكونا قد أسلما تضايقا مما يفعل مصعب وأسعد إبن زُرارة فقال سعد إبن مُعاد لأسَيد إبن حُضَيْر لوقمت إليهما فكلمتهما فقام أسَيْد إبن حُضير إلى أسعد إبن زُرارة وإلى مصعب إبن عمير
 فقال لهما ما الذي تصنعانه في قومنا سَفَّهْتُمَا ضُعَفَائَنَا وفعلتما وفعلتما وأغلظ عليهما في الحديث فقال أسعد إبن زُرارة هل لك إلى أن تسمع ما نقول فإن قبلت به وصدقت لن يضرك وإن كرهته كففنا عنك ذلك قال أنصفتما كلامكم حق فجلس أركز حربته ثم جلس أُسيد إبن حضير يسمع من مُصعب إبن عمير فأخذ يدعوه إلى الاسلام ويقرأ عليه القرءان وهو يقرأ مصعب يقرأ القرءان إذا بأُسيد إبن حضير يتغير وجهه إذا به يتغير وجهه ويُشرق وجهه يتأثر بالقرءان فما إن إنتهى إلا قال اُسيد ما أحسنا حديثكما ماذا يفعل من أراد أن يدخل في دينكما قالوا لا شيء يغتسل يُطهر ثيابه يشهد شهادة الحق يصلي ركعتين يدخل في الدين خلاص فإذا به يرجع إلى سعد إبن معاد لما رآه سعد قال والله لقد رجع بغير الوجه الذي ذهب به وقال أسيد قبل أن يذهب لسعد إبن معاد
 قال سوف أذهب إلى سعد إبن معاذ سيد في قومه إن آمن لم يتخلَّف عنه أحد من قومه قالوا من قال سعد إبن معاد فذهب أُسيد إلى سعد قال إذهب إليهما فاسمع منهما فجاء سعد إليهما قال ماذا صنعتما سفهتما ضعفائنا وفعلتما وفعلتما هل لكما أن تكف عنا فقال أسعد إبن زرارة إجلس واسمع فإن أعجبك قبلت وإلا كففنا عنك ما تكره قال أنصفتما فجلس سعد إبن معاذ قبل أن يسلم فأخذ يقرأ عليه القرءان مصعب وإذا به يشرح الله صدره ويتغير وجهه ويشهد شهادة الحق ثم ذهب إلى قومه وقال يابني عبد الاشهل ما أنا فيكم قالوا سيدنا وأفضلنا رَأياً وَأنْجَبُنَا عقلاً قال فإن رجالكم ونسائكم كلامهم علي حرام حتى تدخلوا في هذا الدين وتؤمن برسول الله
 فإذا بقومه جميعهم يؤمن بالله وبرسوله هكذا إنتشر الاسلام في المدينة بدأ بِنَفرٍ من الخزرج ما يَئِسَ النبي من الناس قبيلة قبيلة حتى أدخل الاسلام في قوم من الخزرج ثم بدأ الانصار بايعوه البيعة الاولى وانتشر الدين في المدينة برسول الله عليه الصلاة والسلام وبرسوله مُصعب إبن عميرالذي كان أول سفير في الاسلام
 كان المسلمون من الانصار على موعد مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم في البيعة الثانية بيعة سميت بيعة العقبة الكبرى وكان الموعد في الحج خرج الانصار من المسلمين خرجوا مع المشركين في الحج إلى مكة وكان بينهم سيد من سادتهم إسمه " الْبَرَاءُ إبْنُ مَعْرُور"وكان في طريقه لا يصلي إلى بيت المقدس لم يرضى إن يجعل الكعبة في ظهره وكان أصحابه ينصحونه ولكنه كان يأبى قال كيف نجعل هذه الكعبة في أظهرنا فلما وصلوا إلى مكة واحد وسبعون رجل معهم إمرأتان صاور ثلاث وسبعين رجل وامرأة وصلوا مع المشركين في الحج إلى مكة وأهل مكة لايدرون بالخبر ذهب البراء إبن معرور وكعب إبن مالك يسألان النبي عن الصلاة بإتجاه الكعبة لم يكونا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطريق سأل رجل من أهل مكة أين محمد
 قال أتعرفانه قلنا لا قال أتعرفان العباس قلنا نعم هو جالس مع العباس عند الكعبة يقول فذهبنا إلى الكعبة فرأينا العباس وكنا نعرفه من قبل كان تاجرا يأتي إلى المدينة يقول فجلسنا عند رسول فقال النبي للعباس أتعرفهما قال هذا البراء إبن معرور سيد قومه وهذا كعب إبن مالك فقال النبي الشاعر قال العباس نعم يقول كعب إبن مالك والله ما نسيتها طوال عمري الرسول يعرفه يقول فسألنا النبي عن الصلاة باتجاه الكعبة فقال النبي للبراء يابراء إنك على قِبْلَةٍ لو صبرت عليها يعني إصبر الان على هذه القبلة وهي بيت المقدس فرجعنا إلى رِحَالِنا الموعد موعد البيعة أوسط أيام التشريق المكان عند العقبة جاء أوسط أيام التشريق ذهب ثُلُثُ الليل الاول نام الناس في رِحالهم
 تسلل المسلمون واحد وسبعون رجلا وامرأتان تسللوا سرا في الليل كتسلل القِطى لموعد مع من مع حبيبهم عليه الصلاة والسلام لبيعة غيرت مجرى أمور كثيرة خرجوا بالليل ولا أحد يدري عنهم لا أهل قريش ومكة ولا أصحابهم الذين جاؤا من المدينة من المشركين خرجوا يتسللون جاؤا إلى شِعْبٍ في العقبة إلتقوا برسول الله لعقد تلك البيعة
 خرج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمه العباس ولم يكن أسلم لكن أراد أن يستوثق من إبن أخيه فلما لقي القوم الانصار قال أيها القوم تعلمون ما محمد بيننا منعناه من الناس ومن أعدائه فإن شئتم قبلتم به وأخذتموه معكم تمنعوه من الناس وإلا فاتْرُكُوهُ بيننا فلما إنتهى قال أنتهيت يا عباس قال نعم قال قل يارسول الله ما أحببت وما شئت فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم قال أُبَايِعُكُمْ على أن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وأبنائكم فقال الانصار رضي الله عنهم قالوا بل نمنعك مما نمنع منه ما تحت أزُرِنَا ليس فقط نسائنا وأولادنا نحن أهل حرب وجربنا الحروب
 فقام رجل من الانصار إسمه أبو الهيثم قال يارسول الله بيننا وبين الناس حبالا يعني بيننا وبين اليهود عهود ومواثيق وإنا قاطِعُوهَا فإن أظهرك الرب عز وجل على الناس وعلى العرب فهل عسيت أن ترجع إلى قومك وتُخَلِّي بيننا وبينهم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الدم الدم والهدم الهدم أحَارِبُ من حاربتم وأُسَالِمُ من سَالَمْتُمْ ففرح الانصار بهذا وبايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعل عليهم إثنا عشر نقيبا مثل القائد إثنا عشر تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس ورجعوا إلى بلادهم قبل أن يرجعوا ويتفرقوا من علم بالخبر من علم بهذ البيعة شيطان من الشياطين فقام يصيح بين الناس يا أهل الجباجِبْ يا أهل المنازل هل لكم في مُذَمَّمٍ يقصد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم هل لكم في مُذَمَّمٍ وَالصُّبَاتُ معه تبايعوا على حَرْبِكُمْ هل لكم يصرخ بين الناس
 فقام الناس يلتفتون ويبحثون فقال الانصار ما هذا فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال هذا أَدَبُّ العقبة يعني هذا شيطان العقبة ثم قال والله لأتفرغن لك ياعدو الله فقالت الانصار يارسول الله أفلا نَمِيلُواْ عليهم مَيْلَةً واحدة قال لا لم نُأمَر بهذا بعد فأمرهم أن يرجعوا إلى رحالهم وفي الصباح إنتشر الخبر فذهبت قريش تتثبت من زعماء الخزرج وكانوا مشركين وعليهم" عبد الله إبن أُبَيْ إبن سَلُولْ "فلما جاءت قريش تسألهم هل صحيح الخبر تبايعتم مع محمد أن تقاتلون دون الناس فقال عبد الله أبدا والله ماحصل هذا ماكان قومي ليفعلوا هذا حتى يرجعوا إلي فرجعت قريش ظنت أن الامر حقا أما مشركوا الخزرج لم يعلموا بهذا فرجع الانصار إلى بلادهم وعليهم إثنا عشر نقيبا ليحملوا راية الاسلام ويُأسِّسوا دولة الاسلام



13 _ الهجرة إلى المدينة 

 أذِنَ الله عز وجل للمهاجرين أن يُهاجروا من بلدهم أن يتركوا موطنهم وبلدهم الذي عاشوا وتربوا فيه أن يتركوا أهليهم وأموالهم وتجاراتهم ليهاجروا إلى بلد أخرى إلى بلاد غريبة كل هذا في سبيل من في سبيل الله عز وجل الأخ ترك أخاه الأم تركت أبنائها الإبن ترك أمه وأباه الأسر ذهب بعضها وجلس البعض الآخر هكذا ضحى المُوحدون من أجل ربهم عز وجل كان من أوائل الذين هاجروا ربما قبل البيعة الثانية أسرة أبي سَلَمَة أبوَ سلَمَة مع زوجته أم سَلَمَة وإبنيهما أرادت هذه الاسرة أن تهاجر لله عز وجل أن تهاجر في سبيل الله جل وعلا لكن أسرة أم سلمة ما تركوها تذهب مع زوجها فمسكوها وحبسوها فأراد أبو سلمة أن يهاجر لوحده وهاجر لوحده أما الإبن فقد جلس مع أمه فجاءت أسرة أبي سلمة تريد أخذ ولدها وأسرَّت أسرة أمِّ سلمة أن تمسك الولد عندها 
 فتنازع الطرفان وحصل بينهما عِراكٌ أوْذِيَ الطفل بسببه هكذا تشتت أسرة بأكملها فظل الإبن عند أسرة الأب وهاجر الأب إلى المدينة وظلت الأم عند أهلها فتفرقت أسرة بأكملها كل