إن سُئلتم: ما جدوى الانتظار، وضياع الأوقات؟ فليس هناك جدوى سوى لحظة تذكّرك أنك تحمل كتاباً قيماً بستحق القراءة أو أمر تستطيع إنجازه حيث تجلس، أما في حال كُنتُم فارغين تماماً وليست لديكم مهامّ  معلّقة، أو كتاب منسيّ من يوم فائت في الحقيبة نفسها. فهذا يعني أنكم ستبحرون في التأمل في أفضل الأحوال، والملل في أسوئها، قد يعني هذا قراءة كل اليافطات المعلقة والتي ترشد إلى أهمية الأمن والسلامة وقضاء دقائق الانتظار بالاستغفار أو قد تجدون أنفسكم أمام لوحة جدارية لشخص لا يهمكم أن تختموا ظهيرتكم بتأمّل دقائق وجهه، وقد تربككم خطوات المنصرفين، واتجاههم نحو بوابة الخروج على عجلة، وقد لا تعني شيئاً على الإطلاق، الأمر يتعلق بالشخص نفسه ومدة مزاولته للانتظار وفيما إذا كان انتظاره لهذا اليوم طارئا أو مستمراً علًى مرّ الأيام والسنين، الذين يتركون الأماكن آخراً يعرفون عن ماذا أتحدث، عن فتاة الأوقات المُهدرة سيقول أحد ما: لقد قضت في الانتظار ما يربو على نصف الأوقات. هي ظلّ الشمس المائل، هي جنوحها نحو المغيب، هي الأصابع القِلقة تنقر على الأسطح، هي المقاعد الفارغة في حجرة انتظار، هي انصراف الذاهبين وزوالهم، هي ربع الساعة الأخيرة من كل موعد، هي كلّ الذين تأخروا وانتظروا، ثم على فواتٍ  انصرفوا.

لقد كانت ممتثلة لكل شيء، على طريقتها.