Image title

بقلم: زين العابدين 

عندما بدات في التعلم وبعدها دخول الجامعة خرجت يوما للمشي والذهاب الى مكان اذهب اليه بعد الغداء وعندها  صادفت وجود صديقي لي  يجلس على كرسي خاص بي؛ اعتدت الجلوس على هذا الكرسي بالتحديد ؛ ذهبت اليه للطلب منه ان يجلس معي ولكن عليه ان يستبدل مكانه اولا ؛ لكنه ابتسم قائلا  "هل اشتريت هذا الكرسي اجبته " لا ؛ ولكن اعتدت الجلوس عليه " اجابني بنبرة خفيفة جدا   " لقد تغيرت يا زين " قلت له " لا ؛ لم اتغير فقد طلبت منك استبدال مكانك فقط " نظر وفي عينه ثبات بأنه لن يستبدل مكانه وطلب مني الجلوس ؛ جلست و انا استغرب انه وصفني بالمتغير فقلت له " كيف حالك يا اخي " رد " انا في افضل حالاتي "  ابتسمت قائلا : " هل تذكر ايامنا سويا في الثانوية وكيف كنا نذهب اليها معا " رد علي ببرود شديد" نعم!ولكن لا اريد التتذكر الان "

وقال هذا الكلام بعدها موجها الي شبه نصيحة ولكن كان كلامه كأنه يريد الذهاب بدون عودة و لا يريد ان يتذكر  اي شيء من حياته القديمة .

قال لي :

"    زين انت صديقي الذي احترمه و احبه جدا فانت كنت صديق طفولتي ولكن اريد التحدث معك في امر شخصي  ولا اريد ان تقاطعني في الكلام ؛ انت تبالغ في استخدام حقوقك وتدعي ان كل ما تلمسه يداك حق يخصك مع العلم انك لم تكن تفعل ذلك قبل تخرجك من الجامعة و الحصول على وظيفة فقد كنت مثلا في ابداء الرأي الصحيح دائما ؛ حتى تذكرت انك تحب الجلوس هنا و ايضا الجلوس على هذا الكرسي بالتحديد لذلك تعمدت الجلوس هنا لكي ارى ردة فعلك تجاه تصرفي هذا ؛ و أنت عندما دخلت الان الى هذا المكان ورأيتني اجلس هنا 

لم يخطر في بالك ان تسأل عني رغم انك صديق طفولتي ولكنك طلبت مني الجلوس للتحدث ولكن بعد ان اغير من مكاني ؛  زين سأسدي لك نصيحة ارجو ان تقبل بها " لا تكن مفرطا في استخدام اي شيء لكن كن مفرطا في استخدام رأيك الصحيح والسليم دون ان تجرح احد عن دون قصد"  انتهئ   "

قام صديقي و وودعني وانا بقيت مندهشا من كلامه وهل هو صحيح لدرجة اني لم كن اعرف ذلك . 


مرت 5 سنوات وبدها اتى لي شخص و دخل الى مكتبي و طلب التحدث مع و قال لي ان صديقي قد ارسله لغرض  معرفة احوالي و كيف اصبحت و ذهب الشخص مغلدرا ولكن قبل ان يغادر اعطاني رقم هاتف صديقي واخبرني انه يعيش في تركيا ولديه زوجة واولاد . 

فرحت كثيرا و اتصلت به و شكرته لانه نصحني نصيحة تذكرتها دوما خلا ال 5 سنوات الماضية.


( تم )


ليس هناك حق يجب ان ندافع عنه بقدر حق الحرية في الكلام .