د. علي بانافع 


     ما يجري في السودان لا علاقة له بحميدتي والبرهان وإنما حرب دولية بالوكالة تعد امتدادًا لحرب الروس والأوكران‼️ فهذا الـ حميدتي هو الرجل الذي تنطبق عليه كل مواصفات الميلشياوي وبامتياز، أما البرهان فهذا هو ذراع أمريكا وبقية أذنابها في شمال وشرق أفريقيا، وعندما أقول أفريقيا فهذا = أغنى قارة على سطح الكوكب في كل شيء، يعيش فيها أفقر شعوب الأرض قاطبة، وقد تريثت روسيا في تحريك بيدقها حميدتي على رقعة الشطرنج السودانية لحين الانتهاء من الملف السوري واليمني وقد أغلقتهما وأعتقد موقتًا‼️

     وإذا أردت أن تفهم  يومًا من هو الشخص الميليشياوي وما صفاته فحسبك الاطلاع على سيرة حميدتي فهذا الرجل لم يخدم يومًا في صفوف القوات المسلحة السودانية على الاطلاق، وإنما كان راعي إبل في دارفور؛ ليتطور به الحال فصار حامي قوافل تجارية وربما مبتز لها - وهذا ما ارجحه - على رأس ميليشيات مسلحة صحراوية قبل أن يقربه البشير منه ويمنحه رتبة عسكرية خارج نطاق الأعراف والتقاليد العسكرية بل وخارج إطار صلاحيات الرئيس - أيضًا - فصار حميدتي يرتقي بالرتب على أساس الرتبة الكلك الأولى حتى وصل إلى رتبة فريق أول وهو لم يخدم في الجيش يومًا = ضابط دم🩸 

     عندما طلب البشير دعم حميدتي وقواته الدعم السريع واسمها الحقيقي ما قبل التلميع الاعلامي هو ميليشيا الجنجويد لمواجهة الثورة ضده واجهاضها دخل محمد حمدان دقلو وهذا هو اسمه الحقيقي - أما حميدتي فاسم الدلع - إلى الخرطوم ليبسط نفوذه فيها ولأول مرة، فيما غدر بولي نعمته البشير ولم يقدم له يد المساعدة بل وشارك في الانقلاب ضده، لأن المصالح الشخصية والتوجيهات الخارجية تقتضي ذلك وهذه هي طبيعة الميليشيات في كل دولة في العالم، وكلها تتبع أجندات وتوجيهات خارجية ولا علاقة لها بالاجندات الوطنية إلا إذا اتفقت مع الخارجية وسارت معها.

     دقلو = حميدتي هذا ملياردير يسيطر على مناجم الذهب في السودان وهو ثالث أكبر بلد باحتياطي الذهب في العالم، كما يتقاضى حميدتي ملايين الدولارات من الاتحاد الاوربي مقابل الحد من الهجرة غير الشرعية الافريقية تجاه أوروبا إضافةً إلى سيطرته على طرق القوافل التجارية.

     دقلو = حميدتي جزء من مشروع سابق اجهضته ثورة السودان، يا جماعة ثورة السودان ضد البشير قامت بعد أشهر على توقيع البشير اتفاقية مع الروس تسمح للكرملين ولأول مرة باقامة قاعدة بحرية على البحر الأحمر؛ إضافة إلى اتفاقية لاستثمار الذهب والتعدين في السودان، ولهذا السبب فأنا لا أثق بكثير من الثورات الشعبية التي تندلع بعيد اتفاق اقتصادي وعسكري كبير مع دولة كبرى بما يغيض دول كبرى أخرى؛ فالثورة ضد القذافي اندلعت بعد قراره سك الدينار الأفريقي الذهبي الموحد والتخلص من ربقة الدولار، ومنح الروس قاعدة عسكرية في بنغازي، ومنح شركة غاز بروم الروسية رخصة إقامة خط أنابيب جديد لنقل الغاز الليبي إلى أوروبا، ثورة تشرين العراقية كذلك اندلعت فجأة بعيد توقيع الاتفاقية العراقية - الصينية؛ فحميدتي هو جزء من اتفاقية إقامة قاعدة روسية حربية على البحر الأحمر، وله ارتباط بمنظمة فاغنر الروسية، ما يؤشر إلى أن الصراع في السودان الآن ليس بين دقلو والبرهان بحسب المعلن، بقدر ما هو بين روسيا الزاحفة على أفريقيا كلها وبقوة، وبين بقايا نفوذ أمريكا وأوروبا المتراجع فيها مؤقتًا، بناء على ذلك فلن تنتهي الحرب إلا بالقضاء على أحدهما أما البرهان وأما حميدتي‼️

     – حميدتي له ارتباط بالرئيس الأثيوبي آبي أحمد ما يفسر حركته على أنها جزء من لعبة السيطرة على منابع النيل ومشروع سد النهضة. 

     – حميدتي شخص قبلي وبذهنية عشائرية أكثر منه شخص عسكري أو وطني.

     – حميدتي يرفض ويماطل بدمج قوات الدعم السريع بالجيش السوداني؛ وفي حال دمجها فإنه يطالب بأن تكون قيادتها منفصلة عن قيادة الجيش، وأن تكون إدارة القوات الموحدة بإمرته.

     باختصار فإن الصراع في السودان حاليًا قد يطول ويطول كثيرًا وقد يتمدد أكثر لأنه صراع دولي بامتياز ولكن بواجهات ووجوه سودانية، وهو جزء من الصراع الدولي المحتدم حاليًا إضافة إلى التحرك لبسط النفوذ في أفريقيا والشرق الأوسط.

     أما عن القوة المصرية التي تم احتجازها في مطار مروي فهذه وبحسب الرواية "البرهانية" موجودة لاجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين السوداني والمصري، أما بحسب الرواية المصرية فهي لمراقبة تحركات بناء سد النهضة، وأما وفق الرواية الحميدتية فهذه قوات موجودة للمشاركة مع الجيش السوداني للقضاء على قوات الدعم السريع = الجنجويد سابقًا متى ما صدرت الأوامر لها بذلك لإنهاء وقطع اصابع فاغنر الروسية وذراع الكرملين في السودان‼️ 

     والشعب السوداني الشقيق هو الوحيد الذي سيدفع الضريبة فقرًا وخوفًا وجوعًا وبطالةً ودمًا، تمامًا كما حدث في كل من اليمن وليبيا والعراق وسورية ولبنان والصومال ولا جديد تحت الشمس نقطة رأس سطر.