دخل الطبيب على عمر رضي الله عنه لينظر في جرحه.. فأراد أن يعلم هل وصلت الطعنه إلى المعده والاحشاء أم لا!! .. فسقاه ماءا مخلوطا بتمر.. فدخل الماء من فمه وخرج من جروحه أسفل بطنه.. فظن الطبيب أن الذي خرج هو دم وصديد.. فدعا ب إناء من لبن فأسقاه إياه.. فخرج اللبن من جرحه الذي تحت سراه.. فعلم الطبيب أن الطعنات قد مزقت جسده الشريف.. وأن بطنه لن يمسك طعاما ولا شرابا...
فقال الطبيب : يا أمير المؤمنين.. أوصي.. فما اظنك إلا ميتا اليوم أو الغد.. فقال عمر بكل إيمان وهو يبشر بالموت: صدقتني.. ولو قلت غير ذلك لكذبتك.. ثم قال: "والله لو أن لي الدنيا كلها لفتديت به من هول المطلع"
فجاء شاب فدخل على عمر فقال: أبشر يا أمير المؤمنين.. صحبة رسول الله. عليه الصلاة والسلام. ثم وليت على الناس فعدلت.. ثم شهاده.. فقال عمر : وددت لو أني أخرج منها كفافا لا لي ولا علي.. فلما ادبر الشاب فإذا ازاره يمس الأرض.. فقال عمر.. ردو علي الغلام.. فرجع الشاب إليه فقال عمر ناصحا له: يا أبن اخي!! ارفع ثوبك.. فأنه انقى لثوبك.. وأتقى لربك...
وهكذا لم تمنع سكرات الموت وشدتها عمر رضي الله عنه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.