تحدَّثنا عن وفاة موسى عليه السلام ثم ذكرنا شيئا قليلا عن نبي الله "حَسْقِيلْ"كما ذكر أهل الكُتب أما موسى عليه السلام فقبل وفاته وفي" التِّيهْ " تِيهْ بني إسرائيل أربعين عاما حدثت له حادثة ذكرناها وسنذكرها بالتفصيل في هذه الحلقة في يوم من الأيام كان موسى عليه السلام يخطب في قومه فإذا بهم يسألونه من موسى عليه السلام من أعلم الناس وكان موسى عليه السلام لا أحد أعلم منه في بني إسرائيل فقال لهم أنا فعَاتَبَهُ الله عز وجل لأنه لم يُفوض الأمر لله جل وعلا فقال الله عز وجل له يا موسى إنَّ لي عبداً هو على عِلْمٍ لا تعلمه أنت أنا عندي عَبْدٌ أحد عبادي يعلم أمورا أنت لا تعلمها يا موسى حتى يُعَلِّمَ موسى عليه السلام أن العلم من الله سبحانه وتعالى
ومهما أوتي الإنسان من علم فإن الله عز وجل قال وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا فاجتهد موسى عليه السلام يسأل ربه جل وعلا يسأله الله عز وجل من هذا العبد الذي عنده عِلْمٌ أنا لا أعلمه فأخبره الله عز وجل أن هناك عبداً إسمه " الخَضَرْ"هذا الرجل تجده عند مَجْمَع البحرين بحر وبحر آخر يلتقيان في مكان مجمع البحرين في هذا المكان ستجد عنده هذا الرجل الذي إسمه" الخَضَرْ" ما قصة" الخَضَرْ" ومن هو الخَضَر وهل هو نبي من الأنبياء أم ولي من الأولياء المسألة فيها خِلاف وإن كان الرَّاجِحُ والله أعلم أنه نبي من أنبياء الله عز وجل لأن الله عز وجل علمه بعضا من أمور الغيب موسى عليه السلام إجتهد يارب أريد أن أرى هذا الرجل أي بحر هذا وأين يلتقي هذا البحر مع بحر غيره لأجد هذا الرجل فأخبره الرب عز وجل أن هناك علامة يا موسى سافر عند البحر إذهب عند مُلتقى البحرين وابحث عن هذا الرجل لكنك لن تجده إلا إذا فقدت سمكا تحمله إحمل معك الكيس وضع فيه سمكة ميتة إذا فقدت هذه السمكة ففي المكان نفسه ستجد الخضر
لِمَا يريد أن يبحث عنه موسى يتعلم يا الله موسى عليه السلام يريد أن يتعلم من هذا الرجل { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ } من فتى موسى عليه السلام رجل إسمه" يُوشَعْ بْنُ نُون "فتى مخلص لموسى عليه السلام سيكون يوما من الأيام نبيا من الأنبياء موسى عليه السلام قال لفتاه يوشع أنا سأضل أسير في الأرض عند البحر حتى أجد الخضر قال وكيف ستجده قال إحمل معك مِكْتَلاً كيسا واضع فيه سمكة فإذا فقدت السمكة فأخبرني لأن المكان الذي سنفقد فيه السمك سنجد فيه هذا الرجل قال له يوشع وكم ستضل تسير في الأرض وعند البحر حتى تجده قال سأسير في الأرض سنوات طِوال حتى أجد هذا الرجل وأتعلم منه { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ } مُلتقى البحرين { أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا } لو ضللت أمشي في الأرض سنوات طِوال حتى أجد هذا الرجل مشيت ولا يهمني ولن أبالي أقطع الأراضي وأقطع البحار وأسير في كل مكان لِما يا موسى إنه العلم { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } موسى عليه السلام يسير في الأرض معه من معه فتاه يوشع بن نون يحمل كيسا فيه سمكا يبحث عن هذا الرجل الذي إسمه الخضر ماذا سيفعل موسى عليه السلام إذا وجد هذا الرجل مالذي سيحصل بين موسى وبين هذا الرجل إنطلق موسى عند البحر وفي الأرض يمشي يسير يبحث عنه لِيتعلم منه العلم ومن سلك طريقا يلتمس فيه عِلما سَهَّلَ الله له به طريقا إلى الجنة
إنطلق موسى عليه السلام مع فتاه يوشع بن نون يبحثان عن الرجل الذي يُسمى الخضر لِيتعلم منه موسى عليه السلام وصل إلى المكان الذي وعدهما الله عز وجل فيه مجمع البحرين مَصَبْ المياه كان موسى عليه السلام يمشي ومعه يوشع عنده كيس فيه سمكة إذا ضاعت السمكة وهربت هنا موعد لِقاء الخضر نَعَسَ مُوسى عليه السلام وَتَعِبَ من الطريق وجد صخرة عند مجرى الماء نعس واستلقى ونام جلس من يوشع بن نون يترقب فجأة تحرك المِكْتَلْ خرجت السمكة وإذا بها تقع في الماء وتسبح فيه يالله مالذي حدث مالذي جرى { فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } إنتظر يوشع بن نون حتى إذا إستيقظ موسى من نومه نسي أن يُخبره بأننا فقدنا السمكة فقدنا الحوت
مشى موسى عليه السلام ومشى معه يوشع بن نون حتى إذا قطع مسافة من الطريق عند مجرى الماء فلما جاوزا قال لِفتاه جاع موسى قال عِدَّى لنا طعاما فلما جاوزا قال لِفتاه آتِنَا غذائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا تذكر من يوشع بن نون تذكَّرَ أن السَّمَكَة فُقِدَتْ وأنها تحركت وأنها هربت إلى البحر إلى الماء قال أرأيت إذ أوَيْنَا إلى الصخرة عند الصخرة عند الماء تذكر لما نِمت عندها لما جلسنا عندها فإني نسيت الحوت { قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِي إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً } وما أنساني إلا الشيطان أن أذكره دخل في البحر دخل في الماء عجبا أي صنع له طريقا قال موسى وهو فرح ذلك ما كنا نبغي هذا الذي أردناه فارتد على آثرهما قصصا رجع موسى مع يوشع بن نون في نفس الطريق إلى الصخرة التي أوَاوْ عِندَهَا
فإذا به يجد رجل مُستلقٍ على الأرض قد إخضرت الأرض حوله ولهذا سمي الخضر عند الماء نائم مُغطى بثوب سلم موسى عليه السلام قال السلام عليك فرفع الرجل الغطاء عن رأسه قال وَأنَّا بأرضك السلام يعني من اين يأتينا السلام في هذه الدنيا الآن من أنت قال أنا موسى فقال الخضر قال موسى بني إسرائيل قال وما أدراك بمن الذي أخبرك عني قال أدراني بك الذي أدراك بي الله عز وجل ثم قال الخضر لموسى عليه السلام والبقعة كلها قد إخضرت يُروى أن هذا الرجل كلما جلس ببقعة إخضرت ولهذا سمي الخضر قال وما تريد مني يا موسى من الذي جاء بك إلي قال جئت أتعلم منك قال تتعلم وعندك التوراة قال إنك على علم تعلمه لا أعلمه أنا { هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } فقال الخضر لموسى عليه السلام لن تصبر لن تتحمل { قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا } لن أعصيك وسوف أتبعك تأدب موسى عليه السلام مع الخضر وبدأت الرحلة رحلة موسى عليه السلام مع الخضر تلك الرحلة المُثيرة التي قضاها موسى مع الخضر بحوادث مُريبة غريبة وانطلق موسى مع الخضر
إنطلق موسى عليه السلام مع الخضر مُتوجهين إلى البحر في بداية رحلتهما وصل موسى مع الخضر إلى شاطىء البحر ينتظران سفينة تُقِلَّهُما أما يوشع فقد رجع إلى قومه فإذا بسفينة تأتي إليهما فلما رأى أصحاب السفينة الخضر أركب الخضر مع موسى بغير مُقابل لِما لأن الخضر معروف في قومه لأنه رجل صالح لأنه رجل تقي وربما يكون نبيا أصلا فركب موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام إلى تلك السفينة وبدأت الرحلة في البحر أثناء رحلتهما رأى موسى عليه السلام طيرا يشرب من البحر طيرا يأخذ بمنقاره شيئا من البحر فإذا بالخضر يريد أن يُعلم موسى علما قال يا موسى أنظر إلى هذا الطير كم أخذ من البحر قال موسى عليه السلام لا شيء قال أرأيت إلى علمي وعلمك يا موسى وهو علم عظيم علمي وعلمك في علم الله كما أخذ هذا الطير بمنقاره من البحر يعني لا شيء { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }
بعد قليل أثناء غفلة موسى عن الخضر رآهُ يأخذ فأسا ويخرق السفينة كأنه يريد إغراقها فنادى موسى غاضبا ماذا تفعل يا خضر بسفينة أهلها أرْكَبُونَا فيها بغير مُقابل أتريد أن تُغرقنا وتُغرق أهلها { فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } فعلت فعلا عظيما إلتفت الخضر إلى موسى قال ألم أقل لك إنك لم تستطيع معي صبرا ألم أقل لك لن تصبر على هذه الرحلة { قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً } ردَّ موسى عليه السلام قال له لقد نسيت من عادة موسى أنه لا يسكت على الخطأ ولا يرضى بالمنكر ولهذا أنكر على الخضر نسي الوعد الذي بينه وبين الخضر قال { لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } قال له لا بأس لابأس هذه المرة الأولى وقد نسيت فعفا عنه الخضر وأكمل مسيرتهما
إنطلق موسى عليه السلام مع الخضر فوصل إلى قرية فيها غِلْمَانٌ يلعبون موسى عليه السلام يُراقب الخضر يتعلم منه الخضر يراقب غلاما من الغلمان يلعب يُحدق ببصره إليه يتبعه بنظره موسى يتعجب ماذا يفعل الخضر يتبع هذا الغلام حتى إذا إستفرد به فإذا بالخضر يأتي إلى الغلام فيُمسكه ويقتله هنا لم يَتَمَالَكْ موسى نفسه { قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ } نفسا طاهرة غُلاما صغيرا بغير ذنب { قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا } هذا الفعل الذي فعلته مُنكر عظيم في المرة الأولى نسيت أما الآن لم أنسى لكن الفعل كبير لقد جئت شيئا نُكرا رد الخضر على موسى عليه السلام قال ألم أقل لك إنك لم تستطع معي صبرا قلت لك ياموسى لن تتحمل هذه الرحلة لكن الأمر شديد والمنكر عظيم كيف يسكت موسى الذي لا يسكت عن باطل عن غُلام يُذبح أمامه وأي ذنب إرتكبه الغُلام فرد موسى بكل قوة { قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا } إن سألتك أو أنكرت عليك أي أمر بعد الآن ففارقني يا خضر قد إنتهت الرحلة بيني وبينك لك عذر أن تُفارقني إن سألتك أي سؤال أو إستنكرت عليك أي فعل وانطلق موسى عليه السلام مع الخضر في رحلتهِما
وصل موسى عليه السلام مع الخضر إلى قرية أهلها لِئَامْ أهلها فيهم صِفاتُ البُخل إسْتَطْعَمَا أهلها طلبوا منهم الطعام فلم يُعطيهم أحد من الناس أي طعام وكان جائعين أنهكهما التعب والسفر والجوع ولم يُعطيهما أحد من الناس أي نوع من أنواع الطعام فلما جاء المساء إذا بهما يجلسان في ظل جِدار وإذا بالخضر يرى هذا الجدار يريد أن يسقط فقام يُصلح هذا الجدار وقام موسى عليه السلام تعجب موسى عليه السلام من هذا الرجل كيف يقوم الليل كله يُصلح جدارا لا يعرف أهل البيت بل إنهم طُرِدوا من القرية كُلِّها لم يُعطوا أي نوع من الطعام ومع هذا يُصلح جِدارا لهم فلما أصبح الصباح قال له موسى مُعترضا لِما لا تطلب أجرا على إصلاحك لهذا الجدار{ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ } ما تمالك موسى نفسه فقال
{ قَالَ لَوْ شِئْتَ لأَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} هنا قال الخضِر عليه السلام لموسى عليه السلام إنتهت الرحلة وتوفقت الصُحبة { هذا فراق بيني وبينك سأنبأك بتأويل} الآن ستسمع التفسير تفسير لأي شيء تفسير السفينة التي خرقتها والغلام الذي قتلته والجدار الذي أصلحته ستسمع تفسير كل ما سبق فإليك خبري
إذا أردت يا موسى أن تعرف سبب خرقي للسفينة فاسمع هذه السفينة كان ورأها وينتظرها ملك ظالم هذا الملك كان ينظر إلى السفن فإذا رأى سفينة ليس فيها عيب فإنه يأخذها ويستولي عليها بالقوة ياخذها غصبا وهذه السفينة التي ركبنا فيها يا موسى هذه السفينة كانت لمساكين يُنفقون فيها على أيتام ضُعفاء فقراء أسر يعولونها بهذه السفينة فإذا أخذها الملك الظالم واغتصبها منهم فإنهم سيهلكون فإنهم سيموتون من يُعِينُهم أسر ستضيع إذا أخذت منهم هذه السفينة ولهذا خرقتها فكنت أعلم أنهم سيُصلحونها لكن يبقى العيب فيها فإن رأى الملك الظالم العيب في السفينة تركها فكان رحمة لهم{ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً } إنه ملك ظالم وهؤلاء مساكين هؤلاء ضُعفاء هؤلاء فقراء يعولون أيتاما من ورائهم فكان فعلي يا موسى فيهم رحمة بهم ولم يكن ظُلما لهم بل كان خيرا لهم خرقي للسفينة الذي إستنكرته لي كان خيرا لأولئِك الضُعفاء أولئِك المساكين أولئك الفقراء هذا أول حدث أنكرته علي يا موسى وإليك الأحداث كلها
أما الغلام يا موسى فإليك خبره أوحى الله عز وجل إلي أن هذا الغلام إذا كَبِر سيُرهِقُ أمه وأباه المُؤمِنَيْن سَيُرْهِقَهُمَا طُغيانا بل وكُفرا وهذا الغلام لا زال صغيرا إذا مات لم يكتب القلم عليه شيئا فكان قتله رحمة للغلام ورحمة لوالديه بل إن الله عز وجل أخبرني يا موسى أنه سيُعوض الأبوين لِحُزنهما على هذا الغلام سيعوضهما بغلام آخر يكون بَارّاً بِهِمَا { وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبُ رُحْمًا } أردنا أن يُعوضهما الله عز وجل بغلام آخر يَبَرَّهُمَا يكون صالحا وتكون فيه سعادة لوالديه ورحمة بالغلام حتى لا يَشِبَّ على الكفر والطُغيان هذا تفسير قتلي للغلام يا موسى
أما الجدار يا موسى فإليك خبره هذا الجدار لغلامين يَتِيمَيْنِ في القرية اللئيمة في القرية الخبيثة كان لهما أب صالح وكان عنده كنز فأراد أن يحفظ الكنز لأولاده الأيتام لِغُلامَيْنِ يتيمين لكنه ظن أنه سيموت فخاف أنه إذا مات وعلمت القرية بكنزه أخذوا الكنز منه وتركوا أطفاله جِياعا بلا مال ولا طعام فلم يجد مكانا يحفظ فيه هذا الكنز إلا تحت هذا الجدار فحفر حُفرة تحت الجدار ووضع الكنز فيها فلو سقط الجدار يا موسى لَعَلِمَ الناس خبر هذا الكنز ولأخرجوا هذا الكنز وسلبوه من الغلامين اليتيمين وضاع حقهما فأردت أن أُقِيم الجدار لِيحفظ الله عز وجل الكنز للغلامين { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً } السبب في حفظ الكنز أن آباهما كان صالحا { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي }
كل ما فعلته من خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار ليس من أمري بل هو وحي من الله عز وجل ذلك تأويل ما لم تستطيع عليه صبرا إنتهت الرحلة بين موسى والخضر وانتهت قصة نبي من أنبياء الله عز وجل في الحلقة القادمة بإذن الله عز وجل معنا نبي آخر وهو فتى موسى يُوشَع بن نون الذي رجع الذي كان يحمل المِكتل الذي فيه السمكة ما قصة هذا النبي وكيف فُتح بيت المقدس لبني إسرائيل