يناير العام الجديد...

ها هو ذا يتذكر حلم مضى عليه ٣ سنوات، لحظة اخرى من تلك الحياة الموازية وذلك الشريط لا يمكن للأيام انتزعاها من الذاكرة او اذابتها؛ عندما كان المساء مضطربا في ذلك الحُلم وكاحل لكنه معبأ بالمفاجئات، مزيج من الامطار والرياح والعواطف المرهفَة و المختبئة بين زعيق الرواعد وطبقات الغيوم، انها لتبدو اخر ليلة يمضيها بالخارج مع حبيبته ، التي تظهر الصورة من ورائها موضّحة اشخاص اخرين ينتظرون مجيئه بعد الوداع، حتى انه لاحظهم قبل ان تأتي حبيبته وتتسمر صامتة، تحكي له كل ما لم تستطع شفتاها نطقه.. لم يرى بجمالها من قبل وكانت امرأة تبدو واقعية جدا وذات ملامح يصعب نسيانها ايضا، تبدو في ربيع الثلاثين من عمرها... 

- ماذا اصابك اليوم (تسأله نفسُه) ؟

- شيئا ما غير مألوف في تلك الليلة، فحبيبتي لم تكن على مايرام، سعيدة ومضطربة، كأنها تعلم يقينا ان شيئا مقدر له ان يحدث، و يبدو عليّ البلاهة تتردد في سريّ -لأنه كما تجري العادة يكون صاحب الحلم يتعامل مع الاحداث لأول مرة- ...

 كان لقاؤهم الأخير . حينها بدت ملامحها كالشمس في عتمة الليل الممطر، لأنهم اقتربوا كفاية ليحظوا بآخر عناق، بعد ان طال العناق فهمَ اخيرا ماذا كانت تخفيه، انها تشعُّ بالجمال والبراءة كأنها تحتضر و الغريب انها صلعاء تماما ولم تكن يصاحبها خجل او انكسار بشأن ذلك، اما بالنسبة له فكان وقعُهُ مزلزل، فلم تزل مكانها حتى ارتمت تعانقه مرة اخرى بعد ان حدقت كثيرا في عيناه، مما اثبت له ان مسيرتهم كانت منذ قديم الأزل، ليس يدري ان كان يحلم ام فقد القدرة على النوم وانتقل لعالم اخر...

 ‏ اما تلك اللحظة التي تبدو محملة بمشاعر كثيفة ورموز مفهومة، كانت لغز محير وذكرى لا تنسى. لم يستطع تفسير ما جرى في رؤيا منامه حتى افاق ... و اصبح يأمل كل ليلة ان يلتقي بذات المرأة في منامه ويسألها كثيرا، محاولا استعادة ولو جزء بسيط عن الاحداث التي جرت

 

في عالمهم قبل ذلك اللقاء الاخير.