وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ  التوبة(68)

أسمع بشكل مستمر بأن الغرب أغلبهم كفار، و أن أغلب دول الأرض دول كافرة، مع أن أغلب التقدم و التطور في هذا العالم جاء من هذه الدول وبتوفيق الله ثم مجهودات هؤلاء "الكفرة" !

وإعتماداً على ماقاله الله عز وجل في الأية السابقة و إعتماداً على مايقوله الناس فــ إذاً أغلب أهل الأرض ملعونون و موعودون بنار جهنم خالدين فيها ولهم عذاب مقيم!

أنا عشت مستغرباً متسائلاً كيف أن من يطور هذا العالم و يسعى ويبحث لتقدمه "كافر" مصيره نار جهنم خالداً فيها, وكيف أن شخصاً "مسلماً" لم يضف لهذه الحياة شيئاً بل قد يكون سارقاً وظالماً مصيره الخلود في الجنة حتى لو دخل نار جهنم مؤقتاً ؟!

لذلك قررت أن أبحث في معنى كلمة كافر وأتأكد هل بالفعل هم كفار؟ وجدت في النهاية أنني أنا كافر مثل أغلبكم!

لن أطيل عليكم و سأوضح الأمر سريعاً .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ   الحديد (20)

الشاهد : كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ

قال الشوكاني في تفسيره: والمراد بالكفار هنا الزراع لأنهم يكفرون البذر: أي يغطونه بالتراب
وعن ابن مسعود أن الكفار: الزراع، جمع كافر وهو الزارع لأنه يكفر الزريعة بتراب الأرض، والكفر بفتح الكاف الستر
تفسير القرطبي : أعجب الكفار نباته، الكفار هنا: الزراع لأنهم يغطون البذر

نستنتج من هذه الأية أن الكافر هو من يغطي الشيء وهو يعلم أنه غطى الشيء كون الشخص إذا رمى التراب بدون قصد أو علم على البذرة و صادف أن مياه جاءت وسقت هذه البذرة ثم أنبتت لا يمكن أن يسمى هذا الشخص زارع "كافر" لأنه لا يقصد الزراعة

ونستنتج أيضاً أن ليس كل كفر سيء بل قد يكون الكفر فعلاً حسناً يثاب الشخص عليه !

وبما أن لكل فعل مفعول به فعندما نقول زرع محمد فمن المؤكد أنه زرع شيئاً ما لا يمكن أن يكون زرع لا شيء! وعندما نقول أكل أحمد فمن المؤكد أيضاً أنه أكل شيئاً ما لا يمكن أن يكون أكل لا شيء!

لذلك نستنتج أيضاً أن فعل الكفر لابد له من مفعول به أو مكفور به، محمد كفر البذور بالتراب أي غطاها بالتراب .. فرعون كفر بالله عز وجل .. أنا كافر بالطاغوت 

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  البقرة(256)

أعتقد أنكم علمتم لماذا قلت أنا كافر ومالشيء الذي أكفر به .

السؤال هنا مالشيء الذي يكفر به الغرب ؟ 

وماذا لو لم يكن الشخص يعلم الحقيقة، هل من الممكن أن يكفر بها وهو لا يعلمها ؟!

أخيراً إدعيت أنا في هذه المقالة أنني كافر بالطاغوت مثل كل المؤمنين كما يفترض، فماهو الطاغوت و كيف نكفر به ؟ ( سأحاول كتابة مقالة عن هذا التساؤل .. ساعدوني في الإجابة عنه ) 

حان الوقت لأترككم تكملون باقي المقالة بعقولكم و بحثكم, أظن أن إعادة قراءة المقالة أمر مفيد لزيادة التركيز.

إن أعجبتكم المقالة فتكرماً إضغطوا على زر الإعجاب "القلب" لتصل هذه المقالة لأكبر عدد ممكن و أنشروها في تويتر و فيس بوك ولا تنسوا الواتساب :)

وشاركوني أرائكم  بكتابة مقالة جديدة في هذا الموقع الرائع، ولكن تكرماً لا تنسوا أن تعطوني رابط مقالتكم من خلال حسابي في تويتر

في أمان الله