يعيش الحبار في المياه الضحلة قرب الشواطئ و يبلغ طول جسمه نحو ٢٠ سنتيمتراً , لونه يشبه لون الطوب الأحمر الباهت ، شكله مثل شكل الطوربيد ، و لذلك يطلقون عليه أحيانا طوربيد البحر ؛ لأنه يستطيع أن يقفز هنا و هناك بسرعة عظيمة .
و هو يقفز بطريقة عجيبة ، إذ إنه يملأ فمه بالماء ، ثم يخرجه بقوة عظيمة ، مما يجعل الماء يدفعه إلى الخلف ، و يكون رأسه في الاتجاه المضاد .
لماذا سُمي الحبار بهذا الاسم ؟
و من طريف الأمر في هذا الكائن البحري أنه يلفظ شيئا أسود كالحبر، فتُكون سحابة في الماء تمكنه من أن يهرب من أعدائه الذين يُطلِق عليهم هذه السحابة للتمويه ، هذه المادة التي يطلقها و تكون سحابة هي حبر حقيقي استحق بسببها أن يُسمى الحبار ، و الحبار استعانت بها الشعوب الساحلية في حوض البحر الأبيض المتوسط في الكتابة فيما مضى من أزمان .
الحبار و المد و الجَزر
و الحبار يتأذى من حركة الجَزر إذ تجعله مكشوفاً حين ينحسر الماء عنه لذلك فهو يحاول العودة مرة ثانية إلى الماء الذي يجد فيه الستر و الحماية و الأمان , لذلك عندما يفاجئه الجَزر فإنه يحاول أن يجد طريقه إلى الماء العميق ، و ما أكبر سعادته حينما يعود المد مرة أخرى شأنه بذلك شأن جميع الكائنات البحرية , إذ يسارع الحبار بالاختفاء بين الأمواج و الاحتماء بها و يبادر و هو تحت الأمواج بحفر بيته و بنائه و يعود إليه السرور بعودة المد بعد أن عاش مدة كئيباً حزيناً حين يفاجئه الجَزر .
الحبار و أكبر عينين بين الكائنات البحرية
و الحبار له رأس عجيب أعجب ما فيها عيناه الكبيرتان , إذ أنه يملك أكبر عينين بين عيون الكائنات البحرية ، و له أذرع أو لوامس تتلوى حين يسبح باحثاً عن الغذاء في العمق ، و لكل ذراع على سطحه السفلي ممصات تشبه الفناجين يستطيع بواسطتها أن يمسك بالسمك و له منقار يشبه مناقير الطيور يستطيع به أن يقضم ما أمسك من سمك .
الحبارات العملاقة
و في الأعماق تعيش الحبارات العملاقة، و هي لا تُشاهد إلا قليلاً على سطح البحر ، و يبلغ طولها أكثر من خمسة عشر متراً ، و قطر العين الواحدة يبلغ نحو 30 سنتيمتراً تقريباً ، و هذا أمر ضروري لتلك الحبارات التي تعيش في الأعماق ، و ذلك لأن الضوء حيث تعيش معتم جداً .
و تتميز الحبارات العملاقة بطول الأذرع و ممصاتها في حجم فنجان الشاي ، على جوفها مخالب تشبه مخالب النمر . و كثيراً ما يحدث الصراع الرهيب بين الحوت و الحبار العملاق .
و رغم أن الحبار ليس نداً للحوت فإنه يلحق به خلال المعركة الشرسة بينهما أضراراً بالغة , إذ يُصاب جسم الحوت بجروح عميقة بفعل مخالب الحبار القوية لكن المعركة بينهما تحسم في النهاية لصالح الحوت الذي يقطعه إلى قطع ثم يبتلعه . و يستقر هذا الكائن البحري العملاق في بطن كائن بحري أكبر منه و أضخم و هكذا الحال في عالم البحار .
الحبار و الإضاءة
و الحبار من الكائنات البحرية التي تتميز بقدرتها على الإضاءة ، إذ توجد في الجزء الأمامي من الجسم فوق العينين فوانيس تُضيء له في ظلمة الأعماق ، و هذه الفوانيس لها وحدة خاصة لإطفاء الضوء ، هي ثنية جلدية تغطي عضو الإنارة عند اللزوم .
https://www.nabdaqlam.website/2022/11/cuttlefish-sea-torpedo.html