كلنا نذكر في القصة الماضية لما تكلمنا عن قصة سيدة نساء العالمين إنها مريم العذراء تكلمنا عن ولادتها وحياتها وكيف عانت عليها السلام كيف كانت تتفرغ لعبادة الله عز وجل والله عز وجل يرزقها الطعام والشراب يرزقها الرب عز وجل طعام الصيف بالشتاء وطعام الشتاء بالصيف إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ثم أذِن الله عز وجل أن تلِد عيسى بن مريم فلما جاءت به إلى قومها إذا ببعضهم يتكلمون عليها وقولهم على مريم بُهتانا عظيما قالوا فيها البهتان العظيم قالوا فيها الإفك المُبين لكن الله عز وجل أنطق عيسى بن مريم لِيكون آية للناس قال عيسى بن مريم وهو للتو قد وُلِدَ { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ} أنزل الله عز وجل عليه الإنجيل {آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي } من أمه إنها سيدة نساء العالمين التي إصطفاها الرب عز وجل على نساء الدنيا { وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}
 أول ما وُلِد عيسى إبن مريم عليه السلام إذا بشيء يحصل في الأرض انهارت أصنام في مشارق الأرض ومغاربها وُلِد عيسى إبن مريم سقط كثير من الشرك في الأرض لأن عيسى إبن مريم وُلِد بل إن الشياطين في السماء رُجِمت بل إن إبليس الأكبر بنفسه أخذ يبحث ويسأل جنوده ليبحثوا في الأرض مالذي حدث مالذي حصل فإذا به يبث الشياطين في الأرض يمنة ويسرة شمالا وجنوبا الشياطين تبحث في الأرض مالذي حدث مالذي جرى مالذي حصل فإذا بهم يصلون إلى فلسطين وإذا بالمولود الجديد في بيت لحم من إنه عيسى إبن مريم في حجر من أمه العذراء وإذا بالشياطين تريد أن تقترب فلما إقتربت وجدت الملائكة تحرس من تحرس عيسى وأمه ملائكة الرحمان في الأرض من شياطين الأرض الذين تجمعوا في الأرض لأن يُأذوا عيسى إبن مريم لكنها دعوة أم مريم {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } أعاذها الرب عز وجل ونجاها من كل شيطان رجيم هي وابنها عيسى إبن مريم بدأت الآيات والناس يتكلمون عنها ما قصة هذا الغلام للتو مولود ويتكلم كلام الرجال ما قصته إنها آية من آيات الله
 بنو إسرائيل يتكلمون بدأوا يتحدثون بدأ الخبر ينتشر عندهم أن غُلاما للتو مولود أنطقهُ الله عز وجل وعادة بني إسرائيل أنهم كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم إستكبروا إما يقتلوا بعضهم وإما يكفروا ببعضهم الآخر عادة بني إسرائيل وهكذا عيسى إبن مريم كان طفلا صغيرا كان للتو غلاما يلعب مع الغلمان لكن ظهرت عليه آيات بينات أظهر الله عز وجل عليه آيات كان يتكلم مع الصبيان وهو يلعب معهم كان يقول لأحدهم أنَبِّأُكَ مالذي أكلته في بيتك وأنبِّأكُمْ بما تدخرون في بيوتكم مالذي يوجد عندكم من طعام سوف أخبركم به وهو غلام صغير فانتشر خبره بين الناس ما هذا الغلام ما هذا الصبي الذي حدث له ما حدث حتى تآمر اليهود على قتل مريم وابنها أرادوا قتلهما فأوحى الله عز وجل إلى مريم أن أخرجي مع عيسى إلى ربوة ذات قرار ومتين إلى مكان فيه نهر يجري فيه بعض الزروع إلى مكان ذات قرار ومعين نهر يجري فذهبت مريم العذراء مع غلامها الصغير عيسى إبن مريم وهربوا من فلسطين قيل إلى مصر وظلوا فترة من الزمن ثم أوحى الله عز وجل إليهما أن يرجعوا مرة أخرى
 بلغ عيسى إبن مريم من الشباب ما بلغ أخذ يدعوا إلى الله جل وعلا ويُعلم الناس دين الله جل وعلا وكان عيسى إبن مريم يحب الخلوات فكان يختلي في الصحاري وكان يختلي في الغابات وكان يختلي عند الأنهار يذكر الله عز وجل ويعبد الله جل وعلا وكانت أمه تُنفق عليه وظل زمنا يدعوا إلى الله جل وعلا واليهود يتربصون به الدوائر حقدوا عليه حسدوه أرادوا الإعتداء عليه لكن في كل مرة يُنَجِّيه الرب عز وجل
 مَرَّ عيسى إبن مريم عليه السلام بمقبرة فوجد فيها إمرأة جالسة تبكي فسألها عن سبب بُكائها فقالت ماتت إبنة لي ليس لي من الولد غيرها وإني عاهدت ربي ألا اُغادر قبرها إما أن أراها وإما أن أموت مثلها فقال لها عيسى إبن مريم أرأيت إن دعوت الله عز وجل وأرجع لك إبنتك هل أنت راجعة قالت نعم يا نبي الله فصلى ودعا الله عز وجل أن يُحْيِيَ هذه الفتاة ثم قام إلى قبرها وجلس عنده فقال أيتها الفتاة أخرجي بإذن الله عز وجل فتحرك القبر ثم ناداها مرة ثانية فانصدع القبر ثم نادها مرة ثالثة فقامت الفتاة قد شاب شعرها فسألها نبي الله لِمَ أبْطَاتِ عَلَيَّ قالت في المرة الأولى أوحى الله عز وجل إلى مَلَكٍ أن يُرَكِّبَ خَلْقِي وفي المرة الثانية أوحى الله عز وجل أن يُرجِع إليَ الروح وفي المرة الثالثة إنصدع القبر فخرجت منه فظننت أن الساعة قد قامت فشاب شعري ثم نظرت إلى أمها وهي خائفة قالت يا أماه إتقي الله واصبري واحتسبي الأمر عند الله عز وجل لِمَ تريدين أن تُعاد إلي كُرُبات الموت مرة أخرى
 ثم ذهبت إلى عيسى إبن مريم وقالت له يا نبي الله إسأل الله أن يُعيدني مرة أخرى وألا أذوق كُرُبات الموت مرة ثانية فدعا الله لها وكانت آية في بني إسرائيل أن عيسى إبن مريم يأمر الموتى فيخرجون بإذن الله عز وجل كان عيسى إبن مريم أيضا يمسح على رأس الأعمى الذي وُلِدَ أعمى وهو الأكمه فيعود بصيرا ويمسح على جلد الأبرس فيشفيه الله عز وجل وكان عيسى إبن مريم يأتي إلى بني إسرائيل بالطين فيشكله على هيئة طير ثم ينفخ فيه فيطير بإذن الله عز وجل إنها آيات بينات { إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي } آيات بينات كلها جعلها الله عز وجل على يد من على يد عيسى إبن مريم أما الحواريون فإنهم آمنوا به وأما يهود كفروا به عِناداً وحِقدا وحسداً "أو كلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم إستكبرتم كل هذه الآيات البينات ومع هذا تكفرون به آيات أظهرها الله عز وجل تأييدا لِنَبِيِّهِ وصفيِّهِ عيسى إبن مريم
 عيسى إبن مريم لا يُبالي بمن يُعاديه بمن يُعارضه بمن يُحاربه فهو من أُوْلِي العزم من الرُسُل صبر على قومه وهم يُأذونه تحمل أذاهم شتمه اليهود تكلموا عليه وعلى أمه ومع هذا لم يُبالي عليه الصلاة والسلام دعا إلى الله جل وعلا وقد أنزل الله عليه الإنجيل مُصدقا لِمَ بين يديه من التوراة كما قال الله عز وجل عن عيسى إبن مريم يا بني إسرائيل يُذكرهم الرب عز وجل بعيسى إبن مريم الذي قال لبني إسرائيل { إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } ففي الإنجيل بشر عيسى عليه السلام قومه بأنه سيأتي نبي بعده إسمه أحمد عيسى عليه السلام يُبلِّغ دين الله جل وعلا والناس يُحاربونه ويُعادونه وحوله الحواريون قد آمنوا به ونصروه وعزروه وإذا بهم يطلبون منه طلبا من الذي طلبه حواري عيسى إبن مريم من عيسى جاؤوا إليه فقالوا يا عيسى إبن مريم نريد أن نرى آية وكان قد أمرهم عيسى إبن مريم أن يصوموا ثلاثين يوما وقبل أن يُفطِروا في اليوم الحادي والثلاثين طلبوا من عيسى طلبا
 قال وما تريدون قالوا نريد آية أن ينزل الله عز وجل علينا مائدة من الطعام تنزل علينا من السماء { إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } سألهم عيسى إبن مريم قال لهم ومالذي يجعلكم تريدون هذه المائدة لِمَ تريدون مائدة فيها من الطعام تنزل عليكم من السماء رد الحواريون فقالوا { قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ } لا نريد شيئا ياعيسى نريد أن نأكل من هذه المائدة نريد أن تطمئن قلوبنا نريد أن نرى آية من آيات الله عز وجل وهذه القصة سَمَّى الله عز وجل بها سورة طويلة في القرءان الكريم بإسم المائدة التي أنزلها الله عز وجل على حواريي عيسى فإذا بعيسى إبن مريم ينصح قومه وأصحابه وينصح الحواريين يقول لهم إتقوا الله ماذا تريدون قد تنزل عليكم هذه المائدة ولا تُقيموا شُكرها وحقها فيعذبكم الله عز وجل لِمَ تطلبون أمرا ربما لا تستطيعون الوفاء بشكره
 قالوا نريد هذه المائدة نريد أن تطمئن قلوبنا نريد أن نأكل منها نريد هذه المائدة فقام عيسى إبن مريم ليالي طويلة يدعوا الله عز وجل { وَإذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِنَ السَّمَاءِ } مائدة فيها من أنواع الطعام لِمَ { تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} وإذا بربنا عز وجل يستجيب لعيسى عليه السلام ولأصحاب عيسى للحواريين يستجيب الله عز وجل لهم فإذا بمائدة عظيمة تنزل من السماء فيها أنواع الطعام وأنواع الشراب ما رأوه وما لم يروه أنواع من اللحم من الفاكهة من الخضروات من الطيور من الأسماك طعام لم يُرَى مِثله قَط في الأرض أنزله الرب عز وجل من السماء فكانت عيدا لأولهم ولآخرهم فلما أنزل الله عز وجل هذه المائدة كرامة مُعجزة لمن لِعبده ونبيه عيسى إبن مريم عليه الصلاة والسلام اُنزلت هذه المائدة وتخيلوا كيف تنزل هذه المائدة وبنو إسرائيل وأصحاب عيسى عليه السلام كانوا عشرات الألوف كلهم ينظرون لهذه المائدة فلما اُنزِلتِ المائدة لم يقترب أحد من هذه المائدة
 قال عيسى عليه السلام كولوا من الرزق الذي رزقكم الله عز وجل به خاف الناس فلم يتقدم إلا الفقراء إلا المساكين وأتباع الأنبياء هم الفقراء هم المساكين هم الذين تقدموا لعيسى عليه السلام يريدون أن يأكلوا هذه المائدة أما غيرهم فإنهم توقفوا يُريدون أن ينظروا مالذي يحصل لهؤلاء الناس فأكل الفقراء أكل المساكين أكل الضعفاء أكل المرضى من الطعام الذي أنزله الله عز وجل من السماء فلما أكلوا ما أبقى الله عز وجل منهم مريضا إلا وشفاه لا أكمه إلا وشفاه لا أبرص إلا وشفاه الله عز وجل لا ضعيف ولا مريض ولا مُصاب بأي شيء من أنواع البلاء إلا ورفع الله عز وجل عنه البلاء إنها آية من آيات الله عز وجل إنها آية ورزق رزقه الله عز وجل عيسى إبن مريم وأصحابه ظل عيسى إبن مريم يدعوا إلى الله جل وعلا يُبلغ دين الله وكانت أمه العذراء مريم تعمل بِصُنع يدها لِتُنفق على ولدها ذلك الذي إختلف الناس به من عدو حاقد حاسد ومن رجل مؤمن به مصدق له إنه عيسى إبن مريم لازال يدعوا إلى الله جل وعلا
 ظل عيسى إبن مريم يدعوا إلى الله عز وجل قومه يَعِظُهم يُذكرهم ويجري الله عز وجل على يده المُعجزات والآيات البينات لكن يهود هم يهود هل تركوا الأنبياء والمُرسلين هل تركوا الناس لِحالهم يعبدون الله عز وجل أبدا إما أن يكفروا بالأنبياء والمُرسلين وإما أن يُحاولوا قتلهم فلما رَأَوْاْ أن عيسى إبن مريم يَلْتَفُ الناس حوله والناس قد أعجبهم كلامه إلْتَفَّ الناس يسمعون مواعيظه يُذكرهم بالله عز وجل وَكَثُرَ أنصاره وحواريوه هنا إغتاض منه يهود فأرسلوا إلى بعض الملوك أن عيسى إبن مريم سَيَسْلِبُ منكم مُلْكَكُمْ قالوا إذا ماذا نصنع ماذا نفعل قالوا لا شيء إذهبوا إليه واقتلوه فإنه لن يقف أمامكم أحد من الناس فإنما حوله الفقراء والمساكين إذهبوا إليه واذبحوه واقتلوه فإنكم إن فعلتم ذلك نَجَوْتُمْ وَنَجَّيْتُمُ الناس منه فإذا بهم يفعلون ما أمرهم به يهود وذهبوا إليه يريدون قتله فلما ذهبوا إليه الله عز وجل أخبر عيسى إبن مريم أن هناك من سيقتلك وهناك من يريد أن يَمْكُرَ بك { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } فإذا بعيسى إبن مريم يجلس مع إثنا عشر من حوارييه في بيت من بيوتهم
 يجلس والناس يبحثون عنه يبحثون عن من يبحثون عن عيسى إبن مريم كلمة الله إنها روح الله عيسى إبن مريم الناس تبحث عنه يريدون قتله يقتلون من يقتلون إبن سيدة نساء العالمين يقتلون الرجل الذي يُذكر الناس بالله جل وعلا يقتلون من القلب الطاهر والنفس الزكية لِمَ لأنه فقط دعاهم إلى الله جل وعلا إنه آخر أنبياء بني إسرائيل ومع هذا يريدون ذبحه يريدون قتله فإذا بالناس يبحثون عنه في كل مكان يمنة ويسرة حتى دل الناس بغضهم بعضا على البيت الذي جلس فيه عيسى جلس عيسى إبن مريم وحوله إثنا عشر شخصا من حوارييه جلسوا ينتظرون مالذي سيحدث الله وعده أنه سينجيه فإذا بالناس يطرقون عليه الباب يريدون كسره لكن عيسى إبن مريم يسأل حوارييه يقول لهم من يتبرع الآن ليكون معي في الجنة وفي درجتي في الجنة يُلقي الله عز وجل عليه شَبَهِي ويخرج إليهم فإذا بأصغرهم سِنّاً وكان أشجعهم قال أنا يا نبي الله أنا أقوم فقال له عيسى إبن مريم مرة أخرى إجلس من يقوم مكاني يجعل الله عز وجل عليه شبهي يكون رفيقي في الجنة أي في درجتي فقام أصغرهم سِنا نفس الشاب أشجعهم وأكثرهم إيمانا فإذا به يقول عيسى إبن مريم إذن فاذهب إليهم فإذا بسقف البيت يُفتح وتأتي الملائكة لتحمل من عيسى إبن مريم
 فُتِحت السماء لمن لعيسى إبن مريم {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} نجاه الله من أيدي الكفرة الأنجاس يهود الذين أرادوا ذبحه وقتله أنجاه الرب عز وجل {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } سوف يكون أتباعك من أهل الإيمان هم من يجعلهم الله عز وجل أتباعك إلى يوم القيامة رُفِع عيسى إبن مريم اُخرِج َهذا الذي ألقى الله عز وجل عليه شَبَهَ عيسى مسكوه ذهبوا به وضعوا الشوك على رأسه وضعوه على صليب لِيقتلوه فلما ذبحوه ومريم العذراء تنظر أمه تنظر ظنت أنه إبنها فإذا به يُذبح فصاح اليهود فرحين مُستبشرين وهم يقولون {إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ } اليهود فرحين بقتلهم من المسيح عيسى إبن مريم { إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } الله عز وجل حفظه الله عز وجل نجاه من أيدي الكفرة الخبثاء نجا الله نبيه عيسى إبن مريم وظن اليهود أنهم ذبحوه وقتلوه
 وجلست مريم تبكي فجاءها جبريل يُطمئنها ويُبشِّرها أن الله عز وجل قد قبض ورفع عيسى إبن مريم ونجاه من أيدي الخبثاء الكفرة وسوف يرجع عيسى إبن مريم آخر الزمان نحن على موعد مع نبي الله عيسى إبن مريم مع هذا النبي الذي سينزل وتُنزٍله الملائكة كما رفعته في ذلك الزمان سوف ينزل : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة سوف ينزل وينصره الرب عز وجل ويقتل الدجال وينصره الله عز وجل على يهود ويتَّبِعه الناس ويحكم بدين الله عز وجل حتى يموت الموت الطبيعية مرة أخرى نقف عند هذا الحد حتى نلقاكم إنشاء الله في القصة المُقبلة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته