رمضانيات
يحول الحول ويأتي رمضان، يأتينا باسط ذراعيه ليلم شمل الأسرة على مائدة الإفطار، يأتينا لكي يصون جوارحنا ويطهر قلوبنا ويهذب ألسنتنا عن اللغط، يأتينا رمضان ليقول: أننا مقصرون في حق أنفسنا كمسلمين، يأتينا رمضان كزائر خفيف، عفيف و لطيف،
فهل لنا أن نحترم هذا الزائر، ونقدم له كرم الضيافة العربية والإسلامية ؟
كيف يجب أن نحترم هذا الشهر الفضيل ؟
إنني لا أضيف شيئا غير المتعارف عليه ولكن نذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين .
يجب علينا في هذا الشهر المبارك أن نصفي قلوبنا تجاه الآخرين ، ونصل الأرحام ونؤدي المناسك الدينية المفروضة على كل مسلم . يجب علينا استغلال الشهر الفضيل خير استغلال في عمل الخير للمحتاجين ، يجب علينا أن نعمر مساجد الله في الأرض .
لكن هناك مفاهيم أخرى طرأت على شهر رمضان، في ضل التطور الحضاري المحيط بنا.
ماذا يعني لنا شهر رمضان؟ فكل منا له مفهومه الخاص عن رمضان ، يمكن أن نكون مختلفين في الحيثيات ولكن أعتقد أننا جميعا متفقون على الإطار والأساس الديني لهذا الشهر الفضيل .وهذا مالا أريد الخوض فيه .
فما هو مفهوم شهر رمضان ؟ هل هو شهر الزيارات الأسرية والتجمعات الأهلية في الخيمات الرمضانية وموائد الإفطار ؟ هل هو شهر تنوع الأطعمة والعصائر وأصناف المقبلات الساخنة والباردة والحلويات الشعبية التي تكثر فقط في رمضان وتندثر في الأيام الأخرى ؟
هل هو شهر السهرات والتجمعات والدورات الرمضانية و الأنشطة الرياضية ؟
هل هو شهر المسلسلات التلفزيونية وبرامج الطبخ والفوازير الرمضانية على الفضائيات ؟
هل هو غلاء الأسعار لدى معظم التجار في المواد الأساسية واستغلال الشهر بمضاعفة الأرباح الخيالية ؟ هل هو شهر العبادات والصدقات وعمل الخير وقراءة القرّان والتراويح وقيام الليل ؟
هل هو الشهر الذي تكثر فيه المشتريات لما فيه من العروض الرمضانية من قبل المحال التجارية والمطاعم والفنادق ؟ هل هو الشهر الذي تقل فيها ساعات العمل في المؤسسات الخدمية والربحية وبذلك يقل نشاط الموظفين بحجة الصوم ؟ هل هو الشهر الذي يسبق العيد ليبدأ بذلك العام الجديد ؟ أنني تطرقت إلي معظم المفاهيم لأكثر شريحة في مجتمعنا المحيط ، وهذا ليس من وحي الخيال إنما من مجالستي لجميع الفئات بذلك استخلصت تلك الآراء في السطور المتواضعة ، وفي رأي الشخصي أن نتعمق في ماذكر وننظر الأفضل أو جمعها في قالب واحد ليكون بداية جديدة لأيام مقبلة وتنويع المفاهيم (المعتدلة)، ظاهرة صحية في نظري. أعاده لله علينا وعليكم بالخير والبركات .
