أجْلِس فِي طَاولتي المُفضَّلة فِي مَقهَى مُجَاور لي أمَامَ نَافِذة كَبيرة تُطِل علَى الشَّارع الرئيسي أحِب رؤية المَطَر  والغُيوم وأنا أحتَسي قَهوتِي ...

أمْسَكْتُ بِمُفَكِّرتي وقَررتُ أنْ أسترجِع أشْهُر ظَنَنْتُ أنَّها لَنْ تَمُر ولَكِنَّها قَد مَرَّت   

فِي أول العَلاقَات قَدْ يَشعُر الإنْسَان بِأنهُ فِي أطْولِ الطُّرقْ صعوبة يَعْلَم تَماماً بِأن نِهايَتَها لَيسَت مِن نَصِيبه      

َيأتِي هَذا الشُّعور أحْياناً مِن سَببْ , أو مِن حَدسِه الداخلي ..  

ولَكنَّه أيضاً قَد أمَن بِأنَّ الحُب مِنْ المُمكِن أنْ يَكُون سَبب كَافِي لِتخَطِّي كُل العَقبات . 

يَدخل فِي حَالة مِن التَّسَاؤلاتْ والتناقُضَات الدَّاخِلية ,إنْ لَم أكُن  مِن نَصِيبه فَلمَاذا ؟  

ويعْطِي إجابة لنَفسْه , لأنَّك  تُحبه .

 ولَكِنَّ الجَوابْ كَان فِي النَّصيبْ ،

مِن المُمكِن أنْ يَكون نَصِيبك الحَقِيقي فِي داخِل هَذا الطَّريق 

مَا إن يَرحَل الأسْوأ  حَتَّى يَدخُل الأجْمَل وهَكَذا , حَياتُنا عِبارَة عَن كِمية كَبيرَة مِن النَّصيبْ تُصيبُنا تِلو الأخر .

لَم أكُن نَصِيبُه ولَم يَكُن هو ٫ هَكَذا إنْتَهت عَلاقَتِي بِه .


قبل عِدَّة أشهُر … 

البِداية مَالذي يَحدُث ؟  

   السَّاعَة قَد تَجَاوزَت مُنتَصِف اللَّيل تَقريباً أجْلِسُ  عَلى شَاطِئ البَحر تَأتِيني نَسَمَات بَاردَة قَد لامَسَتْ كُل أطْرافِي نَشوَة غَريبَة  مَأجْمَل  اللَّيل والهُدوء والبَحر مَع القَليلْ مِن التَّفكير أقْصد الكَثير وسألت لماذا إخْتَفى مُنذ أيَّام , أين هو , ومّاذا يَفعَل مِن دون أنْ أفَكر التَقطْتُ هَاتفِي وكتَبت أينَ أنت ؟ يَكتبْ الآن.... لَم يُكمِل وأرفقْت ألَم تَشتَق لِي ؟ يكتب الآن ..... و مُجدداً أنا إشْتقْت الَيكَ كَثِيرا لم تَفت ثَواني حَتَّى كَتبَ لَم أعُد أريد .. عَيناي وكَأنَّها لم تَرى الكلمة .. قَلبي لَم يَتقبَّلها وأرفَقت مَتى سَآراك  ؟ أحِبك كَثيرا كَتبها مجددا وقَال :

لَم أعد أريد هَذه العَلاقة , و لَم يَكُن الإبْتعَاد قَرارِي  ولَكِنَّني  أجبرت إعْتَني بِنفْسك جَيداً ,  هكذا أتَّم عَلاقَته بِي .

حَاولت أن أفهَم مالَّذي حَدَث   ولَكِنَّني فَشِلتُ فِي هَذا ٫  و لم أشْعر إلا بِنسَمات الهَواء بَاردة عَلى وجْنتي مِن الدموع بَكِيت لسَاعات مُتواصِلة طَوال اللَّيل  ونِمت .


العاشرة صباحا , هَل مِن المُمكِن أنْ أعَانِق روحَك وأحْظى بِحضنك الدَّافِئ  ؟ إرسال .

لم يأتي رد ..

سَألت نَفسي لِماذا ثُمَّ تَذَّكرت كُل مَاحدث بالأمْس  وأيقنت بِأنني فِي مَرحَلة الإنكَار لا يُمكِن لِهذا أنْ يَحدث , أشْعُر وكَأن كُل شيْ عَلى مَايُرام وأنَّ هَذا مُجرَّد حُلم سَينْتهِي مَا إنْ استيقظ ولَكن  كل شيء 

كَان حقيقي جدا , رحَل هو وبقِيت أنا عَالقة في تِلك اللَّيلة .

مَرحلة الإنْكَار هِي  المَرحلة الَّتي يبدأ فِيها العَقل فِي خِداعنا , يتَعمَّد أنْ يَجعَلنا نَعيش هَذه المَرحَلة أنْ نَنفِي ونَجهَل مَالذي حَدثَ بِالفِعل .

حَتَّى تَأتِي مَرحَلة التقبل ..أول خُطوات التَّقبل  أنْ يعِي الانْسانْ  مَاحَدث 

أن يَتَقبَّل  حقيقة كل شيء حتى الآلام , الذكريات المؤلمة  لِتفتح له جميع الأبواب.

وأنا تَقبَّلت إنتِهَاء عَلاقَتِي بِه ، تَسَامَحتُ مَع ذِكرياتِي مَعَ نَفسِي وسَامَحتُه هو , دعَوتُ اللَّه أنْ يريحَ قَلْبِي وقَلبه وإنتهَت .

 

صَوتُ بَاب قَد فُتِح  رائحَة كُنتُ قَد ظَنَنتُ أنَّني نَسِيتها .. نَبَضاتُ قَلبي تَتَسارَع  .. نَظرَة واحِدَة بَينَنا لأقَل مِن دقِيقة كَانَت قَادِرة تَمَاماً عَلى أنْ تَجْعل نَبضَات قَلبي بِالإرتباكْ ، حَرارَة شَديدة فِي الجَسَد ، إقْتَربَت الرائحَة إزدَادَت نَبَضاتُ قَلبِي إزدَاد إرتِبَاكِي إقتَرَب أكثَر وقَال 

أهلاً هَل أنْتِ بِخَير  ..


- عَلِمتُ حِينها بأنَّي سأدخُل فِي مَرحَلَة الحَنِين 

يُتبَع …