لا أحب كلمة الوداع , لم أحبها يوماً ..لكن الحياة علمتني إياها مبكرا للغاية , فلقد عشت وداعات كثيرة لم أخترها يوماً ولم أستطع إيقافها . كنت دوماً طفلة حساسة للغاية بعيون تلمح التفاصيل , أستوعب أكثر مما يظن الكبار . طالما كانت تلك المشكلة وستظل , أن الكبار ينظرون إلينا كوننا أطفال ولسنا أناس كاملين بعقول وقلوب لا تختلف كثيراً نهم إلا فيما يخص الرحمة والبراءة .
لقد تركت أيادي الرفاق مذ عرفت الحياة , تركت رفاق البيت القديم , المدرسة , والحي . كان الفراق كلمة عرفت معناها قبل أن أتعلم كتابتها , لذا صار الفراق هو أكثر ما أعيشه وأكبر مخاوفي .
لقد كتب الفراق في قدري , غريب أن تعيش حياتك بأكملها وأنت تحمل كلمة الوداع بداخلك , وأنت تعرف نهاية القصة .
أنا أعيش وأتعامل وأكون علاقات وأنا أحمل كلمة الوداع في جيوبي , والأكثر ألماً من ذلك أنني أحب ..أحب للغاية , وأتعلق بشكل كبير .
حينما تنتهي الحكاية عليك ان تعرف أن تلك ليست النهاية , فلا تتعجب من موقفي أو ردة فعلي , فأنا قد عشت النهاية من قبل . لقد دربني عقلي عليها , وبكيت كثيراً مسبقاً , حتي قبل أن تغلق الستارة وينتهي العرض ويغادر الجميع .
فأنا بكيت علي نهاية قصة رأيتها بعقلي وعشتها بقلبي , حتي تأتي النهاية الحقيقية بوقع أخف , حتي لا أفقد عقلي وأصاب بالجنون من وقع الألم , حتي أحمي نفسي وأستطيع المواصلة بالرغم من كل شيء .
لذا إذا غادرتني اليوم أعرف جيداً أن قلبي بكاك علي الأقل قبلها مائة مرة , وأنني لوحت لك بالوداع مسبقاً , هذا ليس العرض الأول للفيلم , فلقد سبق وعشت النهاية , الوداع جزء من القصة ..قصة لم أخترها ولا أخترت أن أكون بطلة .