الكبد هي أعظم و أكبر غدة في الانسان على الاطلاق إذ يصل وزنها إلى حوالي أربعة أرطال (1.5 كيلوجرام) و تحتوي على نحو 300 مليار خلية.
و تبلغ كمية الصفراء التي تفرزها الكبد حوالي لتر يومياً.
و الكبد توجد في تجويف البطن تحت الحجاب الحاجز في الجهة اليمنى, و قد أحاطها الله سبحانه و تعالى بالضلوع لحمايتها.
وظائف الكبد
هذه الغدة العظيمة تؤدي وظائف غاية في الطرافة, فهي:-
- تُفرز المادة الصفراء الهامة في عملية الهضم, إذ تتكون في الكبد ثم تُختزن في الكيس المراري للإستفادة منها عند الحاجة.
- تقوم بالتمثيل الغذائي لجميع أنواع الطعام و تضع بعض المواد الغذائية النادرة و النفيسة, حيث تقوم بتحويل المواد السكرية إلى زلالية أو دهنية, و الدهنية إلى سكرية أو زلالية وحسب حاجة الجسم , و بذلك يعمل على بقاء نسبة السكر ثابتة في الدم.
- تخزين المواد الغذائية و إرسالها ثانية لباقي أعضاء الجسم عن طريق الدم و خصوصاً فيتامين أ و ب و ج . و لذلك فإن إصابة الجسم ببعض الأمراض تكون مصحوبة بأعراض نقص الفيتامينات , و لذلك فالكبد يتحكم و يحدد مستوى الدواء في الجسم و يقوم بإبطال سمية الدواء بعد فترة معينة ثم تقوم الكلى بالتخلص منه.
- المساهمة في إنتاج الخمائر و الأحماض و الزلاليات و بعض عناصر الدم الضرورية لحفظ سيولته و صناعة الأجسام التي تحمي الجسم في حالة تعرضه لأوبئة أو ميكروبات.
- يُنقي الكبد الجسم من السموم فيقوم بخلط المادة السامة بمواد أخرى فتتحول إلى مادة غير سامة إلى أن يتم فرزها خارج الجسم.
- تقوم الكبد بتكوين مادة ( البولينا ) من الأحماض إذا زادت عن حاجة الجسم و يحملها الدم إلى الكليتين لتفرزها في البول, و هذه المادة لو بقيت في الجسم تؤدي إلى تسممه و هلاكه.
- تُسهم في تجلط الدم إذا حدث نزيف عن طريق مادة تفرزها تحول دون إستمرار النزيف.
- تخزين الحديد : إذا صارت كرات الدم الحمراء عاجزة عن أداء رسالتها يُفتتها الطحال, و يؤدي ذلك إلى خروج كمية من الحديد , فيصل الدم إلى الطحال فيحمل الحديد فيمتصه الكبد من الدم و يحتفظ به كي يستخدمه الجسم في إنتاج كرات دموية جديدة.
المادة الصفراء
الصفراء سائل قلوي ذات تركيب معقد , إذ يحتوي على أملاح الصفراء التي تساعد الأمعاء على هضم المواد الدهنية و سهولة امتصاصها من جدران الأمعاء إلى الدورة الدموية , و تحتوي الصفراء على أصباغ الصفراء التي تُسهم في تحلل مادة الهيموجلوبين داخل الكبد.
و يُنتج الكبد في اليوم نحو من كوبين إلى ثلاثة أكواب من الصفراء في المتوسط تبعاً لظروف الشخص حيث يؤثر في ذلك:-
- نوعية الطعام : فالطعام الذي يكثر به البروتينات أو الدهون يدفع الكبد إلى إنتاج المزيد من الصفراء , و يتناقص إنتاجها منها إذا خلا من هذه الأطعمة.
- الحالة الإنفعالية : لأن حالات الغضب و التوتر العصبي و الألم تقلل من إنتاج الكبد للصفراء.
- هذا و تتجمع المادة الصفراء في كيس الصفراء كي يكون جاهزاً للإستخدام.
طريقة التخزين في الكبد
يستعمل الكبد المواد الغذائية و يُعِدها للتخزين بطريقة عجيبة, فمثلاً ما يُهضم من المواد السكرية و النشوية يتحول إلى جلوكوز, فإذا وصل الكبد يتحول إلى نوع آخر من السكريات قابل للتخزين يُسمى جيلوكوجين, و يُخزنه في خلاياه كي لا يُتلف أو يتغير بالتخزين.
فإذا احتاج الجسم إلى جلوكوز, قام الكبد بتحويل الجيلوكوجين و يُرسله إلى مختلف انحاء الجسم عبر الدورة الدموية.
الكبد العاقلة
الطريف في الأمر أن الكبد ينتج من الصفراء قدراً يتناسب مع نوعية الطعام:-
- فإذا كان الطعام محتوياً على قدر كبير من المواد البروتينية و الدهنية , فإنه ينتج مزيداً من الصفراء.
- أما إذا كان الطعام قاصراً على الكربوهيدرات , فإن إنتاج الصفراء يتناقص.
الكبد و الحالة الانفعالية لصاحبه
لقد ثبت أن الحالة النفسية و انفعالات الشخص لها ارتباط كبير بعمل الكبد :-
إذ أنه في حالة التوتر العصبي و الألم النفسي و الغضب يقل إنتاج الكبد للصفراء عن المعدل الطبيعي, مما يؤثر في عملية الهضم خلافاً لإنتاجها في حالة الاستقرار النفسي و الهدوء العصبي إذ يُفرز الكمية المناسبة و المطلوبة.
لطف الله في كبد الإنسان
إذا استؤصل 80% من الكبد, فإن الجزء المتبقي يواصل عمله, ليس هذا فقط, بل إنه خلال اشهر يرجع الكبد إلى حجمه الطبيعي, فمن خصائصه أنه ينمو بسرعة و تتكاثر خلاياه و انسجته بصورة مدهشة.
المصدر: من عجائب الخلق في جسم الانسان/محمد اسماعيل الجاويش