ملاحظة هامة: (كتبتُ هذا المقال في فترة سابقة، ونشرته لي مجلة قوارئ الالكترونية في عددها الثالث الصادر في أكتوبر ٢٠١٥، وهاأنا أعيد نشره في مدونتي الخاصة)
تشكل معارض الكتب مواسمَ استثنائية للقراء، يحصلون فيها على بغيتهم مما لا يتوفر في دور النشر والمكتبات المحلية، لكن المعارض محدودة بزمن قصير و قد لايستطيع المرء شراء كل مايريد منها أو يصعب عليه حضورها لسبب أو لآخر، إلا أن (مواقع) بيع الكتب تشكل معارض دائمة على الانترنت يطلب منها القارئ مايشاء في أي وقت ويصله الكتاب إلى باب منزله أو شاشة جهازه بطريقة مشروعة وقانونية، ومع أن كثيرا من هذه الكتب يتوفر لها نسخ الكترونية مجانية (وأخص بالذكر: الكتب العربية) إلا أن تحميل هذه النسخ مجانا فيه تجنٍّ على حقوق الكاتب أو دار النشر إذا لم يأذنا بذلك، كما أن للكتاب الورقي حميمية خاصة لا تُضاهى، وفي هذه التدوينة عرض لبعض مواقع بيع الكتب التي تعاملت معها مع ذكر بعض مميزاتها وعيوبها (عند الضغط على اسم أي موقع ستفتح لك صفحته).
لايحلو الحديث عن مواقع بيع الكتب دون البدء بأشهرها (أمازون) الذي تمتلئ رفوفه بملايين العناوين، ومما تجدر الإشارة إليه أن الكتب كانت البضاعة الأولى لأمازون قبل أن يشرع في بيع شتى السلع! وإذا كنت من هواة القراءة باللغة الانجليزية فستجد فيه بغيتك وأكثر.
يقدم أمازون الكتب بخياراتها المتعددة: ورقية، أو الكترونية عبر أجهزة كيندل، أو صوتية عبر تطبيق audiobook، بإمكان القارئ تحميل الكتب الالكترونية والصوتية في جهازه فورا في أي مكان في العالم بمجرد الشراء، أما الورقية فسعرها في أمازون زهيد لكن تكلفة شحنها للدول العربية مرتفعة وتصل أحيانا لأضعاف سعر الكتاب نفسه.
يتميز موقع أمازون بعرض مراجعات وافية ودقيقة من القراء حول الكتاب، فتجد مثلا من يناقش أفكار الكاتب وطرحه ولغته أو من يبدي رأيه في الأمور الفنية مثل أسلوب القراءة في الكتاب الصوتي أو مستوى طباعة الكتاب الورقي وتغليفه مما يساعد في قرار الشراء ويدفع للمنافسة والجودة. يقدم الموقع قوائم متعددة للكتب بحسب تصويت القراء عليها مثل: أفضل الكتب عام ٢٠١٤، أفضل كتب شهر نوفمبر، أفضل مئة كتاب للأطفال وغيرها من التصنيفات التي تثري الموقع، ومع أن أمازون لايخدم المكتبة العربية إلا بشكل ضئيل لا يكاد يذكر إلا أن له فضلا في بروز نظائر عربية سيأتي ذكرها ونتمنى أن تنافسه وتتفوق عليه في كل مايقدم من خدمات للقراء وعلى رأسها: الكتب الصوتية.
موقع لبناني يعد من أقدم المواقع العربية وأضخمها، نشأ في أحضان الدار العربية للعلوم عام ١٩٩٨م وتطور ليضمّ اليوم أكثر من أربعمئة ألف عنوان من دور نشر مختلفة في لبنان وسوريا ومصر والأردن والسعودية.
ميزة الموقع أنك تجد فيه من الكتب ما لا تجده في غيره من المواقع ولا في المكتبات المحلية أو حتى معارض الكتب،ويوفر بعض الكتب بصيغة الكترونية بالإضافة للألبومات الصوتية والمرئية و الموقع منظم جدا إذ يستعرض كتب المؤلف أو الموضوع بحسب تاريخ النشر أو السعر أو مستوى الشعبية، ويتم تحديث حالة الطلب بدقة وإعلام المشتري بتطوراته مثل تاريخ الشحن ورقم التتبع أو عدم توفر الكتاب لاستبداله.
يعيب الموقع ارتفاع أسعار الشحن الذي يتم عبر البريد المضمون أو شركة DHL ، وينبغي تفحص السعر بكلا الطريقتين قبل الشراء إذ تكون إحداهما أقل سعرا من الأخرى بفارق كبير، و يستغرق توفير بعض الكتب من دور النشر أوقاتا متفاوتة، أما فترة وصول الكتاب بعد شحنه فتتراوح بين أسبوع و عشرة أيام تقريبا.
موقع أردني يضم أكثر من تسعة ملايين كتاب، يميز الموقع خدمة المحادثة السريعة مع الموظفين فيه للاستفسار، و رسائل البريد الالكتروني التي تطلع المشترك على جديد الكتب وأهم إصدارات دور النشر وأفضل الكتب مبيعا لكل شهر، و يميزه أيضا انخفاض أسعار الكتب و العروض اليومية التي تصل إلى ٧٠٪ أحيانا، بالإضافة لخيارات الدفع المتنوعة : بالبطاقة الائتمانية أو عن طريق الباي بال أو الدفع نقدا عند التوصيل برسم إضافي أو النقاط التي تتكون في رصيد المشتري جراء شرائه بمبلغ مرتفع أو دعوة صديق أو تدوين مراجعة كتاب.
أما عيوب الموقع فتتلخص في أنه لايحوي بعض العناوين التخصصية أو النادرة أحيانا مع أن عدد الكتب فيه كبير جدا بينما يوفرها موقع نيل وفرات، كذلك ضعف متابعة الطلبات وتحديث بياناتها، فتجد حالة الطلب في الموقع لاتفيد بأي تطورات والحقيقة أن الكتاب تم شحنه وهو في طريقه إليك، وقد يحصل تأخر شديد في توفير الكتب من بعض دور النشر لكن حين يتم شحنها تصل في أقل من أسبوع ومعها فواصل جميلة جدا وعملية.
مما يلفت النظر في (جملون) و(نيل وفرات) عدم وجود مراجعات كافية للكتب من قبل القراء الذين اشتروها وقرؤوها، مع أن جملون خاصة يشجع عليها ويكافئ بنقاط يمكن شراء كتب جديدة بها، والعتب علينا نحن القراء إذ ينبغي أن نثري المحتوى العربي ولا نكتفي بالاستهلاك فقط.
مشروع سعودي يرمز اسمه لثنائية القراء الشهيرة: الكتاب والقهوة (تم افتتاح المقهى مؤخرا)، يوفر المشروع الكتب الخفيفة والسهلة بأسعار معقولة بهدف التشجيع على القراءة فهو يهدف لـ ”المساهمة في نشر ثقافة القراءة في المجتمع“ ويقول القائمون عليه ”نحن لانسوّق لكتاب بقدر مانسوّق للقراءة“ يهدف لجذب القراء ثم إذا اعتاد القارئ على القراءة وألفها انطلق وتعمق في أي دروب المعرفة شاء، ولذلك لا يستغرب القارئ حين يجد عناوين الكتب محدودة نوعا ما وليست كالتي يجدها عند نيل وفرات أو جملون مثلا لأن لكل موقع هدفا مختلفا.
يوفر بوكتشينو اكسسوارات للقراءة وأكوابا منقوشة بعبارات جميلة، ويمكن الطلب عن طريق الموقع الذي يوفر خدمة المحادثة السريعة مع الموظفين، أو عبر حساباته في تويتر برسالة خاصة يوضح فيها اسم الكتاب المطلوب وعنوان العميل وبعد استلام التحويل المصرفي لثمن الكتاب مع سعر شحنه يصل الطلب في مدة وجيزة لا تتجاوز يومين في العادة (لمدن المملكةالعربية السعودية) مع إمكانية الشحن للخارج، تأتي مع الطلب فواصل جميلة وتُغلف الكتب ببصمة بوكتشينو المميزة والجذابة: شريط حريري أخضر فاقع لونه يسر الناظرين!
موقع أمريكي يوفر خدمة الطبع عند الطلب أو النشر الحر الذي لايشترط إذن وزارات الإعلام، ينشر الموقع الكتب الورقية والالكترونية، ويخدم الكُتّاب الناشئين الذين لايملكون ميزانيات للطباعة ولاتدعمهم دور النشر، يُطبع الكتاب بعد الطلب ثم يُرسل للمشتري ويكون للكاتب نسبة من الأرباح، يلجأ لهذا الموقع غالبا كتاب المدونات الذين يجمعون مقالاتهم في كتب، ويختلف سعر الشحن ومدته بحسب نوعه، الجدير بالذكر أن قلّة من الكتاب العرب بدؤوا ولوج عالم النشر بهذه الطريقة ومنهم المدون المصري الشهير رؤوف شبايك الذي تعرفت على موقع لولو حين أردت شراء كتابه (شاحن الأمل) وصل الكتاب بعد طباعته عبر البريد السعودي خلال ثلاثة أسابيع.
يوفر هذا الموقع الكتب الانجليزية بخيارات متعددة وأسعار معقولة ويشحنها مجانا لمعظم دول العالم والخليج العربي وهذا مايميزه عن أمازون، لكن الموقع لايزودك برقم تتبع للشحنة وتجربتي معه مُنيت بالفشل حيث كان الاسم في الطلب يختلف عن اسم صاحب صندوق البريد ومع عدم توفر (رقم تتبع للشحنة) تسبب هذا الخطأ في ضياع الكتاب ولم أحصل عليه، ولعلي أتلافى هذا مستقبلا بإذن الله.
*تحديث: قمت بتكرار تجربة الطلب من Book Depository مع تلافي الخطأ المذكور ووصلت الكتب المطلوبة بحالة ممتازة وتم شحن كل كتاب على حدة بمجرد توفره، واستغرق الوصول ثلاثة أسابيع تقريبا.
كانت هذه جولة مع بعض مواقع بيع الكتب، ويوجد العشرات غيرها بيد أن هذا المقال اقتصر على تلك التي تعاملت معها شخصيا واستفدت منها في اقتناء كتبٍ لم أجدها في متناول يدي ولعلي أجرؤ على القول بتفاؤل وثقة: إن الكتاب نجح في جعل التقنية تخدمه وتسوّق له بدلا من أن تسحب البساط من تحته!