الجهاز العظمي البشري Skeletal system


الجهاز العظمي هو إطار بنيـة الإنسان إذ يعطيه هيئته ويجعله متماسكاً، ويحمي أجزاء الجسم الهامة مثل المخ والنخـاع الشـوكـي والـعـيـنـين والأذنين (البصر والسمع) و القلب والرئتين، ولا تقتصر أهمية العظام على حـمـاية الإنسان وإعطائه الإطار العام المتماسك وإنما لها وظائف أخرى هامة.

أهمية الجهاز العظمي

  •  كما أسلفنا فإن الجهاز العظمي يُعطي الجسم البشري الإطار العام المتماسك و يعمل على حمايته.
  •  تُكون العظام كرات الدم الحمراء في النخاع الأحمر الموجود بداخلها , وهذا أمر في غاية الخطورة إذ إن كرات الدم الحمراء لا تعيش أكثر من مائة يوم ونقصها يؤدي إلى الأنيميا ( فقر الدم ) . 
  • وتقوم أيضاً بإنتـاج كرات الدم البيضاء وهي الحارس الأمين للجسم حيث تحميه من الميكروبات.
  • وهي كذلك مخزون المواد الدهنية و الكالسيوم و الفوسفور إذا زادت عن حاجة الجسم , وإذا نقصت في الجسم بادرت بتزويد الجسم بها.

كم عظمة في جسمك ؟

يبدو أن الإنسان كما يقولون عظم على عظم إذ يوجد به 206 عظمة وهي موزعة على النحو التالي:

  • _الجمجمة بها 22 عظمة 
  • - مقدمة الرقبة 1 
  • ـ الأذن 6 
  • _العمود الفقرى 26 
  • ـ الأضلاع 24 
  • ـ الذراعان واليدان 64 
  • _القفص الصدري 1 
  • - الساقان واليدان 62

أي أن مجموع عظام الجسم البشري 206عظمة , وذلك بالإضافة إلى

20 عظمة لا تُعتبر من العظام الحقيقية تُسمى العظام السمسمية وتوجد في الركب.

العمود الفقري


العمود الفقري

 


العمود الفقري جزء هام من الهيكل العظمي ويتكون من مجموعة من الفقرات المتشابهة تقريباً , تفصل بينها اعداد متساوية من الأقراص الغضروفية تقوم بمهمة امتصاص الصدمات وإبعاد تأثيرها على النخاع الشوكي وبقية الأعصاب.

ويؤدي العمود الفقري وظيفة رئيسية إذ يقوم بعملية التوازن الهامة لثقل الجسم وتوزيعه بطريقة متساوية على المفاصل والأطراف السفلى أثناء الحركة والوقوف والجلوس . 

وعظامه لدى الصغار ۳۳ فقرة وينخفض هذا العدد إلى ٢٦ فقرة لدى البالغين لأن الفقرات تلتحم بعضها مع بعض مع تقدم السن.

وعظام العمود الفقري موزعة على النحو التالي: 

_الرقبة 7 

ـ الأضلاع والصدر 12 

ـ القطنية 5

_عظمة العجز وهي خوصة ملتحمة في عظمة واحدة 5

_العصعص 4

 إن عظام العمود الفقري صغيرة وقصيرة وسميكة (الفقرات) حتى تستطيع أن تؤدي دورها تمـامـاً ، إذ أن قـصـرها يسمح للإنسان بالإنحناء والإنثناء إلى كافة الجهات و سمكها يمكنها من حماية الحبل الشوكي بداخلها .

وتُحيط بفقرات العمود الفقري مجموعة كبيرة من الأربطة والأنسجة الضامة والعضلات من ناحية الظهر وكذلك من ناحية البطن , هذه العضلات ضرورية لتدعيم العمود الفقري وحمايته من الإصابات والصدمات.

وإذا ضعُفت هذه العضلات وما يجاورها من أنسجة ضـامـة وألياف تربط بين فقرات العمود الفقري وتدعمها فإن ذلك يؤدي إلى اختلال التوازن الديناميكي الهام للعمود الفقري.

وهذا الضعف له أسباب كثيرة منها البدانة وزيادة الثقل على العمود الفقري , ومنها الأسلوب الخاطىء في الجلوس و الحركة , ومنها نقص المياه والأملاح داخل الأقراص الغضروفية بين الفقرات.

لذلك يجب أن يتجنب الإنسان كل ما يؤدي العمود الفقري لما يسببه ذلك من آلام ومتاعب.

وعظام العمود الفقري تظل تنمو إلى أوائل العشرينات من أعمارنا , ويتأثر هذا النمو بالعوامل الوراثية بالإضافة إلى الاجهادات المفروضة على العظام العديدة.

وإذا كان العمود الفقري يُمثل المرساة للجسم فإنه أيضاً يقوم بإحتواء الحبل الشوكي الذي يُعتبر الكتلة المركزية للأعصاب التي تصل إلى المخ وهو يجري خلال قناة مجوفة بين الفقرات.
 

 لماذا تختلف أحجام العظام؟

أحجام العظام ليست متساوية , فعظام الساق والساعد طويلة كي تُسهم في المشي وحمل الأثقال .

وعظام الرسغ واليد والكف والقدم صغيرة كي تساعدنا على أداء الحركات الدقيقة كالكتابة أو غيرها من المهارات .

و ذلك كله لكي تحقق عظام العمود الفقري المرونة للإنسان.

أكبر عظمة في الجسم و أصغر عظمة

  • أكبر عظام الجسم عظام الفخذين حتى تُمكن الإنسان من السير والعمل فهي تشكل ٢٧٪ من طول الإنسان.
  • أما أصغرها فهي المطرقة والسندان والركاب في الأذن الوسطى إذ يتراوح طولها مابين 2.6سم و 3.4سم وتزن مابين 3 إلى 6 ملليجرام. 

المفاصل


مفاصل العظام

 


المفاصل تُتيح للإنسان الحركة , فلو كانت العظام متصلة بلا مفاصل لكان الإنسان كالتمثال الخشبي ومحروماً من المرونة .

و المفاصل ضرورية للعظام إذ هي مادة ملساء تُغطي سطح العظم الذي يتحرك على سطح عظم آخر فيتحقق عن طريقها سهولة الحركة عند تقابل العظام .

والمفاصل نوعان:

  1. نوع لا يتحرك يوجد في الجمجمة إذ إن عظامها ترتبط بعضها ببعض بشكل محكم ولا تتحرك.
  2. نوع يتحرك كما يسمح بالحركة الحرة للأجزاء المختلفة من الجسم مثل الكوع والركبة والكتف ومفاصل الحوض.

قوة العظام

يضرب الناس المثل بالحديد في المثانة والقوة , لكن ثبت أن العظام أقوى من الحديد ومن الصلب , فقد عُثر على بقايا عظام استمرت آلاف السنين دون أن تتلف بتـأثـيـر التفاعلات الجوية والرطوبة .

وللعظام خاصية عجيبة في امتصاص الكالسيوم وترسييه حول العظام ليعطيها القوة بصفة دائمة.

التئام العظام إذا كسرت

قد يبدو صعباً أن تلتئم هذه العظام القوية إذا كُسرت , لكن الذي يحدث خلاف ذلك فإن طبيب أخصائي العظام يضم الجزئين فيلتحمان في أيام معدودة . 

حيث يتم تكوين نسيج ضام من الألياف و تترسب أملاح الكالسيوم في هذا النسيج ويُنزف بعض الدم ليتجلط وتبني خلايا العظام عظماً جديداً يملأ المسافة بين الجزءين المكسورين كأنه اللحام , وتمتص خلايا العظم هذا اللحام خلال شهور لتبني عظماً جديداً متيناً.

حجم العظام بالنسبة للجسم

تشكل العظام حوالي ۱۸٪ من وزن الجسم , أي أن الإنسان الذي يبلغ وزن جسمه 100کیلو جرام يكون وزن عظامه 18 کیلو جرام. 

ومعنى هذا أن أصلب جزء في الجسم يكاد يكون أخف جزء فيه وذلك لأن العظام مجوفة في أغلبها حيث يوجد النخاع في هذا التجويف وهو يقوم بصنع خلايا الدم الجديدة.

العظام القوية في جسم الإنسان

هنالك عظام تتولى وقاية الأعضاء اللينة في جسم الإنسان , ولذلك فهى جامدة وقوية كي تؤدي وظيفتها، فالمخ تحميه الجمجمة، والقلب والرئتـان تحميهما عظام القفص والضلوع، والحبل الشوكي تحميه فقرات العمود الفقري .

ويُلاحظ أن هذه العظام هي أقوى العظام في جسم الإنسان.

غشاء العظام

يُحيط بالعظام غشاء رقيق خشن وهو يؤدي دوراً هاماً بالنسبة لها , إذ إنه يرمم تهتكات العظام ويساعد على تثبيت العضلات على العظم .

ويُوجد أسفل هذا الغشاء طبقة من خلايا عظمية تقوم بإنتاج مركبات الكالسيوم والفوسفور التي تُكون العظم الصلب.

عظام الجمجمة

عدد عظام الجمجمة اثنتان وعشرون عظمة :-

  • تقوم ثماني منها بحماية المخ، وهي عظام مسطحة، أجزاؤها تماسكت بمفاصل غير متحركة اسمها المفاصل الجمجمية . 
  • أما باقى عظامها (١٤ عظمة) فهي تشكل العظام الوجهية. 

والعظمة الجمـجـمـيـة الوحيدة التي تتـحـرك هي عظمة الفك السفلي التي تُعتبر من أكبر الكتل العظمية في الجمجمة، اذ توجد وصلة مفصلية خاصة تسمح لها بالحركة إلى أعلى وأسفل فيستطيع الإنسان أن يمضغ طعامه.

والسر في اتزان الرأس والجمجمة هو إمتداد العمود الفقري من تحت الرأس.

 تأملات في عظام الإنسان

  • عظام الساقين مجوفة لتكون قادرة على حمل ثقل الإنسان , فتستطيع عظمة الساق أن تتحمل وزناً يزيد على وزن صاحبها أضعافاً مضاعفة ولو كانت مصمتة ( غير مجوفة ) لكانت ثقيلة جداً لدرجة أن الإنسان كان يشعر بالتعب من خلال مجهود حركتها.
  • العظام ذات متانة عجيبة فهي قادرة على مقاومة تقلبات الجـو , وهي في ذلك أكـثـر قـدرة من الحـديد والصلب , فالحديد يتآكل بسبب الرطوبة والتـفـاعـلات الجوية بينما عُثر على بعض العظام متماسكة الأجزاء بعد آلاف السنين. 
  • لدى خلايا العظام القدرة على امتصاص الجير من الدم ثم ترسيبه حول العظام على شكل كربونات كالسيوم و فوسفات كي تقوي العظام. 
  • رغم أن العظام ذات صلابة قوية إلا أنه من الداخل يوجد بها جزء هش يمتلىء بمادة النخاع الدهنية كي يصل اليها الدم من خلال الأوعية الدموية التي تخترق العظام كي تُغذيها . 
  • وجود المفاصل بين العظام يؤدي إلى سهولة حركة العظام إذ يوجد بها كيس زلالي يعمل على سهولة انزلاق أطرافها بعضها على بعض فيمنع الإحتكاك و التآكل من كثرة الاستعمال ، وفي هذا رحمة عظيمة للإنسان ( وتستطيع أن تتبين ذلك من ملاحظاتنا للآلام الرهيبة لمن يعاني من الانزلاق الغضروفي ).
  • تُوجد مفاصل بين عظام هيكل القدم بحيث تُشكل قوساً يمتد من الأمام إلى الخلف وقوساً آخر مستعرضاً يمتد من الداخل إلى الخارج وهذا يسهم في :-
  1. - تحمل ثقل الجسم وتوزيع ثقله على عظام القدم فتساعد على حفظ التوازن وتسهيل عملية المشي.
  2. - امتصاص الصدمات الناشئة من الوثب والجري.
  3. - تحمي الأوعية الدموية والأعصاب والأنسجة الأخرى الموجودة بباطن القدم من ضغط الجسم عليها
  •  امتداد طول عظام الأطراف السفلية (الفخذ والساق) يمكن الإنسان من المشي.
  •  الجمجمة : صندوق من العظام، جزؤها الخلفي يتكون من 8 عظمات تتصل ببعضها , وبه ثقب كبير كي يتصل المخ بالحبل الشوكي. وجزؤها الأعلى يشمل عظام الفكين و الوجه و أماكن أعضاء الحس ( الأذنان  والأنف والعينان ) . وعظام الفكين يوجد بها الأسنان . ومن الطريف أن الفك السفلي هو العظمة الوحيدة في جسمك القادرة على الحركة كي يساعد على هضم الطعام.
  • القفص الصدري: هو أيضاً صندوق مخروطي الشكل : تتكون من الخلف من الفقرات الظهرية وعددها 12 فقرة , ومن الأمام يوجد القفص والضلوع 12 ضلعة على كل جانب تتحرك أماماً و إلى الجانبين لتزيد من إتساع التجويف الصدري . ويقوم القفص الصدري بحماية الجهاز الدوري (القلب والشريان والأوردة الكبرى) كما يقوم بحماية الجهاز التنفسي (الرئتان) ويمر به المريء . 


رابط المقال: