د. علي بانافع
النجاح هو دائمًا وبلا أدنى شك حليف المواظبين عليه، فمن يعمل جاهدًا في حياته ليس فقط من خلال أعماله إنما من خلال أفكاره، فلا بد من أن يلقى النجاح في نهاية المطاف، كثيرون هم العظماء من الرجال الذي رسموا للنجاح طريقًا، حتى بات دربًا بحد ذاته للتألّق وبلوغ النتائج المرجوّة بمشيئة الله تعالى،
وبمناسبة الحصول على شهادة الثانوية العامة أروي هذه القصة على لسان صاحبها الذي رواه لي بنفسه؛ وبالمناسبة هو شخص قريب وعزيز جدًا على قلبي يقول 👇👇👇
( … كان ترتيبي من العشر الاوائل، ورفضت التقديم للطب والصيدلة - مع أن كل أهلي بارعون في هذه التخصصات - لكني اخترت التقديم على مضض لكلية هندسة الاتصالات، وبعد إعلان قبولي فيها لم أدخلها واخترت السفر‼️ أي نعم، تأخرت سنوات عن المشوار المقدس لتحصيل الجامعة، لكني تعلمت فيها ما لا تحويه الكتب، ولا يعرفه طلاب الكليات، ولا أساطين الأكاديميات.
في هذه السنوات أتقنت لغتين وتعلمت قليلًا من ثلاث أخريات، ودرست الفلسفة ومقارنة الأديان وعلوم الاجتماع والانثروبولوجيا وفيزياء الفلك والكم والرياضيات المتقدمة، وأنواعًا شتى من الفنون الجميلة، وأتممت حفظ معظم القرآن، وتعلمت الغوص والسباحة والتجديف - في الماء لا الدين - ومهارات البقاء في البرية والتخييم والكشافة وبعض الفنون القتالية، وقرأت عشرات الكتب والروايات، وخير من ملء الأرض من ذلك كله: "اهتديت ثم التقيت بزوجتي … ).
نستفيد من هذه القصة عدة فوائد اختصرها في الآتي 👇👇👇
– لا تلتفت لمصاصي الطاقة ومصدري الطاقة السلبية، وانظر للأمام رافعا رأسك عينك صوب هدفك.
– واعلم أن الأشياء الكبيرة كانت بدايتها صغيرة - وأنت مثال على ذلك - فليكن منهج الإضافات البسيطة هو منهج حياتك.
– لتتذكر أن غالب من أثروا الحياة علمًا وعملًا من متوسطي الذكاء، فقانون النجاح والإبداع هو المثابرة.
– اهتمامك بكلام الناس فيك وما يقال عنك بداية الحيدة عن الصواب، الأهم نظرتك لذاتك وسعيك نحو هدفك فقط.
– عمرك قليل وإن كنت تظن أنه بمرور عام وحلول آخر سيتغير شيء فأنت "مصيب" نعم ستتغير أرقام وورقة "النتيجة أو التقويم" أما حالك فأنت الحاكم على نفسك.
– النجاح الدراسي جزء - وليس كل - من منظومة النجاح الحياتية، ولتعلم أن مخترع المصباح "أديسون" كان فاشلًا في منظومة التعليم.
– في رحلتك وسعيك في دروب الحياة لا تجعل فروق القوة هو الفيصل في علاقاتك بالآخرين، فالضعيف سيقوي والصغير سيكبر يومًا ما، ولن تجن إلا ما قدمت يداك.
فيا بني، خد خطوة للوراء، وضع هذه الخزعبلات الحسابية جانبًا، ولا تنخرط في دوامة التعليم العالي لمجرد أنك وجدت آباءك على هذا، ولا تدع عصبيات المجتمع وقناعاته أو درجاتك تحدد لك مصيرك. ولأن تصير تاجرًا ناجحًا أو فقيهًا متقنًا أو لغويًا بارعًا أو حرفيًا مبدعًا لا كسولًا ولا مماطلًا، خير لك من أن تفني عمرك لتكون مجرد مهندس أو طبيب آخر؛ وكل الأمثلة التي ذكرتها لك لا تحتاج لشهادة جامعية أصلًا.
هذه نقاط متفرقات طرأت على ذهني سجلتها لمن أحب وأنا في حفل تخرج ثانوية ابن حزم في ينبع الصناعية لهذا العام 1444هـ ومبارك للجميع الخلاص من الثانوية العامة 👏👏👏
وإليكم صور حفل التخرج 🧑🎓🎈🎉 🎊 https://drive.google.com/drive/folders/19ltRlHzqg0FENjHm_zT9rbelC8YFmAC9