يقال هناك ثلاثة أمور لا بد أن تستقر في ذهنك لا راحة في الدنيا ولا نجاة من الموت ولا سلامة من الناس ونحن بصدد الثالثة في هذه الحياة ستواجه من يعتدي عليك بالكلام والفعل وغير ذلك فستسمع وترا منهم أذى كثيرا ولكن ثق تماما بأنك لست الوحيد الذي يؤرقه ذلك فهذا كليم الله موسى عليه السلام يقول يا رب إن الناس يقولون فيَّ ما ليس فيَّ فكف ألسنة الناس عني فأوحى الله إليه يا موسى  لم أجعل ذلك لنفسي ، فكيف أجعله لك " فإذا كان هذا حال كليم الله فكيف حالي و حالك وقبل ذلك كله تجد من ينكر وجود الله ويجحد نعمته  فإذا كان هذا حاله مع ربه فماذا سيكون حاله مع الناس فلابد للإنسان أن يوقن بأنه لن يعيش مع ملائكة في الأرض بل مع بشر يخطئون ويلمزون فلا بد من توطين النفس على ذلك   

 و ثمت أمور و تطبيقات تساعد في الحد من الأثر السلبي لكلام الناس وأفعالهم  أو التقليل منها

وأولها  (التغافل ) عما يقال  عنك من سب وشتم  وهذه سجيه عظيمة جدا  يقول الحسن البصري رحمه الله:" ما زال التغافل من فعل الكرام " وهو من أدب الكبار والسادة وفعلك له يعبر عن مدى أصالة معدنك وحسن معشرك وأيضا يعود على نفسك بالراحة والسلام الداخلي قبل معروفك في التغافل عن  صديقك أو عدوك وقد قال الإمام أحمد رحمه الله:" تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل "

ثانيها (الثقة بالنفس) عليك أن تثق بنفسك لو سمعتهم يقولون بأنك فاشل ولن تنجح ثق بنفسك فكلما كنت واثق من نفسك أنعكس ذلك على نفسيتك وشعرت بأنك في راحة جراء ذلك كن أنته طبيب نفسك لا تنتظر من يأخذ بيدك و يسندك بعد كل عثرة ثق بنفسك وعالج نفسك بنفسك

ثالثها (المسامحة) لا تحمل حقد في نفسك على من أذاك ومحاولة رد الإساءة بالإساءة لأن من فعل ذلك بك وتلفظ عليك هو يعبر عن أخلاقه وتربيته أما أنته فسامح لأنك  تعبر عن تربيتك وأخلاقك يقول غاندي " إذا قابلنا الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة "

ولعل ما فعله رسول الله صلى الله علية وسلم يوم الفتح لم يدع لقائل مقالا فبعد كل أنواع الأذى  الجسدي واللفظي الذي مارسوه ضده قال (اذهبوا فأنتم الطلقاء )

"يقولون فرن عدوك في صدرك " وأنا أقول أطفئه بالتغافل والمسامحة  قبل أن يحرق ما تبغى من سلام ومحبة لديك