نصف الأيام كنتُ  أستيقظ بقلب مخلوع، كانت اللحظات التي تعقب استيقاظي هي الأصعب، أتسمّر قليلاً ويخزُني قلبي، وتمطر كل الإنذارات بأيام طويلة. ويفوتني شيء لا أعرف ما هو، لماذا يبدو وكأن الوقت لا يتحرك؟ وكأني وحدي في هذه الوحشة أذرعُ المسافات جيئة وذهابًا، أريد أن أهدأ، أن يغمرني اَلسَّلامُ لأقصاي، أن أتحرك بجهد يسير وخطوات أقصر، أن أجلس، ألا ألتفت، أن تتعب الحياة أكثر عندما تهمّ بمناولتي شيئاً، أن أكون بانتظارها دائما وهي تفعل ذلك دون أن أُبدي أية ردِّ فعل...

أن تحدث الأمور من تلقاءها، أن أعيد ترتيب مدونتي، أن أعيد تجربة الالتزام بكتابة مقال أُسبوعي، أن أقحم نفسي في الترجمة حتى وإن بدا هذا أمرٌ لا طائل منه، أريد شيئاً يُحرِّرني، لأنه من الصعب الصعب جداً أن تبقى كما أنت، سعيُك دائماً يُضلّلك. أحيانا يخطر على بالي الحصول على مُنَظِّم وليكن ذلك، أريد أحدًا يسعى على ترتيب أموري وجدولتها، حتى لا أستيقظ بقلب مخلوع يلحق بطائرات السّفر في اللحظة الأخيرة، ولا يبالي بالحصول على ثلاث وجبات رئيسية في اليوم، وتتكدس حوله المهامّ، الأوراق، الأشخاص، الأموال، الأفكار، الأماكن، والأزمنة، ثم لا يعرف أين يغدو بها وكيف، تُمطره الأسئلة، وتتقاعس دائماً الأجوبة، تضلّ، وتحتار، وُتمسك وجهها في مرآةٍ ما في الزاوية، تحاول أن تخرج للعلن، أن تتحرر، أن تقول هذه أنا الأجوبة، قبل أن تُذكّرها الحياة أن عليها أن تعرف أفضل من ذلك، لا يمكن أن تعيدي هذه السذاجة مرة بعد أخرى، تؤنّبُها: نحن لا نخرج لأن بقعة ضوء تحاول العثور على مكاننا، إنما لأننا نريد أن نفعل، ثم كل الإجابات تأخذ وضعًا مُستديماً من الضباب وتتوزّع في فضاء محموم بالموت والأسئلة والطقس الحارّ وأصوات المركبات تعبر كل يوم بنفس الطرق لأسباب واهية ومختلفة وغير مهمة بالمرّة. تتحول إلى ضباب، ضباب في مدينة مُشمسة وحارّة وصغيرة ومقصيّة. ضباب لو رَآه أحد لما تعرّف عليه، تسألني عن القلب المخلوع؟ ما زلتُ  جبرًا أحاول أن أعيده إلى مكانه.

٢ مايو ٢٠١٦