انتشرت عادات و تقاليد غريبة و عجيبة لا يصدقها العقل و من أعجب العجب لدى عدد كبير من الشعوب البدائية و غيرها, و خاصة في جنوب إفريقيا و غربيها و وسطها, و في أستراليا و أمريكا الجنوبية, و عند بعض شعوب آسيا و بعض المناطق الأوربية كذلك. و قد اختلفت طرائفها و مظاهرها بإختلاف الشعوب.
إنهم يأكلون الحشرات!!
- في بعض أقطار أميركا اللاتينية يأكل الناس في صالات السينما أثناء الإستراحة أكياساً من النمل المشوي, يشترونه كما نشتري البوشار.
- و هنالك أقطار أخرى يحتسي الناس فيها شراباً مصنوعاً من الماء الممزوج به مسحوق النمل.
- هنالك أقطار أخرى في افريقيا و آسيا يأكل الناس فيها أنواعاً من الحشرات و الديدان بدون أدنى تحفظ. كما أن عذراء دودة الحرير غذاء فاخر في اليابان و الصين !
- و من أشهر المأكولات في المكسيك يرقة نوع من الفراش الذي يتغذى بعصارة نباتات معينة. أما عصير النبات نفسه فيشكل شراباً وطنياً لذيذاً !
عادات في الزفاف و الزواج
- في جنوب الهند تعيش قبيلة ( تودا ) التي لها طفوس غريبة و عادات عجيبة في إقامة احتفالات الأعراس . فأثناء الاحتفال تزحف العروس على يديها و ركبتيها حتى تصل إلى عريسها, و لا ينتهي هذا الزحف و مباركة العريس للعروس إلا بعد أن يضع قدمه على رأسها !.
- و في قبيلة ( ناجا ) الهندية أيضاً يجبر الزوج زوجته أن تُعلق جرساً ليدق بصورة متواصلة إذا ما هي تعمل و تتحرك , فإذا ما توقف الجرس عن الرنين يؤنبها زوجها و يعاقبها, فلا راحة لمن يُعلق الجرس !.
- في أندونيسيا يُحظر على العروس أن تطأ بأرجلها الأرض يوم زفافها, و خاصة عندما تنتقل في هذا اليوم المميز من بيت أبيها إلى بيت حبيبها, لذا يُجبر والدها بحملها على كتفيه مهما طال الطريق و بعدت .
قبيلة لا شيب فيها و لا صلع !
إذا قُدِر لغريب أن يصل إلى قرى قبيلة ( كامايورا ) البرازيلية و يتجول بين أكواخهم, و يختلط بهم , فإنه لن يجد بينهم شخصاً بديناً.. و تزداد دهشته عندما يرى أن الشيب لا يعرف طريقه إلى رؤوس المسنين و المسنات من هذه القبيلة, و شعرهم كثيف أسود فاحم.
و العجيب أنك لا تستطيع التمييز بين الشاب و الكهل, فالتجاعيد لا تكاد تظهر, و من يطعن في السن و تظهر بعض الخطوط على فكيه و رقبته يحتفظ بالقوة العضلية و الذهنية.
و قد استرعت هذه الظاهرة انتباه بعض علماء الاجتماع, و أخطأ من قال منهم إن تقاليد هذه القبيلة , ربما تقضي بقتل كهولهم و مرضاهم , كما تفعل بعض القبائل البدائية الأخرى ! و اتضح فيما بعد خطأ هذه النظرية .
و يُرجح أنهم يحتفظون بشبابهم وقتاً طويلاً بسبب نشاطهم العضلي المستمر, و بفضل عاداتهم الغذائية البسيطة, و إن كان العلماء لا ينكرون أثر حروبهم الكثيرة في هذه الظاهرة.
شعب ضاحك.. و شعب حزين !
في كتاب ( مروج الذهب ) للمسعودي :-
- أن الإنسان لا يزال أبداً ضاحكاً فرحاً مسروراً في بلاد ( التبت ) لا تُعرض له الأحزان و لا الغموم و الأفكار.. و لا يكاد يُرى في هذا البلد شيخ حزين و لا عجوز.. بل الطرب في الشيوخ و الكهول و الشباب و الأحداث عام.. حتى إن الميت إذا مات لا يكاد يداخل أهله عليه كثير من الحزن مما يلحق غيرهم من سائر البشر عند فقدان محبوب...
- على حين يبدو أهل الهند و على وجوههم ملامح حزن عميق.. و لفلسفة الحياة و الموت عندهم دخل كبير فيما يبدو على وجوههم أو يظهر في أعمالهم من آثار الألم و العذاب الأليم. و يذكر المسعودي أن نفوس أهل الهند قد تيقنت أن ما ينالها من النعيم في المستقبل مؤجلا, لا يكون بغير ما أسلفته من صبر نفوسها على المكروه و العذاب في الدنيا معجلا !.
القتل .. علاجاً للزكام !
كان ملوك قبيلة ( شيلوك ) الإفريقية يُعدَمون إذا هم أُصيبوا بمرض الزكام ( أو الرشح ). و ذلك أن أفراد تلك القبيلة يعتقدون أن قدرهم يتوقف على حالة ملكهم الصحية.
و قد ظلت هذه العادة قروناً عديدة. و كان جميع أفراد القبيلة يشتركون في قتل ملكهم المصاب بالزكام حتى تتوزع المسؤولية على الجميع .
أكل لحوم الأقرباء !!
عشائر الدييري الاسترالية كانت لا تأكل إلا لحوم المتوفين من الأقرباء, و لكن بحسب نظام خاص يحدد قرابة الآكل من المأكول.. فكانت الأمهات يأكلن لحوم أولادهن, و الأولاد لحوم أمهاتهم, و أخو الزوجة و زوجها يأكل كلاهما الآخر عقب وفاته, و أخت الزوج و زوجته تأكل كلتاهما الأخرى..
و وضع لغير هؤلاء من الأقرباء كالأعمام و الأخوال و أولاد الأخ و الأجداد و الأحفاد نظم أخرى تحدد الآكلين منهم و المأكولين. و ما كان يُسمح لغير من حددته هذه النظم أن يأكل جثة متوفى من أقربائه...
و بعض الشعوب, ما كانت تمارس هذه العادة إلا في مناسبات خاصة, كالمناسبات الدينية و ما إليها.
أكل قلوب المجرمين !!
في الصين القديمة كان الناس يأكلون قلوب المحكوم عليهم بالإعدام و أكبادهم و يشربون دماءهم, معتقدين أن ذلك يفيدهم في تقوية أجسامهم و سلامة صحتهم !
و في بكين يُجمع الدم المنبثق من المحكوم عليه بالإعدام عندما تُقطع رأسه, و يُغمر في دمه بعض أنواع النخاع, و يُباع هذا المزيج - الذي يطلقون عليه اسم الخبز الدموي - على أنه دواء ناجح للمصابين بفقر الدم !!.
المصدر: أعجب العجب/محمد خير رمضان يوسف/دار ابن حزم