حيرنا الزعيم الشاويش في التعامل معه ومع حالته (كشاويش) قام بانقلاب عسكري دموي، ولم يكن هو الشاويش الوحيد الذي حكم بلدنا المنكوب بالحكام العسكريين، بل سبقه أكثر من شاويش.
والشاويش لم يحكمنا فقط، إنما هو (نمط) موجود في كثير من البلدان المحكومة بالانقلابات العسكرية. وهذه محاولة بسيطة لدراسة سلوك الشاويش وسيكولوجيته المحيرة.
1- درجته العسكرية لا تزيد عن رتبة شاويش
فالبرغم من حصول زعيمنا على لقب (مشير)، وهو أعلى رتبة في الجيش، إلا أنه في سلوكه العسكري لا يزيد عن رتبة (شاويش)؛ فهو لم يخض أي معركة عسكرية، ومعدل ذكاؤه ضعيف، وهو لا يستطيع أن يرتجل الكلام، وأحيانا يتفوه بكلام عجيب غريب يجعل العالم كله (يتندر عليه ويسخر منه ويستهيفه)، وحتى لم يدخل كلية عسكرية أصلا، إنما دخل مدرسة عسكرية بعد الدراسة الإعدادية، وحتى طول قامته لا تزيد عن 165سم، فكيف التحق بالجيش الذي يشترط لمنْ يلتحق به ألا يقل طوله عن 170 سم.
الذي يربط زعيمنا الشاويش بالعسكرية هو محاولته (الشخط) العسكري أثناء خطاباته، مثل زعيقه (أنا. أنا... ) و (اسموعوا كلامي أنا بس)، و (منْ أنتم؟)!
2- شعاره الأثير: "أنا الدولة والدولة أنا"
شاويشنا الهمام اختصر دولتنا كلها في شخصه؛ فشعاره الأثير هو شعار لويس الرابع عشر (أنا الدولة. والدولة أنا...)؛ فأي نقد للزعيم فهو نقد للدولة، ومنْ يعارض الزعيم فهو يعارض الدولة ويسعى لهدمها؛ وبالتالي منْ يعارض الزعيم فهو يمثل قوى الشر والظلام والهدم، وهو إرهابي وخائن خيانة عظمى للدولة!
ويتفرع من شعاره هذا، القمع وكبت الحريات، ومحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، والديكتاتورية بأشرس أشكالها، والفاشية العسكرية بأبشع صورها، والرأي الواحد والفكر الواحد وإعلام المانشيت الواحد والكتاب الأحمر الواحد والكتاب الأخضر الواحد والميثاق الواحد وو...
من جيش التحرير الشعبي يقرؤون من الكتاب الأحمر لماوتسي تونغ
3- يفرق الشعب
بيد أن زعيمنا الشاويش لا يستطيع أن يحكم إلا بتطبيق نظرية (فرق تسد) بقوة؛ فهو قد طفق يفرق شعبنا إلى شيع وأحزاب (أنتم شعب ونحن شعب... لنا رب ولكم رب...)، وما برحت أجهزة إعلامه تبث الفرقة والشقاق بين أطياف الشعب، والعجيب أن زعيمنا ما أنفك يطلب من شعبنا أن يتجسس على بعضه بعضا، ويأمر قطاعا من الشعب بكتابة التقارير الأمنية عن قطاع آخر!...
4- يفعل عكس ما يقول
يهتف الشاويش في خطاباته (لم يجد شعبنا منْ يحنو عليه) و (أنتم نور عينينا) و (بكرة تشوفوا بلدكم)، و (سأُغني الناس)، ولكن الواقع أن هذا الكلام المنمق والعاطفي لا يزيد عن (شعارات رنانة)، وقد تأثر قطاع كبير من الشعب بهذا الكلام البراق، والحقيقة اليومية في أرض الواقع قد كذبت هذه الشعارات؛ فالعملة الوطنية قد تدهورت، والفقر باض وفرخ وعض أغلب الشعب بنابه الأزرق، وتدهورت حالة الطبقة الوسطى وهبطت هبوطا مروعا إلى الطبقة الدنيا، وذُبِح الدستور والقانون، وخُصيت المؤسسات، وشُيدت السجون والمعتقلات التي امتلأت بالمعارضين، وشُيدت جبالا من جماجم المعارضين لنظامه الدموي، وأحيانا تقوم أزلام نظامه بقتل المعارضين خارج القانون ووسط أهلهم وعلى أَسرتهم، وأحيانا أخرى يقوم أفراد الأمن بقتل أناس مسالمين بسبب الاختلاف على تعريفة الركوب أو حتى الاختلاف على تسعيرة كوب شاي ، واستفحلت المذابح وتعددت غير اغتصاب المعتقلين وإهانة كرامتهم.
5- يكذب دائما
زعيمنا الشاويش يكذب كما يتنفس، فليس لكذبه حد؛ فوعوده تتبخر في الهواء، وحين قام بانقلابه هتف بأنه (ليس له نية ولا عزم لحكم البلاد)، ومع ذلك حكم البلاد، ويهتف في المحافل الدولية بأن (بلدنا هي واحة الديمقراطية والحريات)، وهذه لا تزيد على نكتة من نكات الكوميديا السوداء، فالعكس هو الواقع في بلدنا المكلوم بحكمه الدموي.
ولقد هتف شاويش آخر قائلا (إن الديمقراطية لها أنياب أشرس من الديكتاتورية)، وهذه كذبة كبرى، وبناء على كذبته تلك، اعتقل أكثر من 1400 من معارضي نظامه، وما هو حالنا لو كانت للديمقراطية (ضروس)؟!
وأخبر شاويشنا (بأن الحكم ليس بحكم عسكر)، وجل الوزارات والمحافظين وأجهزة الحكم المحلي يتحكمون فيها العسكر، و (وعد بأنه خلال سنتين ستكون بلدكم من أعظم البلدان)، وشاويش آخر هتف بكل قوة حنجرته قائلا (بأن عام 1980 هو عام الرخاء)، ومع ذلك تدهورت بلدنا إلى أحط البلدان بعد الهتاف الأخير والأول وغيرهما، وذبحت العملية السياسية، وتدهور الاقتصاد والسياحة والتجارة والتعليم وكل شئ...! ما هذا الكابوس الذي يجثم على شعبنا وبلدنا!
6- يقوم بأفعال هستيرية محيرة
فمن أفعاله الغريبة أنه يبكي أمام الكاميرات والجمهور (عاطفة جياشة)، وفي ذات الوقت، (لا تطرف له عين) حين يقوم بالمجازر والمذابح البشعة، وفي الوقت الذي يقتل المعارضين بدم بارد، يبكي على موقف آخر (ربما لا يستحق البكاء)!
أما ما يحير العقل والعالم كله فهو انفجاره (بضحكهستيري) في وقت الجِد، وفي وقت لا يضحك معه أحد أصلا، ولا يوجد ما يستدعي الضحك، ولا يتبقى إلا أن (يبحلق في المجهول) كما يفعل الــ.....!
7- يعظم ذاته
ففي الوقت الذي يرى العالم كله أن زعيمنا لا يزيد عن (شاويش) قام بانقلاب دموي، إلا أن زعيمنا الشاويش يعظم ذاته دائما؛ فهو يكتب اسمه على محطات مترو الأنفاق والمدارس والمدن والأندية الرياضية والبحيرات وحتى على السكر والخبز، وصوره معلقة في كل مكان من المؤسسات العامة والخاصة، وزعيمنا يقول عن نفسه أنه (طبيب يشخص الحالة دائما)، ويقول أيضا (إنه فيلسوف الفلاسفة) و (عظيم العظماء) و (ملك ملوك إفريقيا) و (علمتكم الكرامة)، غير الأغاني والأهازيج التي يصدح بها إعلامه؛ فزعيمنا الشاويش يبدو أنه يعاني من (نرجسية) عنيفة مع شوية (جنون عظمة) أعنف...!
فشعبنا المكلوم محكوم بحاكم تنطبق عليه مقولة (عندما يحكم المجنون)! ألطف يا رب. يا رب ألطف...
8- المشاريع والقرارات الخطأ
فبدلا من أن يوجه الزعيم الشاويش الاقتصاد في الاتجاه الصحيح ويترك أهل الخبرة ليبدعوا ويطوروا بلدنا، إذا هو يتحكم في الاقتصاد وفي أي مشروع وقرار ويوجهه الوجهة الخطأ؛ وكأنه قد قام بانقلابه لتدمير البلد تدميرا!
وهذه بعض الأمثلة لشاويشنا ولغيره من (شوايشنا):
-دخل في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل ولا معزة ولا جدي، ودمر احتياطي الذهب من عملتنا الوطنية للصرف على هذه الحروب.
-انهزم عسكريا شر هزيمة واحتل خمس مساحة بلدنا، وظهر جيشنا في أسوء صورة ومذلة ومهانة ودفنت أسرانا أحياء!
-عين أهل الثقة وليس أهل الخبرة في المواقع المختلفة.
-أمم الشركات والمصانع والمتاجر وحتى المساجد. وأنشأ القطاع العام ففشل ولم يتطور الاقتصاد، وطبق الرأسمالية بعد ذلك ففشل أكثر، وفرخت الرأسمالية الفساد والغش والاحتكار وكل صور النهب وتفشيل البلدان!
-فرغ العملية التعليمية من محتواها، ووسع التعليم أفقيا وزاد من عدد الجامعات، ولكن بلا جدوى، وأضحت شهاداتنا العلمية لا يعترف بها دوليا ولا حتى إقليميا.
-جمع أكثر من 60 مليار من الدراهم لحفر تفريعة لا لزوم لها ولم تزد الدخل القومي أي زيادة.
-دمر السياحة وهو يعلن ليلا ونهارا أنه يحارب الإرهاب والمعركة ليس لها نهاية!
-يقوم بإنشاء المؤتمرات الاقتصادية العديدة ولكن بلا أي جدوى أو تقدم في الاقتصاد ولا في أي شيء!
-يحاول أن ينشأ (عاصمة إدارية جديدة )لا حاجة لنا بها، والأفضل أن يركز على العاصمة القديمة ويطورها، ويعالج البطالة المستفحلة، ويطور التعليم والصحة والاقتصاد والسياحة وكل شئون البلد المتدهورة على يديه وأيدي زملاءه العسكريين، ولكن يبدو أنه لن يصنع ذلك أبدا...!
9- يقتل الإبداع والتطور والتقدم
بسبب القمع الممنهج وقتل المعارضين وغير المعارضين، وتحويل البلد لسجن كبير، فإن الإبداع يُنسف، والعقول تتحجر، والفكر يتجمد، وأصحاب العقول تهاجر إلى الخارج إن استطاعت الهجرة!
نشور في جريدة حرية بوست
http://horriapost.net/article/97034/%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%B4--!!