خلال نقاش مع أحد الأصدقاء في تويتر عن أفضل أنمي شاهدته على الإطلاق، تفاجأت بأن إجابته كانت و بدون تردد Fate/Zero لم أكن حينها قد تابعت من المسلسل سوى 3 حلقات كانت كافية لتصيبني بالنعاس.لكن يبدو أني تسرعت بالحكم على المسلسل، أو هكذا قلت لنفسي، فاذا كان شخص ما يجد في Fate/Zero أنه أفضل إنمي على الإطلاق فعلى أقل التقدير هو عمل جيد يستحق المتابعة. من هنا قررت مشاهدة هذا العمل المكون من موسمين، 12 حلقة لكل موسم، و هنا أضع لكم إنطباعي و تقييمي للعمل. سأعتمد في هذا التقييم على عدة عوامل قد تكون هي دافعك لإعتبار المسلسل أفضل أنمي على الإطلاق. العامل الأول هو حبكة القصة، العامل الثاني هو فرضية أن المسلسل موجه للمهتمين بالتاريخ و عشاق الميثولوجيا، العامل الثالث هو فرضية أنه عمل أكشن، و أخيرا الحوارات وهو الشيء الذي شدد صديقي أنه نقطة قوة المسلسل. قبل أن أبدأ بإنطباعي عن القصة، إذا كان لديك نية بمتابعة المسلسل ولا تود قراءة حرق للأحداث فبإمكانك تجنب قراءة كل مايلي و التوجه للتقيم النهائي أسفل الصفحة.

القصة

القصة تصور عالم فنتازي من مجموعة أفراد بقدرات سحرية في الزمن المعاصر، 7 أشخاص منهم تم منحهم "خدم" ليساعدوهم في الحرب للحصول على الكأس المقدس، أداة تحوي طاقة بإمكانها تحقيق أي رغبة لك. الخدم هم عبارة عن شخصيات مؤثرة في التاريخ أو الميثلولجيا. الفائز من الأسياد السبعة و الخدم هو الفائز بالكأس المقدسة. هذه هي القصة بإختصار. القصة بحد ذاتها بسيطة و مملة تشبه لحد كبير قصص أفلام الأكشن التجارية. لكن دوافع الشخصيات السبعة للحصول على الكأس قد تشكل بعد آخر للقصة. للأسف هذا مالم يحدث، المسلسل المكون من 24 حلقة فشل في ربط المشاهد عاطفيا مع الأسياد و توضيح دوافعهم في الحرب باستثناء شخصية Kiritsugu الذي منح حلقتين كاملتين تشرح ماضيه ودوافعه في الحرب. حلقتي Kiritsugu نجحت بحد كبير بجذبي و ربطتي بالشخصية ومن ذلك يأتي حكمي النهائي على القصة التي كان من الممكن صقلها إذا كان عدد حلقات المسلسل أكثر من 24. القصة الأساسية ضعيفة و القصص الفرعية للشخصيات شيء شبه مهمل أو مختصر في بضع حوارات. إن كنت ممن يهتمون بالقصة، فلن تجد ب Fate/Zero ضالتك.

التاريخ و الميثولوجيا

Image title

إذا كنت من المهتمين بالتاريخ و القصص و الشخصيات الميثولوجيه فربما تجذبك فكرة أن Fate/Zero جسد شخصيات معروفة و محبوبة في القصة بدور "الخدم/الحراس". كل من السادة السبع الهادفين للحصول على الكأس المقدسة يرفقهم خادم للحراسة ولمساعدتهم في الحرب. الخدم هم Saber التجسيد لشخصية الملك آرثر، Archer تجسيد لغيلغاميش، Lancer تجسيد دورمويد، Rider تجسيد الإسكندر الأعظم، Caster تجسيد جيل دو غي، Berserker تجسيد لانسلوت دو لاك، Assassin تجسيد لفرقة الحشاشين. واو، تحمست و أنت تقرأ الأسماء باعتبارك شخص مهتم بالتاريخ. لكن للأسف حماسك ليس في محله. المسلسل كان متردد في التعامل مع هذه الشخصيات، متردد أن يحفظ الهوية الأصلية لهذة الشخصيات و التمسك بتفاصيلها أم يعيد تعريفها. في بداية العمل تظهر شخصية Saber بشكل فتاه!! الملك أرثر فتاه! و المضحك أن العمل كان يسميها ملك و هي فتاه( مع إحتمال أنه خطأ في الترجمة). لم تكن عندي مشكلة كبيرة كون الملك أرثر أصبح فتاه لكن أعطاني هذا الشيء تصور أن العمل أخذ مسار إعادة تعريف للشخصيات، لكن تستمر بالمشاهدة حتى تصل لحلم Lancer الذي تمسك فيه الكاتب بتفاصيل الشخصية و وقائعها وحتى السلاح الذي يستخدمة كان دقيق في تصويرة. ثم نذهب لشخصية Caster وتجد أن الكاتب تمسك بالأصول مع شخصية جيل دو غي كونه قاتل "متسلسل"للأطفال. تعود حينها لتعامل المسلسل أنه يتبنى توجه التصوير الواقعي لشخصيات الخدم، ثم يباغتك الكاتب بشخصية Archer بأنه شخص أشقر وسيم ببنية جسدية نحيفه، العكس تماما لشخصية غيلغاميش في النحوتات و قصته الملحمية أنه شخص ضخم مفتول العضلات و يشدك أنه في أحد الحوارات حينما سُئل إذا كان فعلا يريد الفوز بالكأس المقدسة لتحقيق حلمه بأن إجابته كانت أنه  غير مهتم، ماذا؟ غيلغاميش الذي أفنى أخر عمره بالبحث عن أكسير الحياة ليهبه الحياة الأبدية نسي هذا الهدف الأسمى له؟ أليس من المنطقي أن يقاتل غيلغاميش على الكأس للحصول على الحياة الأزلية؟ أما الإسكندر الأعظم، أشهر الغزاة و أكثرهم دهائا يظهر بمظهر الشخص المتهور الغبي عسكريا، لايوجد أي موقف في العمل يظهر أن الإسكندر كان شخص متعلم أفضل التعليم في عصره و أنه ذكي عسكريا، بالعكس ظهر بمظهر الشخص المتهور دائما يهاجم بدون أي خطة أو تفكير. العمل فشل بإتخاذ موقف ثابت بخصوص شخصيات الخدم! ليست بالمشكلة الكبيرة إذا لم تكن بالمهتمين بالتاريخ و الميثولوجيا، أما إذا كان هذا دافعك لمشاهدة المسلسل فشاهد شيئًا آخر.

الأكشن

في هذه الفقرة أعتقد أن الحكم نسبي يختلف من شخص لآخر، إذا شاهدت أول 4 حلقات ولم يرق لك نوع القتالات في المسلسل فالأغلب أن بقية القتالات في المسلسل لن تعجبك. بالعموم القتالات قليلة و أغلبها ينتهي في نصف حلقة، باستثناء القتال ضد Caster الذي دام لأكثر من حلقتين. القتالات لاتحتوي على عنصر الذكاء، غالبا القتال يكون عبارة عن تبادل ضربات و الذي يملك الضربة الأقوى هو الفائز دائما مما أعطى Saber الأفضلية في قتالاتها التي تنتصر فيها دائما بضربة Excalibur. لكن مرة أخرى Kiritsugu هو الاسثناء فخاصية تسريع الزمن و الرصاصات التي تعطل دائرة سحر الخصوم أعطت بعد و حبكة لقتالاته. إجابة لسؤال المقال، الأكشن ليس دافع كافي لجعل المسلسل أفضل أنمي، لكنه ممتع إلى حد ما.

الحوارات

بدأت مشاهدة المسلسل، أو بالأحرى أكملت مشاهدة المسلسل بعد توقف ل 4 سنوات، وكلي توق لأرى الحوارات الأسطورية على حد تعبير صديقتي وكم كانت مخطأة. الحوارات في أغلب المسلسل كانت عادية جدا و في أحيان مملة و أحيان أخرى غير ضرورية. تتلخص الحوارات الذكية في ثلاث مواقف: حوار مأدبة الملوك، حوار الذنب و المتعة، و حوار رضى الرب عن الفوضى( و حاشاه عن ذلك). إذا كان هذا دافعك الوحيد للمشاهدة فلا تهدر أكثر من +576 دقيقة من وقتك. إذهب لليوتيوب و أكتب Kings banquet, archer's sin and joy in fate/zero, caster and ryuunosuke dialog on god. شاهد الحوارات الثلاث و أختصر على نفسك المشقة و الوقت.

ختامًا، أعتقد أن المسلسل موجه بشكل رئيسي لعشاق السلسلة ممن لهم إطلاع مسبق على القصة أو ممن لعبو أحد ألعابها التي يجدر بالذكر أن اللعبة "الإباحية" للسلسلة تعتبر نقطة إنطلاق شعبيتها. العمل كان من الممكن أن يكون شيء أسطوري لو تعدت حلقاته 24 حلقة وتم إخراجه بطريقة تعطي كل شخصية حقها عوضا عن ضغط القصة في مسلسل قصير إنتهى به الامر بطرح عدة أسألة عوضا عن إجابتها، فقط لتعرف مدى الغموض الذي سببته القصة إذهب لغوغل و أبحث عن سبب تدمير كريتسيغو للكأس المقدسة لتجد كمية الأسألة و الاستفسارات عن ذلك و الذي حتى الإجابات عليه متفاوته. أخيرا، وصف المسلسل بأنه أفضل أنمي على الإطلاق هو وصف واسع جدا جدا جدا على Fate/Zero لحيازته. هو عمل متوسط إلى جيد لكن برأي أنه حتما ليس أفضل أنمي على الإطلاق. إذا كان لأي شخص رأي مغاير أو توضيحات سهوت عنها يسعدني أن تناقشني بذلك في حسابي في تويتر.

التقييم النهائي: 6/10 للموسم الأول، 8/10 للموسم الثاني