سيف  أزيلا - كسر الأسطورة

تأليف : محمد جمال الذياب

 

شاهين : لقد قبض حراس الجزيرة على عمك دولن .... و هو الآن في السجن ...

سامي : ماذا ... عمي دولن .... لماذا قبضوا عليه ... ماذا كان يفعل هنا أصلا ؟

- لقد قبضوا عليه في قلب الجزيرة ... يظنون أنه كان يجمع معلومات سرية عن الجزيرة ... لا أعرف أكثر من هذا .... 

- يجب علينا أن نكلِّمه و نعرف السبب ... أنت تعرف عمي ... لا يمكن أن يفعل أي شيء أحمق كهذا من دون سبب مقنع !

- أي سبب هذا يجعل عمك متواجد في أحد أكثر الأماكن سرية حول العالم ؟!! هم الآن يستجوبونه و يحاولون معرفة من ساعده على الوصول لقلب الجزيرة ... و قد طلبوا مني و منك التزام منزلنا هنا ، و قطعوا كل وسائل الإتصال عنا ...

- يا إلهي الأمر خطير ... يجب أن نجد طريقة نساعد بها عمي .

 

كان سامي يعيش في مدينة كيمو المدينة التقنية الحديثة 

تم بناء مدينة كيمو على أحد الجزر و التي تدعى سيلا .... تم بناء الجزيرة لتكون أول جزيرة عملاقة يمكنها أن تبحر و ان تغوص و أن تطير حتى ... موَّل بناء الجزيرة عدة دول  لتضم نخبة من سكان الأرض علماء و أطباء و مهندسين و تم بناء جامعات ضخمة لتستقبل الطلاب النخبة أيضا بمختلف الاختصاصات من مختلف انحاء الأرض

كان سامي خبيرا تقنياً شاب في الرابعة و العشرين من عمره ولد و عاش طوال عمره في جزيرة سيلا ( التي تضم مدينة كيمو )

لم يغادر سامي الجزيرة طوال حياته فقد كان بها كل ما يحتاجه المدارس و الجامعات و المعارض و الملتقيات التقنية و المشافي  ... الخ

كانت الجزيرة مقصد الملايين من سكان الأرض سنويا ليس بسبب تقدم المدينة التقني و المعارض التي تقام فيها فقط بل لأن الجزيرة كانت تضم محمية سيران التي تعد من أجمل المحميات على الارض فقد تم انشاءها من قبل فنانين و علماء طبيعة لتكون تحفة تبهر من يراه .

بسبب التقدم التقني الموجود بالمدينة كان يمنع اخراج أي معلومات أو صور من الجزيرة بدون موافقة الدول التي أنشأت الجزيرة فقد كان أي شيء يحدث في الجزيرة يعتبر سر عسكري خاص بتلك الدول .... و كان هذا الغموض يعتبر جزء من جمال الجزيرة ... تمويل الجزيرة بالأساس كان متركز على الدول المؤسسة لها قبل أن يتركز على تصدير الجزيرة للأجهزة و المعدات العسكرية و الأسلحة و أجهزة و تقنيات الحماية المتقدمة .... 

 

قبل ثلاثة أشهر ...

 

 قرر والد سامي السيد شاهين زيارة منزله القديم الذي ولد فيه في مدينة إيكو و هي مدينة قديمة عدد سكانها أقل من عدد المنقبين عن الآثار و السياح الذين يزورونها

كان دولن أخ شاهين ( شاهين والد سامي ) منقب عن الآثار يسكن في المنزل اتصل به شاهين و أخبره بموعد قدومه مع ولده سامي

و في ذلك اليوم استقبل دولن أخاه الوحيد شاهين و ابن أخيه سامي بحرارة فهو لم يرى ابن أخيه سامي منذ أن كان سامي في العاشرة من عمره قبل أربعة عشرة عام ..

بعد أن أخذا قسطاً من الراحة في منزل السيد دولن و في المساء طلب السيد شاهين ابنه لينضم إليه و السيد دولن على طاولة العشاء في حديقة المنزل ....

خرج سامي من غرفته متبعا اتجاه الأسهم المضيئة على الجدران حتى مكان وجود والده وعمه .... و هذه الطريقة موجودة في العديد من الأماكن العامة و الأماكن الضخمة المعدة لاستقبال الزوار و ذلك لتدل الزوار لأماكن الإجتماعات في الأوقات المحددة لها ...

جلس سامي على الطاولة ليرى نبات متحرك في أصيص على الطاولة ... سأل سامي عمه دولن : ما هذا يا عمي ؟

فأجابه السيد دولن : هذا الروبوت أحد منتجات شركة مورانتي ... أقامت الشركة مصنعها في المنطقة الصناعية القريبة وهذى الروبوت الذي يشبه النبات أحد أحدث منتجاتها .... و قد شاهدته في أحد المعارض التقنية الأسبوع الماضي .... و بدأ مصنع الشركة هنا بتصنيع الروبوتات التي تحاكي الإنسان لاستخدامها في المشاهد التمثيلية و المواقف الخطرة ... هيا لنتناول الطعام قبل أن يبرد...

بدأ سامي بتناول الطعام و عينه ذلك الروبوت الذي يشبه النبات ... كان يتابع حركاته و ألوانه المتغيرة دون أن يمل من تتبع تلك الحركات و الألوان المنيرة المتغيرة باستمرار ...

في اليوم التالي استيقظ سامي متأخرا ليجد جهازه اللوحي يومضُ منبهاً بوجود رسالة واردة جديد ... شغلها ليرى والده يخبره بأنه ذهب مع عمه إلى موقع التنقيب عن الآثار و قد يتأخران إلى المساء .

تجول سامي في أروقة بيت عمه الضخم و هو يراقب اللوحات المعلقة على الجدران .... كانت اللوحات تغير ألوانها باستمرار دون أن يلاحظ المستخدم لحظات تغير الألوان ... فقد كانت مربوطة بنظام تتبع لحركات عين المشاهد ...

تابع تجوله إلى أن لفت نظره لوحة فريدة ... كانت اللوحة تمثل شاطئ مدينة كيمو لكن بدا شكل المدينة كأنها من العصور الوسطى و ترسو على شواطئها ثلالث سفن تبدو مهجورة و شكلها يبدو كالسفن العائدة أيضاً للعصور الوسطى و نحت على أحد السفن نفس الشعار المنقوش على سيف أزيلا و هو شعار مملكة بطل أسطور سيف أزيلا ... كانت الأسطورة تتحدث عن بطل ترك مملكته وقت الحرب ليبحث عن سيف أسطوري ظنَّ أنه يستطيع من خلاله قهر أعدائه ... فهذا السيف بحسب الأسطورة يحول جيش مملكته لجيش خارق ... لكنه اكتشف فيما بعد أن هذا السيف يحول الإنسان إلى وحش لا يمكن الوثوق به أو السيطر عليه ... استغرب سامي هذه اللوحة التي صورت مدينة كيمو المدينة التقنية الحديثة بشكل يحاكي مباني العصور الوسطى و لكن ما لفت نظر سامي إلى تلك الصورة هو وجود رمز برنامج بلو ستار و هو برنامج مشهور يستخدم لتشفير البيانات داخل صور لذا اعتقد سامي أن هذه اللوحة قد تحوي بيانات مشفرة و قد نسي الشخص الذي شفر البيانات تغيير إعدادات البرنامج لحذف رمز البرنامج من الصورة التي تحوي البيانات المشفرة ....

أخرج جهازه المحمول و شغل برنامج بلو ستار و تأكد بالفعل أن الصورة تحوي بيانات مشفرة بالفعل .... كان الإصدار الذي قام بتشفير البيانات قديم و كان سامي يملك الكود المصدري المنشور للبرنامج ... حاول كسر التشفير بتجريب ملايين الاحتمالات على جهازه المحمول لكن لم يستطع اكتشاف كلمة المرور ... فأرسل فقط كلمة المرور بشكلها المشفر إلى أحد أصدقائه في مدينة كيمو و أرسل له خوارزمية التشفير و طلب منه محاولة كسر كلمة المرور في أحد أجهزة المختبرات البحثية الحديثة عالية السرعة .... قام الحاسوب بكسر كلمة المرور خلال ثواني لأنها كانت بدون تعقيد كبير... كانت كلمة المرور "دولن ١٩٨٧"

و بعد الحصول على كلمة المرور حاول فوراً محاولة فك تشفير البيانات المخزنة في الصورة ... و نجح بالفعل .

كانت البيانات الناتجة عن فك التشفير عبارة ان مخطط لمنزل عمه و فيه إشارة لأحد الغرف و وجد فيه نص غريب "2d44363d58e" .

حاول سامي الدخول للغرفة التي يشير لها المخطط لكنه لم يستطع لأنها كانت مقفلة .

عاد إلى غرفته و بدل ملابسه و ذهب إلى سوق المدينة باحثا عن تذكار من المدينة ... و كان أكثر ما لفت نظره مجسمات صغيرة لسيف أزيلا المشهور .... و استغرب وجودها هنا فقد ظن أن هذه الأسطور مشهورة فقط بين الطبقة المثقفة و الأكاديمية لكنه لاحظ أنها معروفة أيضا بين العامة في هذه المدينة ... اشترى سامي أحد المجسمات الزجاجية لسيف أزيلا و أكثر ما ميز هذا المجسم عن غيره هو دمجه برقاقة الكترونية حديثة تجعل السيف يومض كل عدة ثواني ومضاً قويا ... حتى أن سامي لاحظ الوميض في وقت الظهيرة و هو ما أعجبه في هذا المجسم .

انتهت جولة سامي في سوق المدينة و مطعمها القديم و الوحيد ووصل الى منزل عمه في المساء حيث كان والده و عمه يتناولان الشاي في قاعة الاستقبال الضخمة في منزل عمه ... و ما إن لمح والد سامي وميض من جيب سامي سأله : ماهذا الذي في جيبك يا سامي ؟

عندها بدأ سامي يحدثهم عن رحلته و عن المجسمات الكثيرة التي شاهدها لسيف أزيلا و استغرابه للامر ...

قال السيد شاهين : هل تعرف من كتب أسطورة أزيلا ؟

سامي : لقد درستها في الجامعة ... و لم يذكر المؤلف .... لم يخطر في بالي أن أسأل عن اسمه .

السيد شاهين : إن من كتبها هو جدك أحمد قبل وفاته بعامين عندما كان عميداً لكلية الفيزياء التطبيقية في  جامعة مدينة كيمو .... و طلب إدخال القصة في المناهج الدراسية من ذلك الوقت ...

سامي : لم أعلم ان جدي كان أديباً .... سمعت أنه كان عالماً وأستاذاً و عميداً في كلية الفيزياء التطبيقية فقط

السيد شاهين : هو طلب عدم ذكر اسمه .... لقد قام بتطوير جهاز .. 

و هنا قاطعه العم دولن قائلاً : آه يا والدي العزيز .... لقد كان إنسانا رائعا لكن الوقت الآن للاحتفال و ليس لتذكر الماضي .... هيا لنذهب لمطعم المدينة .... هناك أصناف من الطعام لم تتذوقها في حياتك يا سامي .... هيا لنذهب ....

و توجه الجميع للمطعم مع استغراب سامي من تصرف عمه الذي قاطع والده بهذه الطريقة و هذا الارتباك ....

الوقت الحاضر : بعد ثلاثة أشهر من تلك الزيارة و بعد يومين من القبض على السيد دولن في قلب جزيرة سيلا ...

 

سمع السيد شاهين و ابنه سامي صوت قرع باب المنزل

السيد شاهين : افتح الباب يا سامي

سامي : حسناً

فتح سامي الباب ليرى حاكم الجزيرة السيد كريم 

سامي : أهلا بك سيد كريم

حاكم الجزيرة : أهلا بك ... أين والدك 

-  إنه هنا ... تفضل

- استدعه الآن يجب علينا الذهاب فورا

- الى أين

و وصل السيد شاهين في هذه اللحظة ليرحب بالسيد كريم و الذي فوجئ بقدومه ... رحب به بحرارة كالعادة فقد كانا أصدقاء لكن السيد كريم اختصر الترحيب بسرعة و اصطحب سامي ووالده إلى الهرم الموجود في وسط محمية سيران بطائرته الخاصة و ما إن وصل حتى طلب من كل المرافقة تركه و العودة إلى مواقعهم . 

وصل لمدخل سري داخل الهرم بدى الباب السري حائط عادي لكنه كان يخفي باب يفتح بكلمة سر إذا نطقها أشخاص معينين ... جلس الجميع داخل الغرفة و قال السيد كريم للسيد شاهين : هل علمت ما فعله دولن ؟

السيد شاهين : علمت أن الحرَّاس قبضوا عليه في قلب الجزيرة

كريم : لقد استخدم سيف والدك ... 

سأل السيد شاهين :  هل كان سيف أزيلا معه ؟!!

كريم : نعم و قد استخدمه في الوصول لقلب الجزيرة و السيطرة عليها

شاهين : السيطرة على الجزيرة ؟!!

سامي : أي سيف هذا الذي تتكلمان عنه

كريم : ألم يخبرك والدك عن سيف جدك ؟

سامي : لا ... أيُّ سيف يتحدث عنه يا والدي ؟

السيد شاهين : لقد كان جدك أحمد يعمل على تطوير جهاز للسيطرة على أفكار الإنسان ... كان هدف الجهاز بالأساس طبياً و إنسانياً و هدف صناعته هو تمكين البشر من نسيان بعض المواقف المؤلمة و التي تؤثر على حياته في الحاضر ... و أثناء التطوير وجدوا أن إمكانيات الجهاز تصل لأكثر من مجرد اقناع الشخص بمسح ذكرى معينة بل يمكن إقناعه بأي إيحاء تقريبا يصدر عن مستخدم الجهاز ... كان يعمل على تطويره مع عمَّك سليم لمدة سنوات ... و في أحد الأيام كان سليم قرر تجريب الجهاز على نفسه لزيادة إقناع نفسه بأهمية العمل على إثبات إحدى النظريات التي لم يستطع إيجاد حلٍّ لها .... مع الوقت زادت إنتاجية عمك سليم بشكل كبير و توصل لنظريات كبيرة و ازدادت شهرته بشكل كبير بعد إثباته لعدد من النظريات المعقدة .... لكن الإرهاق الشديد و استخدام ذلك الجهاز بشكل كبير أدى إلى دخول عمك في غيبوبة طويلة أدت إلى وفاته .... لم يعرف أحد سبب هذه الغيبوبة وقتها إلّا جدك أحمد الذي قام بمراجعة الأشرطة التسجيلية للمختبر الذي كان يعمل فيه مع سليم و عرف حينها أن سليم كان يستخدم الجهاز الذي كان يطوره و أدى ذلك تحويل سليم إلى آلة تعمل ليل نهار نتيجة لاستخدامه الجهاز لإقناع نفسه بأهمية عمله ... و أدى ذلك إلى موته .... أيقن حينها والدي بأن هذا الجهاز خطير و سابق لأوانه ... عندها قام بوضعه داخل سيف صُهِر خصيصاً لإخفاء الجهاز ... و أسماه سيف أزيلا الذي يضم الأحرف الأولى من اسمه و أسماء أخوته ... جدّك أحمد و إخوته زاهر و يامن و ليمار و آلن ...

بعد سنوات من تلك الحادثة اجتمع عشرات من العلماء و الصناعيين في مؤتمر في مدينة إيكو و أثناء الاجتماع قامت مجموعة من المسلحين باحتجاز المشاركين و كنت منهم و طالبوا بفدية كبيرة ...انتشر الخبر في المدينة و علم جدك بهذا قبل أن يصل إلى مكان الإجتماع بدقائق .... و لم يعلم أحد خارج المدينة بهذا لإن الإتصالات تم قطعها على الفور .... لم يكن أمام جدك لإنقاذي و إنقاذ المشاركين إلّا استخدام جهازه .... سيطر على حراس المبنى الذين منعوه في البداية من الدخول ثم سيطر على كل المسلحين و أنقذ الجميع .... لم يكن في الجهاز طاقة للسيطرة على الجميع لذا اضطر لشرح عمل سيف أزيلا و كيف استخدمه لإنقاذ الجميع .... انتشر الخبر في المدينة و توجه والدي لبيته و بقي فيه اسبوع لم يخرج بسبب العشرات من الصحفيين و العلماء و سكان القرية المحملين بالأسئلة و الإستفسارات عن هذا السيف الخارق الذي يمكن أن يسمح لحامله بالسيطر على العالم ... كتب جدك القصة و سلَّمها لي و ودَّعني و إخوتي و لم أره بعد هذا اليوم ... رحل لأنه علم خطورة السيف على نفسه و على عائلته بل و على البشريَّة ذاتها إن وقع السيف في الأيدي الخاطئة و علم بأنَّ الآخرين لن يسمحوا له بالحفاظ على مثل هذا السر لنفسه فرحل آخذاً معه ذلك السيف ....

شكك العديد بالقصة الغريبة التي حصلت بعد غياب بطلها و سيفه الخارق رغم تأكيد عشرات الحاضرين في المؤتمر لهذه الحادثة ... و اعتبر البعض بأن جدك هو من أرسل المسلحين أصلاً لخداع الجميع و اختفى لاشهار نفسه !! و اختفت القصة مع الزمن ... لكن القصة ظلت محفورة و مشهورة في عقول سكان مدينة إيكو الفخورين بجدك أحمد لأنهم كانوا يعرفون أخلاقه و صدقه ... و ظل مكان جدك سراً حتى بالنسبة لدول كبيرة حاولت الوصول إليه .... ربما كان السيف سبباً في حمايته و اختفائه كل تلك الفترة .

السيد كريم : سيطر دولن على حراس الجزيرة و كل السلطات هنا و لن يطول به الأمر حتى يصل إلى هنا ... أنتما لا تدركان خطورة الأمر .... تحوي الجزيرة على أسلحة قد تهدد دولاً بأسرها و هي الآن تحت سيطرة رجل مخبول ... عذراً لأني وصفت أخاك بهذا يا سيد شاهين .... أنا أثق بك .... يجب علينا إيجاد حل بسرعة لهذه المشكلة أسرار هذه الجزيرة يجب أن تبقى فيها

شاهين : و ماذا نستطيع أن نفعل .... إنه يسيطر على العقول .... كيف نتصرف إذا سُلبت إرادتنا ؟ هل نستطيع الخروج من الجزيرة لتحذير العالم ؟

كريم : لا يمكن لأي شخص مغادرة الجزيرة دون موافقة مركز القيادة و التي يسيطر عليها دولن الآن ... لكن إذا وصل أحدنا إلى مركز القيادة و استطاع تعطيل نظام الحماية لفترة يمكن للشخصين الآخرين الخروج بواسطة طائرتي الخاصة .

عندها قرر السيد شاهين أن يتظاهر بالاستسلام مع السيد كريم لِدولن لكي يتمكنا من تعطيل نظام الحماية و السماح لسامي بمغادرة الجزيرة و إخبار العالم بهذا الأمر الخطير ...

انتظر سامي في الطائرة و ما إن تلقى سامي الإشارة حتى شغل الطيار الآلي و طار أسرع من الصوت خارج الجزيرة .

و عند هبوطه في أقرب مدينة للجزيرة توجه لمحافظة المدينة لإخباره بما جرى ... لكن قبل أن يصل فكر في مصير عمه دولن و مصير والده ... بعد أن يعرف الجميع الحقيقة بالتأكيد سيقومون بتدمير الجزيرة بمن فيها .... و ماذا إذا استطاعوا الحصول على سيف جده ... هذا أمر خطير ... تذكر سامي أمر الغرفة السرية المتواجدة في بيت عمه دولن .... انطلق بطائرة السيد كريم و توجه لمنزل عمه دولن في مدينة إيكو .... وصل المنزل و توجه للغرفة التي كان يشير إليها المخطط المشفر في الصورة ... كسر الباب و دخل ليجد باب سري حديدي خلف صورة عملاقة على الجدار و كان فتح الباب يتم بادخال كلمة مرور ... أدخل الرمز الذي حصل عليه من الصورة ليفتح الباب بسلاسة ... دخل ليرى غرفة ضخمة تضم عشرات الشاشات و الأجهزة و كانت الشاشات تبث صورا مباشرة من جزيرة سيلا و مدينة كيمو .... كانت الجزيرة الأكثر سرية في العالم مراقبة من قبل عمه دولن طوال الوقت ... حاول الحصول على المزيد من المعلومات من الحواسيب في الغرفة ليكتشف بأن عمه دولن بدأ بعملية سمية الشبح الأزرق منذ ستة أشهر ... بدأت العملية بالسيطرة على بعض العلماء و الحرس العاملين في الجزيرة أثناء تواجدهم خارجها للعمل أو للإجازة و استخدامه لهم للسيطرة على العشرات من الأشخاص داخل الجزيرة ... و كان يستخدم سيف أزيلا للسيطرة عليهم ... و كان هدفه من ذلك الحصول على تقنية يطورها علماء الجزيرة تسمح بتقوية و بث إشارات سانتوم و هي نفس الإشارة التي يستخدمها سيف أزيلا ... و كان دولن يريد بث الإشارة بعد تقويتها عن طريق الأقمار الصناعية للسيطرة على الجنس البشري بأسره .... لكن تم القبض عليه في قلب الجزيرة قبل أن ينفذ فكرته المجنونة بسبب تواجد أحد الحراس الغير مسيطر عليهم في وقت عطلته ... و بعد القبض عليه استطاع الهرب بمساعدة من سيطر عليهم سابقا من الحراس و استخدم سيف أزيلا للسيطرة على الجزيرة ... و الآن يحاول إبقاء أمر سيطرته على الجزيرة سراً حتى يتمكن العلماء في الجزيرة من تطوير تقنية تقوية إشارة سانتوم ...

و الآن عرف سامي كل هذه المعلومات و شاهد والده و السيد كريم مع عمه دولن الذي سيطر عليهم بسيف أزيلا بعد أن قاما بتعطيل جهاز الحماية الأمر الذي سمح له بالهروب من الجزيرة ....

حاول سامي إيجاد حل لهذه المشكلة .... لكن كيف سيتمكن من التغلب على جهاز بمثل هذه القوة .... كان عليه التغلب على سيف أزيلا ... كان عليه كسر الأسطورة ....

بعد شهر في جزيرة سيلا

 

الحرس : طائرة السيد كريم تقترب من الجزيرة و الطيار يعرف عن نفسه بأنه سامي

السيد دولن : حسناً بعد أن يهبط أحضروه الي

وصل سامي لغرفة القيادة التي يتواجد بها عمه دولن 

السيد دولن : أهلاً بك يا سامي .... أحسنت بعدم إخبار العالم بأمر سيطرتي على الجزيرة

سامي : لا مشكلة يا عمي ... جئت لأقف معك

توجه دولن للجدار الذي علق عليه سيف أزيل و حمل السيف المعلق على الجدار و توجه لسامي ... 

سامي : أنا معك يا عمي ألا تثق بي ؟ لا داعي لاستخدام السيف

دولن : والدك قال نفس الكلام ثم خان ثقتي و سمح لك بالهروب من الجزيرة ... لا يمكن أن تتفهم أفكاري العظيمة فهي أكبر منك ....

ثم استخدم دولن الجهاز على سامي و أمره أن يطيعه ، فأجاب سامي حاضر يا سيدي ...

ضحك دولن و قال : لا شيء في العالم الآن يستطيع إيقافي .... كاد تصرف والدك أن يربكني كثيرا ، لكنك أحسنت بقدومك إلى هنا دون إخبار جهلة العالم بسيطرتي على أكثر مناطق العالم تقدما و أمناً ...

ثم توجه دولن للجدار و أعاد سيف أزيلا لمكانه ثم طلب من أحد مساعديه بدعوة السيد كريم و السيد شاهين و مدراء الأقسام في الجزيرة .... و ما إن وصل الثلاثة و مدراء الجزيرة استغل سامي ابتعاد عمه دولن عن السيف و توجه للجدار و حمل السيف بكلتا يديه .... انتفض جسده في البداية و دق قلبه من شدة التوتر ... و ما إن رآه عمه دولن حتى قال : كيف .. ؟!! ... هذا لا يمكن ... لا يمكن لإنسان أن يتغلب على سيف أزيلا ...

ركض دولن باتجاهه مع حرسه لكن سامي قام باستخدام السيف و سيطر على كل من في القاعة ... و تطلب أمر السيطرة على باقي الجزيرة  الشهر التالي بكامله لأن الجهاز في السيف يحتاج للشحن عند استخدامه على عدد من البشر يتجاوز الخمسين .... استخدم السيف و جعل كل من في الجزيرة ينسى أمر سيطرة عمه على الجزيرة لحمايته من العقاب ... ثم استخدم السيف على عمه دولن لجعله ينسى أي أفكار خططها لاستخدام السيف أو للسيطرة على الجزيرة و حمل سلاحه إلى غرفته و كأن شيئا لم يكن ...

 

لكن كيف لم يؤثر السيف على سامي .... لقد قام بالذهاب إلى شركة سيلا و طلب رويوت يحاكي شكله كالروبوتات التي يستخدمها الممثلون للمشاهد الخطرة .... و بما ان هذا كان عمل الشركة من سنوات فقط نفذت طلبه باحتراف و دقة حتى أن عمه لم يستطع تميز الروبوت عن ابن أخيه الحقيقي الذي كان يتحكم بالروبوت من خارج المدينة

 

أعاد سامي قراءة أسطورة جده و قرأ على لسان بطل الأسطورة :

صف مقالي في أرض الضياء

سيف المهالك قد عرف الفناء

أرض المعارك غطاها اشتياقي

و أرض الجهل غطاها البكاء

حروف العشق قد عرفت ندائي

جراح القلب بانت في النداء

غني المحبة و الشوق المدمى

و دع الضمائر تصغي للغناء

النهاية


المصدر

http://mj7.org/azela/?oktob.io