لا أحد يعلم.. حتى أنت، بكم دمعة كتب هذا النصّ.

قالوا أملت رأسك المثقل إلى يدك لتسنده، فمالت الدّنيا من عيني. و تمنّيت أن أكون يدًا!

قالوا حتى يديك ما عادت تقوى، وروحي يا روحي ما عادت.

وأن التعب بادٍ على وجهك، محفورٌ في كل جعدة، خطّ  سواده تحت عينيك، وبياضه في لحيتك.

فكيف أنتزعه؟ كيف؟

أتخيلك.. تحمل الأسى في صدرك، تغدو وتروح ولا يروح، ماكثٌ فيك ويُثقلك. تذهب لفراشك على أمل الخلاص، تتقلّب.. في حزنك، فتُثقل أكثر!

وأتذكرك، مبتسمًا كشروق شمس، وضيئًا مُضيئًا.

فيُجرّ فؤادي -بكلّ حروف الجرّ- لوجعك وفيه وعليه وإليه، ولا حيلة لي سوا الدعاء. وأنعم بها من حيلة!

صلواتي المرفوعة كلها لك، أن يغرس الله الفرح في قلبك غرسًا. فينبت بأصلٍ ثابت وفرعٍ لا منتهِ، يكبر ويورق ويخضرّ ويزهر، ويؤتي كمال ينعه بضحكة تُنير لها قسمات وجهك وقلبي.

ها مددتُ لك الدّعاء ضافيًا فخذه واصبر، علّ الله أن يلطف بك وبي إن ربي لطيفٌ لما يشاء، شملتك مشيئته حتى تسكن وتنام هنيئًا قريرًا.

سلوانا "حتى الشوكة" فكيف بأكثرٍ  زُرع فيك، يؤلمك من جهتين، يجرحك من أربع.

أعول على عوض الكريم، ورجائي يسعُ الفضا، أن أراك معافًا مسرورًا. أن أراك أفضل مما كنت!