د. عَلِي بانافع  

     دورات تدريب المدربين TOT أو التعمية البشرية ولا أُسميها التنمية البشرية - وفي أصلها تنمية مادية جيبية غُلفت بالبشرية - باتت اليوم أكبر بوابة لمنح الشهادات الوهمية، وبيع الوهم والمعلومات اللاعلمية، وتشجيع الناس على التنجيم، وقراءة الابراج والحظ والطالع، والترويج لليوغا والين واليانغ والكونداليني والشاكرات وفلسفات الحلول والتناسخ، وما يُسمى بوحدة الأديان المشتقة من الهندوسية والبوذية والداوية الشرقية، وتحاول إقناعك بالطاقة الكونية والطاقة الحيوية وعلاقتهما بالاجرام السماوية كمحركات للنجاح والشفاء، لتكون بديلًا عن الإيمان والإخلاص والتوكل واداء الفرائض، والعبادات والتسبيح والاستغفار والاذكار والحج والزكاة وتلاوة القرآن الكريم، وذلك عبر تسويق بدائل متوهمة لتحسين الطاقة داخلك على حد زعمهم، بمعنى قد يُسوق لك أحدهم ويشجعك على الصيام النباتي - مثلاً - كبديل عن الصيام في شهر رمضان، لتحسين الصحة والشفاء من كل داء، ويُسوق لك اليوغا كبديل عن الصلاة للاتصال مع ما يسمونه بالروح الأسمى، ويُسوق لك نماذج غربية ملحدة أو مضطربة نفسيًا وجنسيًا واجتماعيًا واخلاقيًا على أنها نماذج مُلهمة للنجاح والتفوق البشري تستحق التقليد والاستنساخ، ولو تأملت مليًا في سيرة تلكم الشخصيات لوجدتها غاية في الخِسة والوضاعة والتمرد على القيِّم والأخلاق والمجتمع، باختصار دورات التنمية البشرية اليوم - وبخلاف بداياتها وكانت على درجة من الواقعية والرصانة إلى حد ما - صارت بوابة لما يُسمى بالديانة الابراهيمية أو بالأحرى الديانة الوهمية‼️

خذها مني نصيحة أخوية 👇👇👇

     دعكم من هُراء التنمية البشرية ودوراتها فإنها لا تُنمي سوى الوهم، وخُبث الطوية، وحُب الانتفاخ، والتميُّز الفارغ، من أراد أن يعلو في مدارج الإنسانية والأخلاق الرفيعة فعليه بمطالعة كُتب الحديث والهدي النبوي والسيِّر والتراجم والأدب العربي والتصوف وسيِّر أعلام النبلاء …