حكي أن أبا علقمه النحوي المشهور بالتشدق والتقعر في الكلام كان يسير في الطريق فهاجت به دابته فسقط على الأرض فاجتمع الناس واقبلوا عليه ، فلما آفاق ورأى اجتماع الناس عليه قال لهم عبارته المشهورة (مالكم تكأكأتم علي كتكأكؤكم على ذي جنة ؟ افرنقعوا عني ) فقال بعضهم : دعوه فإن جنيته تتكلم الهندية

.ومعنى كلامه :مالكم اجتمعتم حولي كانكم تجتمعون على مجنون ... انصرفوا عني

وكان هذا العالم من هواة البحث عن أصول الألفاظ الغريبة في اللغة واستخدامها
واحتاج يوماً إلى غلام يساعده واشترط أن يكون الغلام ذكياً نشيطاً وكان له ما أراد
وصحى يوما مُبكراً وحين لم يتعرف على الوقت سأل الغلام : يا غلام أصقعت العتاريف ؟
وحار الغلام فيما يجيب به سيده فهداه ذكاؤه إلى القول : زقفليم . ولم يفهم أبو علقمة الكلمة ,
وراح يَـكُّـد ذهنه لعله يجد لها معنى ففشل في ذلك
فقال : يا غلام وما زقفليم ؟ فرَدَّ الغلام : وما صقعت العتاريف ؟
فقال أبو علقمة : يعنى : صاحت الديوك . فرد الغلام : وزقفليم تعنى : لم تَصحْ بعد .
فأدرك أبو علقمة مدى ذكاء الغلام , فـقربّه إليه .