السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل تحدٍّ نخوضه في هذه الحياة، يتطلب منا أن نتسلح له بقدراتٍ  جديدة، وكلما اقتربنا من التمكن منها، ثم طمحنا لمستوى أعلى اكتشفنا أن قدراتنا السابقة لم تعد تكفي، وهذا مايجعل التعلم المستمر ضرورة لاترفًا، ومن هذه التحديات خوض غمار الدراسات العليا، حيث يواجه الطالب في بداية مشواره قلقا إيجابيا منشؤه عدم تكافؤ قدراته ومعارفه السابقة مع المرحلة الجديدة، ومن متطلبات هذه المرحلة: الوصول لمراجع البحث العلمي بدقة،  وتتجلى صعوبة ذلك وسهولته في آنٍ معا في ظل الزخم الالكتروني الهائل والمشتت، وهذه التدوينة هي عرضٌ   لمحتوى لقاء/دورة تعريفية قدمتها في كلية التربية تحمل هذا العنوان، في محاولة لإلقاء الضوء على هذا الموضوع.

أهم صفات طالب الدراسات العليا:

قبل تناول موضوعنا هذا، فإنني وإن كنت على يقين تام بأهمية تبادل الخبرات بين الباحثين سواء كانوا مبتدئين أو محترفين ودور المؤسسات العلمية في تنمية مهاراتهم،  إلا أن هذا ينبغي أن يتم بتوازن وحذر حيث لايترك الباحث المستجد مكتوف الأيدي، ولا يتم تلقينه كل شيء وقتل روح التعلم فيه،  ولابد من التأكيد على أهم صفة يجب أن يتحلى بها طالب الدراسات العليا، وهي صفة (الباحث)، والتي بدونها لن يستطيع الاستمرار في مشواره العلمي، وسيظل ينتظر التعليم والتوجيه المباشر غير عابئ بضرورة التعلم الذاتي الذي تزداد أهميته في هذه المرحلة، بل إن نظم التعليم تشدد الآن على وجوب تخفيف الاعتماد على التعليم المباشر، وتوجيه الطلاب في كافة المراحل الدراسية للتعلم الذاتي والبحث المستمر الذي من شأنه تفعيل مهارات التفكير العليا كالتحليل والتركيب والتقويم والقدرة على النقد.

وبالتدقيق في مفردة (بحث) نجد ابن فارس في معجم مقاييس اللغة يقول: "الباء والحاء والثاء أصلٌ واحدٌ يدل على إثارة الشيء، وأصله أن تبحث الدابة في الأرض وتستثيرها" ومنه قوله تعالى: (فبعث الله غرابا يبحث في الأرض) المائدة ٣١ (١)، ويذكر معجم اللغة العربية المعاصرة: "بحث الأرض: حفرها وطلب شيئا فيها، بحث الأمر، بحث فيه: اجتهد فيه وتعرّف حقيقته، سأل واستقصى، تناوله بالدرس، سعى لمعرفة حقيقته (٢)، ولذلك فإن من أهم مزايا الباحث التي يجب أن نتذكرها دوما: الجدية والاجتهاد في البحث وعدم الاستسلام واليأس، وعدم طلب المعلومات المباشرة من الأشخاص إلا في حالة استنفاد الجهد في الحصول عليها، فالاتكالية مثلا تدفع ببعض الطلاب للسؤال المباشر عن أي شيء يُشكل عليهم دون البحث عنه بأنفسهم،  وهذا ينطوي على عدة سلبيات:

*الاعتياد على الحصول على المعلومات الجاهزة السريعة وفقد صفة الصبر والتأنّي.

*إمكانية الحصول على إجابات سريعة ناقصة أو مشوهة أو مغلوطة.

* الحصول على المعلومة المطلوبة فقط إن افترضنا صحتها، والحرمان من عشرات الفوائد الأخرى التي تأتي تَبَعًا وتثري المستودع الذهني للشخص.

*تدني مهارات البحث، وضعف مهارات التفكير العليا.

وفي هذا الإطار يقدم أ.د. عبدالعزيز العمّار نصيحة قيّمة للباحثين:

"إلى كل باحث وباحثة: تعوّد أن تبحث عن المعلومة بنفسك، بعض الاستشارات في تويتر ضررها أكبر من نفعها، لايصح أن نقدم إجابات جاهزة للسائلين، يجب أن نرشد طلابنا إلى القراءة والبحث عن مكان المعلومة، لا حرج من السؤال، بل هو المطلوب، إنما العتب على من يريد إجابة جاهزة، ولا يكلف نفسه عناء البحث والقراءة، وشتان بين الأمرين"(٣)

ويذكرني هذا بالشيخ علي الطنطاوي رحمه الله إذ كان لايجيب عن أسئلة أبنائه وأحفاده مباشرة، بل يرشدهم إلى مطالعتها في مراجعها ومظانّها ويعلق على هذا حفيده مجاهد:

"ولو أنه أجاب كل سائل عن مسألته لكان كمن يُقدّم لطالب السِّقاء كوبا من اللبن، وهو بنهجه هذا كأنه أمده بشاة أو بقرة تدرّ  عليه اللبن في كل آن"(٤)

وكلنا نعرف المقولة الشهيرة:

"لاتعطني سمكة، بل علمني كيف أصطاد"

وهذا ينطبق على هذه التدوينة، إذ  تحمل عنوان (تيسير الوصول لمراجع البحث العلمي) وهذا التيسير يعني إلقاء الضوء على نقاطٍ  أساسية، وضرب بعض الأمثلة، وتقليل التشتت، لكن النجاح الحقيقي يعتمد على توكل كل باحث على ربه وبذله للأسباب في التوسع والتعلم الذاتي وصقل المهارة بالتجربة، وأنا هنا أدون تجربتي في مرحلة مبكرة لكن هذا لايمنع أن أشاركها مع الآخرين، فربما ساهم ذلك في إنارة الطريق لباحثٍ ما وتقليل تشتته وتوفير  بعض جهده ووقته وكما تشير موسوعة ويكيبيديا: 

"المعرفة تنمو بالمشاركة"

وخلاصة القول: إن في نفسي شيٌ من العتب -الذي أطمع أن يتسع صدر القارئ له- على صفة الاتكالية التي تمنع الإنسان من التعلم والبحث بنفسه، وعلى صفة الانعزال التي تمنع بعض الباحثين من مشاركة خبراتهم مع غيرهم، والانكفاء على شؤونهم الخاصة، سواء داخل الجامعات أو في مواقع التواصل الاجتماعي، ولعلنا نعمل جاهدين على تزكية نفوسنا من هذين الداءين لنكوّن مجتمعا تعلميا بحثيا، يتعاون أفراده للرقي بأنفسهم وبمن حولهم.

ملاحظة: يمكن الوصول للمواقع المذكورة هنا عبر الضغط على اسم الموقع ( إذا كان تحته خط).

مراجع البحث العلمي:

ماذا نقصد بكلمة (مرجع)؟

أستخدم هنا كلمة (مرجع) بمعناها اللغوي الذي يذكره معجم اللغة العربية المعاصرة، بمعنى: "مصدرٌ نعود إليه في علم أو أدب، سواء أكان شخصا أم كتابا" (٥)، ولن أبسط الخلاف هنا في الفروق بين كلمتي (مصدر ومرجع) فكثير من المتخصصين في علم المكتبات ومناهج البحث يفرقون بينهما، ثم يشيرون في النهاية لإمكانية استخدام المصطلحين بمعنى واحد، ويعتبرون التمييز بينهما لايوازي أهمية معرفة الفرق بين المرجع الأصلي والمرجع الثانوي، فالمرجع الأصلي هو أول من تناول معلومة أو فكرة ما وهو الأساس لها، والمرجع الثانوي هو أي مرجع ينقل عن الأصلي، ولذلك يستحسن للباحث الرجوع بنفسه للمراجع الأصلية قدر الإمكان، إلا إن تعذر ذلك فعلا.

والمراجع المقصودة في هذه التدوينة ثلاثة أنواع: 

أ- مراجع تهم الطالب في مسيرته الأكاديمية:

 أدلة وإصدارات عمادة الدراسات العليا:

في عصر المعرفة، وإتاحة الوصول للمعلومات بهذه السهولة لاينبغي للباحث أن يكتفي باستقاء ثقافته الأكاديمية من سؤال زملائه أو من سبقوه (مراجع ثانوية)، وكأن أنظمة الجامعة كنز سري لايعرفه إلا الخاصة، مع أن الجامعة وضعت الموقع الرسمي والأدلة في خدمة الطالب بكل شفافية وعدل ووضوح (وهي مراجع أصلية بنصوصها الكاملة)، وهي لاتتاح لمنسوبي الجامعة فحسب بل يستطيع الاطلاع عليها أي شخص من داخل الجامعة أو خارجها، ليست المعضلة في شح المعلومات، المعضلة أننا لانقرأ ولانبحث جيدا، نريد إجابات جاهزة سريعة فحسب، وهذا السلوك له تبعاته، فبغياب الوعي تضيع كثير من الحقوق والفرص، ويحصل المرء على كثير من المعلومات الشفهية الناقصة، ولعل الاطلاع على تغريدات حساب (عمادة الدراسات العليا) يوضح إلى أي درجة وصلت الرغبة في الحصول على إجابات جاهزة وسريعة وعدم الصبر على البحث والقراءة، فقد ثبّت الحساب تغريدة عن موعد التقديم لبرامج الدراسات العليا مع دليلها، ومع ذلك لازالت الأسئلة تنهال على الحساب بشكل يومي: متى يمكن التقديم لبرامج الماجستير؟! ماهي برامج الماجستير المتاحة؟! فتكون الإجابة: انظر التغريدة المثبّتة، فضلا عن كثير من الحقوق والواجبات التي تضيع في ظل عدم الاطلاع الكافي على الأدلة الرسمية ولعل منها أحقية الطالب غير الموظف في الحصول على بدل سنوي للكتب والمراجع بقيمة مكافأة شهر واحد .

 دليل جمعية علم النفس الأمريكية (APA):

وهو النظام المعمول به لتوثيق المراجع في المتن وفي نهاية البحث العلمي في كلية التربية بجامعة القصيم، هذا الدليل من أهم مراجع طالب الدراسات العليا، وآخر نسخة معتمدة منه حتى الآن هي النسخة السادسة وهي مترجمة للغة العربية.

أدلة أخرى:

من الأدلة المرجعية الهامة كذلك: الخريطة البحثية لقسم أصول التربية، حيث توضح هذه الخريطة القيّمة أهم مجالات البحث في تخصص أصول التربية، واقتراحات لأفكار بحثية، وقائمة بعناوين الرسائل العلمية التي تمت مناقشتها في القسم، وكذلك دليل كتابة الفكرة والخطة البحثية في قسم أصول التربية وهذه الأدلة لن أضع روابطها هنا حيث يستحسن الحصول عليها من الأساتذة مباشرة، وعادة يقومون بإرسالها للطلاب عبر البريد الالكتروني، وأمثلة هذه الأدلة كثيرة وتختلف من قسم لآخر.

ب- مراجع يستقي منها الباحث مادة البحث العلمي:


١-كيف أتعرف على المراجع التي تعالج موضوعا أبحثه؟

أولا: قم باستكشاف الموضوع بشكل عام في شبكة الانترنت في متصفح google العادي لتكوين فكرة عامة، اقرأ في موسوعة ويكيبيديا، المقالات المنتشرة في المواقع هنا وهناك، ولاتعتمد على نتائج البحث هنا إلا إذا كانت مواقع رسمية لوزارات أو هيئات أو جهات رسمية  أو قواعد بيانات إحصائية أو نصوصا كاملة لكتب أو أبحاث وغيرها مما يمكن الاعتماد عليه.

ثانيا: قم بالبحث عن الكتب والأبحاث والمؤلفات حول هذا الموضوع في المصادر الالكترونية التي ستُعرض في التدوينة بعد هذا المحور.

ثالثا: ينبغي أن يتذكر الباحث أن عملية البحث عملية دائرية لاتنتهي، فعندما تحصل على مراجع ستدلك بدورها على مراجع أخرى، مما يعمق معرفتك بالموضوع مع القراءة شيئا فشيئا،  وتصبح أكثر قدرة على تمييز المراجع ذات القيمة العالية من غيرها، كما أن الاستخدام الأمثل لقواعد المعلومات يجعلك على اطلاع دائم بأحدث الأبحاث المنشورة في الموضوع الذي تتناوله، وستبحث أحيانا باستخدام الكلمات الدلالية للعثور على مانشر في موضوع ما، لكنك ستعود لاستخدامها في مرحلة أخرى أكثر عمقا بطريقة مختلفة حيث تبحث عن عنوان كتاب أو بحث محدد، أو مؤلفات باحث بعينه، أو الموضوعات التي نشرتها مجلة ما وهكذا.

رابعا: ينبغي تنويع الكلمات الدلالية التي يستخدمها الباحث للعثور على مواد متعلقة بموضوعه، لأن بعض المواد تكون وثيقة الصلة بموضوع بحثك لكن مؤلفيها استخدموا لها كلمات دلالية أخرى، فمثلا :

*عندما تبحث عن (برامج التدريب) فيستحسن أن تستخدم عدة كلمات دلالية مرادفة مثل: تدريب المعلمين، التدريب أثناء الخدمة، الدورات التدريبية، أو أن تبحث عن ماكتب في موضوع التدريب في نطاق أوسع مثل: التنمية المهنية، التطوير المهني.

*عندما تبحث عن مصطلح مترجم ينبغي أن تراعي اختلاف ترجمة المصطلح بين باحث وآخر خصوصا في ظل أزمة عدم توحيد المصطلحات التربوية المترجمة في اللغة العربية، فعندما تبحث عن مصطلح Reflection  ويتفق الباحثون في اللغة الانجليزية عليه،  ستجد الترجمات العربية له مختلفة ومنها: التأمل، التفكير التأملي، التفكير التدبري..الخ. وكل هذه الاختلافات ستلاحظها مع القراءة ثم تستفيد منها في إعادة البحث باستمرار، وتراعي بعض قواعد المعلومات اختلاف الكلمات الدلالية فتقترحها في خانة البحث.

* توجد في بعض القواعد الأجنبية  (Eric -ProQuest) خدمة الواصفات التمهيدية Thesaurus التي تزود المستخدم بوصف دلالة المصطلح وكذلك قائمة المصطلحات المرادفة وذات العلاقة في حال توفرها.

خامسا: يتوجب على الباحث تعلم وإتقان طرق البحث المتقدمة باستخدام علامات التنصيص التي تتيح البحث عن مصطلح محدد بنفس ترتيب الكلمات المدخلة، و المنطق البوليني للتحكم في نتائج البحث باستخدام أدوات (OR-AND-NOT)، وستتم الإشارة إلى مواقع تساعد على تعلم هذه المهارات في جزء تالٍ من التدوينة.

٢- أين أجد المراجع التي تتناول موضوع البحث الذي أقوم به؟

أولا: المكتبات الرقمية الرسمية:

وتمثل المكتبات الرقمية مجموعة من قواعد المعلومات البيبلوغرافية وغير البيبلوغرافية التي تدار بواسطة نظام آلي متكامل يسمح للمستفيدين بالبحث والاسترجاع، وقد توجد هذه المكتبات في شكل محدود يمثله الفهرس المتاح على الويب، أو في شكل غير محدود تمثله قواعد المعلومات التي تحتوي على النصوص الكاملة أو الملخصات أو ملفات الوسائط المتعددة (٦).

١-فهارس المكتبات المتاحة على الويب:

حيث تتيح مواقع المكتبات المعلومات البيبلوغرافية حول المواد الموجودة في مكتبةٍ ما والمتعلقة بموضوعٍ معين، والمعلومات البيبلوغرافية تشمل اسم المؤلف، وعنوان الوعاء، والطبعة، وبيانات النشر، وعدد الصفحات، وغيرها، وعند البحث في فهارس المكتبات يقوم الباحث بحفظ المواد التي يرغب في مراجعتها، تمهيدا للاطلاع عليها في المكتبة نفسها أو البحث عنها في مكان آخر، إذ لاتتيح هذه الفهارس عادة النص الكامل للمادة بل تكتفي بمعلوماتها البيبلوغرافية، ومن أهم هذه الفهارس:فهرس مكتبة الملك فهد الوطنية، فهرس مكتبة جامعة القصيم، فهرس مكتبات جامعة الملك سعود، فهرس مكتبة جامعة أم القرى، الفهرس العربي الموحد:  (وهو مشروع غير ربحي تبنته جامعة الملك عبدالعزيز، يجمع فهارس عدد كبير من المكتبات العربية في موقع واحد)، و هذه مجرد أمثلة إذ يمكن للباحث استكشاف محتوى مكتبات الجامعات العربية والأجنبية عبر موقع أي جامعة.

٢-قواعد المعلومات:

وهي أوعية الكترونية تضم مجموعة ضخمة من الدراسات والبحوث والمواد المخزنة الكترونيا في حقول وسجلات وجداول يتم تصنيفها وترتيبها وتبويبها بشكل يسهل البحث عنها من خلال ربطها بالانترنت وتتاح للمستفيدين طبقا لاشتراكات تتيح الوصول للنصوص الكاملة أو الملخصات (٧).

ويتاح لمنسوبي جامعة القصيم الوصول لعدد كبير من قواعد المعلومات الالكترونية  والدخول لها باستخدام الرقم الجامعي وكلمة المرور، ويتم ذلك عبر ربط عمادة شؤون المكتبات بالجامعة بالمكتبة الرقمية السعودية والتي تعد من أكبر التكتلات الأكاديمية على مستوى العالم العربي، حيث تقوم بالتفاوض مع الجهات الناشرة والاشتراك في قواعد المعلومات للحصول على مختلف أشكال ومصادر وخدمات المعلومات الرقمية التي تنتجها دور النشر والجهات الأكاديمية المرموقة ليتاح الوصول إليها من قِبل منسوبي مؤسسات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، لردم الهوة بين إمكانيات الجامعات الكبرى والجامعات الناشئة، حيث يتم خفض تكاليف الاشتراكات وتوحيد الجهة المفاوضة بضم الجامعات في تكتل أكاديمي واحد هو المكتبة السعودية الرقمية (٨).

كما تلتزم قواعد المعلومات والجهات الناشرة بتوفير البرامج التدريبية والقيام بها عن بعد لتدريب المستخدمين على الاستفادة المثلى من هذه القواعد (٨)، ويمكن الاشتراك بهذه الدورات الالكترونية  و الدورات المباشرة التي يتم عقدها في بعض الجامعات، وتتوفر تسجيلات كاملة للدورات التدريبية الالكترونية فيقناة المكتبة السعودية الرقمية في اليوتيوب.

ومن أهم قواعد المعلومات العربية: قاعدة المنظومة، قاعدة أسك زاد، قاعدة المنهل، مكتبة نون وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أن قائمة قواعد المعلومات قد تتغير من فترة لأخرى بحسب استمرار اشتراك المكتبة السعودية الرقمية فيها من عدمه، فعلى سبيل المثال: في العام الماضي كانت قاعدة المنهل متاحة بينما قاعدة ابيسكو ملغاة، ووقت كتابة هذه التدوينة فإن العكس هو الصحيح.

 ومن أهم قواعد المعلومات الأجنبية قاعدة ProQuest Central مع مراعاة تحديد البحث بالقواعد التربوية فيها.

وهناك قواعد معلومات مجانية ومتاحة للجميع وعلى رأسها قاعدة المعلومات التربوية الشهيرة Eric  (ولم تصبح مجانية إلا مؤخرا عام ٢٠١٤) وقاعدة Google Scholar  الضخمة، وقاعدة PQDT OPEN وهي إحدى قواعد بروكويست التي تتيح التوصل لرسائل ماجستير ودكتوراه بالنص الكامل، و شبكة المعلومات العربية التربوية (شمعة) وهذه كلها على سبيل المثال لا الحصر، فكلما تعمق الباحث اكتشف المزيد، ويمكن استكشاف كل قاعدة على حدة والبحث عن دورات تدريبية لها في أرشيف المكتبة الرقمية السعودية أو في اليوتيوب عامة، وقد قدمت في اللقاء شرحا مبسطا لكيفية البحث في هذه القواعد وهذا يشق تدوينه ولاحاجة له في ظل وجود هذه الدورات التدريبية المتخصصة التي سبقت الإشارة إليها.

أهم مزايا قواعد المعلومات:

١-إتاحة الوصول للمحتوى العلمي الأكاديمي لموضوع ما، والتخلص من نتائج البحث العامة التي لاعلاقة لها بالبحث العلمي.

٢-سرعة تحديث هذه القواعد بالمواد الجديدة.

٣-إمكانية حفظ النتائج في حساب الشخص أو تصديرها لأي بريد الكتروني أو أي برنامج لتنظيم المراجع مثل EndNote و RefWork وغيرها.

٤-إمكانية فرز النتائج بعدد كبير من المحددات للوصول لنتائج أكثر دقة، مثل تحديد مدة زمنية للنشر، نوع المحتوى، المؤلف، الناشر، الواصف، كما يمكن ترتيب النتائج بحسب غرض الباحث مثل حسب حداثتها أو أقدميتها أو صلتها بموضوع البحث، كما يمكن حصر النتائج في تلك التي توفر نصًّا كاملا أو في المواد المحكّمة فقط.

٦- إمكانية تنسيق المراجع بأي طريقة توثيق معتمدة مثل طريقة APA وغيرها.

٧- توفر بعض قواعد المعلومات خاصية (عدد مرات الاستشهاد/الاقتباس Citation) والتي توضح الثقل العلمي لأي مادة منشورة، حيث يعبر رقم الاستشهاد عن عدد الأبحاث المنشورة في هذه القاعدة والتي استخدمت هذه المادة كمرجع، مما يعطي الباحث فكرة عن مدى قبول هذه الورقة أو البحث في الأوساط العلمية (هذه الخاصية تتوفر في ProQuest و Google Scholar) وقوقل سكولار تعبر عن الاستشهاد بطريقة أشمل من بروكويست، لأن نطاق البحث فيها أوسع.

٨- توفر ملخصات لكثير من الكتب والمواد ومستخلصات للأبحاث سواء كانت متوفرة بنصها الكامل أم لا، مما يعطي الباحث فكرة عن المادة ومدى ملاءمتها لبحثه وصلتها به.

٩-توفر كثير من قواعد المعلومات خاصية (إنشاء التنبيه Create alert) حيث يتم إرسال أي مواد جديدة تم نشرها في الموضوع الذي تبحثه لبريدك الخاص.

معوقات الاستفادة من قواعد المعلومات:

وفقا لدراستَين أجريتا في المملكة العربية السعودية (٩) فإن من معوقات استفادة أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا من قواعد المعلومات:

١- ضعف التوعية بأهمية قواعد المعلومات و التدريب على استخدامها وطرق البحث فيها.

٢- ضعف إتقان اللغة الانجليزية، وكثير من المحتوى الجيد منشور بها.

٣-ضعف المحتوى العربي.

وأقترح لهذه المعوقات الحلول التالية:

الأول: تكثيف التوعية واللقاءات والدورات التدريبية في هذا المجال، وإرشاد الباحثين للدورات الالكترونية التي تقدمها المكتبة الرقمية السعودية عن طريق مختصين من كل قاعدة على حدة، فهذه الدورات ثروة مُهدَرة للأسف، ومن الحلول أيضا إدراج مهارات البحث في قواعد المعلومات ضمن مقررات برامج الدراسات العليا.

الثاني:

أ- إتقان مهارات الترجمة الالكترونية لمحتوى قواعد المعلومات الأجنبية، باستخدام متصفحات تترجم صفحات كاملة مثل Google Chrome، أو باستخدام مواقع ترجمة احترافية ومحاولة التوصل للمعنى غير الحرفي بالخبرة والممارسة.

ب- تعلم اللغة الانجليزية (التعلم الجاد لها قد يتم في غضون ٦ أشهر).

الثالث: وهو الأهم، إثراء المحتوى العربي من البحوث التربوية، بالاهتمام بنشر الإنتاج العلمي للباحثين وإتاحته بالنصوص الكاملة، والرقي بمستوى البحث التربوي العربي كمًّا وكيفا، والخروج من الدائرة النمطية المكررة المغرقة في الكمية والبعيدة عن الواقع، وتجدر الإشارة في هذا السياق لمؤلّف هام للدكتور نخلة وهبة عنوانه (حتى لايتحول البحث التربوي إلى مهزلة) يناقش فيه أهم نقاط الضعف في البحوث التربوية العربية من خلال خبرته في تحكيمها لمدة تقارب أربعين عاما، وتعقد بعض الجامعات حلقات بحثية خاصة لمناقشة محتوى هذا الكتاب القيم.

ثانيا- الكتب المتاحة على الشبكة:

١-مواقع الكتب الالكترونية:

توفر بعض المواقع آلاف الكتب بصيغة الكترونية مع إمكانية تحميلها على جهاز المستخدم، ويمكن البحث فيها عن كتاب بعينه سبق للباحث التعرف على عنوانه، أو البحث باستخدام الكلمات الدلالية للتعرف على الكتب المؤلَّفة في هذا الموضوع، ومن هذه المواقع: المكتبة الوقفية،   كتاب لينك ،   bookzz، وغيرها.

٢-مواقع الكتب الورقية:

توفر مواقع الكتب الورقية آلاف الكتب من دور النشر المختلفة والتي قد لايتسنى للقارئ الحصول عليها من المكتبات المحلية، وتقوم هذه المواقع بشحن الكتب للمشتري في أي مكان بالعالم، ويمكن للباحث استعمالها بطريقة استكشافية لمعرفة أهم المؤلفات المنشورة حول موضوع ما، أو البحث عن كتاب بعينه وشرائه بطريقة مباشرة، ومن أهم هذه المواقع: النيل والفرات، جملون ،  Amazon ، Bookdepository ، وقد نشرت تدوينة سابقة فيها عرض لتجربتي مع هذه المواقع ومميزاتها وعيوبها، اضغط هنا لقراءتها.

وتجدر الإشارة لأهمية استثمار الباحث لمعارض الكتب، والبحث عن دور النشر المهتمة بالكتب التربوية ومنها: الدار المصرية اللبنانية، دار الكتاب التربوي (يمكن الطلب من موقعهم مباشرة)، دار ديبونو وغيرها، رغم أن منشوراتها متوفرة في مواقع الكتب  الورقية.

ج- نماذج للمراجع الإثرائية التي يمكن للباحث استثمارها:

١-دورات المكتبة السعودية الرقمية في اليوتيوب، ودوراتها الالكترونية في الموقع.

٢-حساب مركز التميز البحثي لتطوير تعليم العلوم والرياضيات في جامعة الملك سعود، حيث يقدم عددا من الحلقات النقاشية والدورات التدريبية والمحاضرات المتعلقة بالبحث التربوي.

٣-حسابات وأوسمة تويتر المهتمة بالبحث التربوي، ومن أهمها حساب د. سعود بن موسى الصلاحي.

٤- المنصات التعليمية الالكترونية مثل رواق العربية و Coursera الأمريكية.

٥- حضور المؤتمرات العلمية التربوية قدر الإمكان.

٦- القراءة المستمرة.

٧- وإلى مالانهاية، المواد الإثرائية التي تكتشفها بنفسك وتشاركنا بها لتعم الفائدة ونكوّن معًا مجتمعا تعلّميا بحثيا كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، فمثلا أثناء اللقاء الذي حمل هذا العنوان ذكرتني إحدى الحاضرات بمنصة رواق العربية، كما أثرتنا إحداهن أيضا بأهمية استخدام مزية الترجمة الفورية في متصفح Google Chrome ، وثالثة عرّفتني بقاعدة شمعة للبحوث العربية فجزاهن الله خيرا وفضلا وأدام هذه الروح بين الباحثات.

ملخص التدوينة:

-مقدمة.

-تذكير بأهم صفة لطالب الدراسات العليا.

-مراجع البحث العلمي:

أ- مراجع تهم الطالب في مسيرته الأكاديمية (أدلة وإصدارات عمادة الدراسات العليا، دليل APA للتوثيق العلمي، أدلة أخرى).

ب-مراجع يستقي منها الباحث مادة البحث العلمي:

       -كيف أتعرف على المراجع الهامة؟ (٥ نقاط).

     - أين يمكن أن أجدها؟

  أولا: المكتبات الرقمية الرسمية (فهارس المكتبات المتاحة على الويب- قواعد المعلومات [نبذة عنها- أهم مزاياها- معوقات الاستفادة منها]).

ثانيا: الكتب المتاحة على الشبكة ( مواقع الكتب الالكترونية- مواقع بيع الكتب الورقية).

ج-مراجع إثرائية يمكن للباحث استثمارها في مسيرته العلمية.

-ملخص التدوينة.

وأخيرا...

 الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأسأل الله لي ولكم العلم النافع، والعمل الصالح المتقبل، وأن ييسر لنا سبل الخير ويجعلنا مباركين أينما كنا، ولا أنسى شكر من كان له الفضل في فكرة هذا اللقاء وهو الدكتور خالد العودة، حيث قدمت الدفعة كاملة في مادته عروضا مختلفة لقواعد المعلومات وحثنا على مشاركة ماتعلمناه مع بقية الدفعات،  و كذلك المشجعة والداعمة دوما د. عواطف الصقري، والزميلة الأستاذة ابتسام الخميس التي تشرفت معها في العام الماضي بتقديم دورة عن قواعد المعلومات العربية والأجنبية وكيفية الاستفادة منها،  ثم اخترت تحديث عنوانها ومضمونها هذا العام، وكان المستفيد الأول من هذا العمل هو كاتبة هذه السطور، ولله الحمد من قبل ومن بعد.



***************************************************************************************************************


هذا ليس مقالا علميا خاضعا لقواعد الكتابة والنشر الأكاديمي، بل تدوينة شخصية، ومع ذلك لابد من الإشارة إلى المراجع التي تم الاقتباس منها، وقد استخدمت طريقة APA  في التوثيق مع الإشارة للمرجع ورقم الصفحة في الهامش وليس في المتن لأنني أجدها مريحة للقارئ أكثر وتقلل التشتت.

(١) الرازي، أحمد بن فارس (١٩٧٩). معجم مقاييس اللغة. بيروت: دار الفكر. ص (٢٠٤).

(٢)عمر، أحمد (٢٠٠٨). معجم اللغة العربية المعاصرة. القاهرة: دار الكتب. ص (١٦١). 

(٣)- @aa2008ss. (٢٢، أكتوبر،٢٠١٦). "ما أجمل قولك " تعود أن تبحث عن المعلومة بنفسك " تُكتب بماء الذهب وتُرسل إلى #إلى_كل_باحث _وباحثة #إلى_طلاب_الدراسات_العليا" مقتبس من http://twitter.com

-@aa2008ss. (٢٢، أكتوبر،٢٠١٦). "بعض الاستشارات في التويتر ضررها أكثر من نفعها، لا يصح أن نقدم إجابات حاهزة للسائلين، يجب أن نرشد طلابنا إلى القراءة والبحث عن مكان المعلومة" مقتبس من http://twitter.com

@aa2008ss. (٢٢، أكتوبر،٢٠١٦). "لا حرج من السؤال، بل هو المطلوب، بل العتب على من يريد إجابة جاهزة، ولا يكلف نفسه عناء البحث والقراءة، وشتان بين الأمرين" مقتبس من http://twitter.com

( ٤) العظم، عابدة(٢٠١٢). هكذا ربانا جدي علي الطنطاوي. جدة:دار المنارة. ص (١٤).

(٥)عمر، أحمد (٢٠٠٨). معجم اللغة العربية المعاصرة. القاهرة: دار الكتب. ص (٨٦٣).

(٦) اليحيا، نادية (٢٠١٥). استخدام أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية لقواعد المعلومات الالكترونية في البحث العلمي.  المجلة العربية للدراسات المعلوماتية (٥)، ص (٧٣).

(٧) قحوف، سمير. عبيد، محمد (٢٠١٤). واقع استخدام مصادر المعلومات الالكترونية في جامعة نجران. مجلة كلية التربية بأسيوط، ٣٠ (١) ص( ٧٨).

(٨)أحمد، أحمد فرج (٢٠١٥). التكتلات الرقمية وتأثيراتها في تعزيز مفاوضات تراخيص استخدام قواعد المعلومات: تكتل المكتبة الرقمية السعودية أنموذجا، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، ٢١ (٢) ص ص ٣٠٣-٣٠٦.

( ٩) انظر:

-قحوف، سمير. عبيد، محمد (٢٠١٤). واقع استخدام مصادر المعلومات الالكترونية في جامعة نجران. مجلة كلية التربية بأسيوط، ٣٠ (١) ص ص ٩٩-١٠٠.

-اليحيا، نادية (٢٠١٥). استخدام أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية لقواعد المعلومات الالكترونية في البحث العلمي.  المجلة العربية للدراسات المعلوماتية (٥)، ص (٧٣).