أعلم أنني لستُ تافهة أبدًا حين أحزن لأن تفصيلًا صغيرًا خذلني، أعلم بهذا الآن بعدما كنت أخجل منه -بفضلِك-.
وأعلم أيضًا أنه لا جدوى من اجترار جِراحي الآنفة وكتابتها في كلّ مرة أُخذل فيها منك لكنني أفعل.
الخذلان من أسوء المشاعر بالنسبة لي، لأنه ينبع من الذات.. فأنا من رفعت الخاذل حتّى فردوس قلبي، أنا التي سقيته أنهار الهوى وأطعمته فاكهته، أنا التي ألبسته حُلل المودة بعد أن رأيت فيه الصلاح -صلاح الحبّ-، ثمّ خُذِلت، لذا فأنا الآن لا أملك أن أقول -اهبِط من قلبي بسلامٍ منّي وبركات- بل سأجترُّ جراحي الآنفة.. وأكتب.
إبّان علاقتنا كثيرًا ما خذلتِني، خاصةً في بدايتنا التي لا زلتِ حتى اللحظة تهتفين بجمالها وتمنّيات عودتها ولا أعلم لماذا!
في الحقيقة أنني أنا أيضًا كثيرًا ما خذلتكِ مع أنني -والله- لم أرد ذلك. أردتُ دائمًا أن أشفي جرحكِ أو على الأقل أن أضمِّده، أن أنتشل بؤسك أو أملئك بأفراح تُنسيك إياه، وأعلم أنني نجحتُ في ذلك أحيانًا.
"سامحيني على كل الحزن الذي لم أستطع أن أنتزعه منك" لأنه كان وما زال وسيظلّ خذلاني الأكبر. 📩
ليتك تعلمين كم تمنيت حينها عوضًا عن التّربيت بيد الكلام وفلسفة كل الأمور كرجل دين والثرثرة عن فضل الصبر وثواب الصابرين والبكاء الطويل خلف شاشة جهازي،
كم تمنيت من كلّ حبي وحزني أن أحتضنك. هكذا فقط! أحتضنك ونبكي سويًا إلى أن ينتهي البكاء. 📩
في الوقتِ الذي كنتُ أفكِّر أين أذهب بكل هذا الحِمل، حين ضاقت بي الأرض بما رحبت وهِمتُ على وجهي باحثةً عن ملجئٍ أو مغاراتٍ أو مدَّخلٍ تعصمني من الأسى، حين احتبست الآهُ بصدري ووليتُ وعيناي تفيض من الدمعِ فلم أجد سوى كفِّي تكفكف بلل الحزن وغصّاتِ البكاء، أين كنتِ؟ تعسّفتِ في هجراني، والآن حتى "لو جئتُ أجري.. جرَّني صوب الغيابات الغياب" 📩
ضاع من عمرِ الزمن كثير، أعاتبك على ضياعه وتعاتبيني على عتبي، لا أنتِ تكفّين عن التأخر ولا أنا أكف عن العتب هكذا ندور في حلقة مغلقة. لكنني أعود "وأكتب لك عتب يشبه بكاء أطفال" أعود لأنني أحب! أعود لأنني لا أريد أن يكون بيننا أي حاجز يكفي حاجز الغيرة الشّاهق الذي لن يُردم ولكنني أتخطاه لأجلك ولأجلي. لا أريد حواجز أخرى لا طاقة لي على تخطيها، لا أريد أن أتعثر. أعود لأنني لا أحتمل أن يبقى كل هذا السحاب الكثيف وسط صدري منك وعليك دون أن أمطر. أعود للعتب لا عودة مُحبة بل مُحتاجة! لماذا تسلبينني حق العتب حتى؟ ضاع من عمر الزمن كثير وما برح يضيع، هذا ما يحزنني. 📩
مرحبًا أريد أن أحدّثك لكنني لا أستطيع! -والله- لا أستطيع في حالة عدم تصديقك. بتِّي موجعة.. ولا أعلم لم ربما أنتِ غاضبة من أحدهم أو غاضبة مني أو من الحياة كلها لا أعلم ما بكِ ولا أعلم ما شأني ولا أعلم لماذا تآخذيني بذنبٍ لم أقترفه لماذا دائمًا وأبدًا أُآخذ بذنوبٍ لم أقترفها أصلًا؟ لا أعلم. أخاف، تقول غادة "أخاف أن أصبح شيئا قاسيًا أو هشًا. أن لا أنظر للوسطية من ناحية العاطفة، أن أتجاهل بقسوة أو أحس بهشاشة. أن أكون إمّا مطر أو جفاف" وأنا أخاف أيضًا.. أخاف أن آتيك على حين هشاشة فيهشّمني ردّك، أخاف أن أتهشم فأقسو جدًا أو أضعف جدًا أخاف علي أخاف عليك أخاف علينا وأخاف منا! إنني أكتب لك من كلِّ حزني أن بات يشظّ قلبي أنني أتسوّلك.. أجوب مواقع التواصل بحثًا عنكِ، عني فيك ولا أجدنا! أجدهم حولك وأنتِ حولهم وأنا في أقصى الأماكن بعدًا عنكِ عن حضنِك عن عينك عن قلبكِ أيضًا، بعيدة جدًا ووحيدة جدًا وحزينة جدًا ولا أعرف لماذا. ليتنا أقرب من أن يفصل بيننا زرّ الإرسال.. ليتنا أقرب! 📩
إنني أُهدر كل هذا الشعور لك في حين أنك لا تفتأ عن إشعاري بأنك تتبادله مع آخر، وهذا مؤذي. أتعلم؟ "لو كنتُ أملِك غيرتي لجعلتها ملحًا يذوب فلا يُرى موجودا" بيد أني لا أملكها.. مما يعني أنني سأستمر في الشعور وأنت في الأذى إلى أن يموت. أقصد الشّعور فيّ. 📩
