أكتب لتأكل
كان يعيش كفرد في أسرة غنية
عشقه التنظير و يفتخر بأنه ابن المنطقة و يعيش بين الفقراء
بالفعل كان يعيش بينهم لم يكن كاذباً لكن ببساطة لم يكن منهم
كان كالملك يختار ما يكتب الى أن جاء ذلك اليوم
وشاية بسيطة عند الوزير كانت كفيلة بتجريد والده من وظيفته و من أراضيه و ليحوله من الطبقة الغنية الى الطبقة الكادحة
يوم يومين ... شهر شهرين اضطر الولد للإستفادة من بعض مخزونه "الثقافي"
و كونه يعرف "من أين تؤكل الكتف" كان يعرف أن الأولوية في حالته للعلاقات
و كونه فقيرا كيف سيكون تلك العلاقات مع تلك الطبقة التي تعيش بعالم آخر عالم "البحبوحة"
أحضر مقالاته المخطوطة بماء الذهب و المكتوبة على ورق البردي و عرضها على دار النشر الأولى فالثانية فالثالثة
لم تعني لهم أي شيء وكان يظن أنها تعني له الكثير فلا بد أن يراها الآخر
اكتشف حينها سر جديد ما تراه قد لا يراه غيرك مهما كان جليا لك
البعض يؤمن بخرافة إيمانا عميقا حتى إن كانت مجرد خرافة تثير الضحك
البعض يؤمن بأن الكلب يمكن أن يشعر بقدوم صاحبه عندما ينوي صاحبه القدوم ! كيف ستقنعنه بأن هذا غير منطقي ؟؟!
و بما أنه "كائن منطقي" قرر أن يجرب طرق أخرى ( أكثر تواضعا )
ذهب للروضة و أقنع المديرة بأنه يمكن أن يروي قصص للأطفال
لم تقتنع كثيرا لكنها قبلت اشفاقا عليه و بعد سماع قصته ( و لأنها تكره الوزير المذكور -_- )
اجتمع الأطفال فحكى لهم قصة عن الثعلب الشرير
استمع الأطفال بعمق لكن لم يفهموا أي شيء
لماذا صدق الفلاح الثعلب ؟ و لماذا كذب لثعلب أصلاً ؟
في الواقع كان الأطفال حكماء فلم يهتموا لذلك ... فقط استمتعوا بالقصة
لماذا التعقيد
أنهى القصة .... عاد للمديرة التي أخبرته أن قصته جميلة لكن ( هنا أدرك أنها مجرد مجاملة )
لكن عليه أن يكتب قصص أبسط سيرويها هنا و يستمتع بالدفء مع الأطفال و سيحصل على مال يكفيه لشراء الغداء
كان العرض سيء لكن لم يعرف سامي ( نعم هذا اسمه ) لماذا لم يستطع رفض العرض
و لم يعرف إلى الآن رغم كل ثقافته الواسعة و علمه العميق
لماذا ؟؟!! ربما لأنه لم يفكر كفاية ....


المصدر

http://mj7.org/General-Posts/Write-to-eat/