هذا وإني أنقّب كل يوم في حرُوفك ِ ألف مرة عساني أجد ما تقرُّ به عيناي التيْن كواهما طول السُّهد ، أقلب في كلماتك أمعن النّظر في أفكارك وحالاتك ، تبحثُ عيناي  في لهفة أم مستطارة علي وليدها عما أهديْ به من روع روحي وأرطب به قلبي ريثما ينال الريّ الكامل ، أرابطُ حول نار روحك الذكيّة ليل َ نهار َ لعلي اتيني منها بقبس ٍ أو أجد بها في ظلماء أيامي السّود ِ هدي ، أقول " اقرأ لعل الله فعل بقلبها مثلما فعل بقلبك وأرها بعضاً من محبتك المتقدّة كعين الشمس ، اقرأ لعل الله لم يقردك وحدك بالوجد والمودة والسّهاد وحباها بعضاً منهما ، اقرأ علّك تجد ما يخف عنك َ بعضاً مما أنت فيه "  ،، أقلب في حروفك بعين ٍ من أمل ، وقلب من قلق ، وروح ٍ كمثل ريشة ٍ في قلب إعصار ، ولكن ، لا شيء َ ، لا شيء َ مطلقاً ، أفنيت َ يا مسكين ُ من عمرك عاماً أو بعض عام لقاء َ لا شيء ، يممت َ وجهك َ شطرها مرة ً أولي فأخفقت وعُدت خزيان َ أسفاً ، ثم وليت وجهك َ مرة أخري فانقلب إليك بصرُك وهو حسير ، لا أجر َ لك ولا عوض ، زهدت َ في راغب فيك لأجل مُعرض ٍ عنك َ فراح الاثنان ُ معاً ، ولبثت َ وحدك ، كما كنت دوماً ، تردد الحسرات وتقرع ُ سن الندم ..!