د. علي بانافع
تشرفت بدعوة قسم الاستشراق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طيبة اليوم الاثنين ١٤٤٣/٤/٢٤هـ الموافق ٢٠٢١/١١/٢٩م.
واستمعت واستمتعت بمناقشة البحث الجاد: "الدور الاجتماعي لأم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما من خلال دائرة المعارف الإسلامية". للباحثة: أميمة بنت عبدالرزاق البدر. وبإشراف: د. سماح سعيد باحويرث ومناقشة: د. مصطفي عمر حلبي.
واستهل كلامي بدايةً فأقول: المستشرقون استلهموا كل ما كتبوه ضد الإسلام من الشعوبيين = المقدمة الأولى. العلمانيون العرب اقتبسوا كل ما كتبوه ضد الإسلام من المستشرقين = المقدمة الثانية. العلمانيون هم الابناء البررة والتلامذة النجباء للشعوبية الحاقدة = النتيجة. وبالتالي فإن تسفيه وفضح الشعوبية فضح وتسقيط الاستشراق من جهة والعلمانية العربية من جهة أخرى.
وقوف الأكاديميين على التل خطأ فاحش !! البكاء على الأطلال من دون رد فعل يساوي تهجمهم بالقوة ويعاكسه في الاتجاه خطأ قاتل !! التسقيط العلني للرموز بين الملتزمين خطأ فادح يستثمره الشعوبيون والعلمانيون والمستشرقون الحاقدون لتسقيط الكل وإستباحتهم فهل من مدكر ؟! ولطالما حذرت - ولا زلت - من ثالوث: "الشعوبية + الاستشراق +العلمانية".
فالصحابة كلهم عدول، فلا يجوز القدح فيهم، ولا التطاول عليهم، ولا النيل منهم، والآيات والأحاديث الدالة على فضلهم أكثر من أن تُحصى، والمكتبة الإسلامية تزخر بمن ألّف في ذلك، فلا يجوز التطاول والقدح في أيَّ مسلم فضلا عمن حملوا راية الإسلام والجهاد وحفظوا لنا هذا الدين، ومن أثنى عليهم القرآن الكريم والنبي العظيم ﷺ وأم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما تأتي في المقدمة.
وفي الحديث الصحيح: (( يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليكَ قالَ عائشةُ قيلَ مِنَ الرِّجالِ قالَ أبوها )) أما من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد كفر؛ لأنه مكذب للقرآن، نقل القاضي عياض في الشفا، عن الإمام مالك رحمه الله، أنه قال: "من سب عائشة قتل. قيل له: لم؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن". اهـ. وقد أجمع المسلمون على ما قاله الإمام مالك رحمه الله، نقل الإجماع غير واحد من العلماء منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير والسبكي وغيرهم.
وباختصار شديد لم تُظلم امرأة في التاريخ البشري على علوّ كعبها في العلم والفضل والدين، مثلما ظُلمت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ فالطعن في عائشة طعنٌ في القرآن الذي برّأها، وطعنٌ في رسول الله الذي اصطفاها وأحبها، قبل الإفك وبعده، وطعنٌ في خليفة رسول الله الذي أقام دولة الإسلام بعده.
قيل لعائشة رضي الله عنها: إنَّ رجلا قال: "إنكِ لستِ له بأمّ ، فقالت: "صدَقَ أنا أمّ المؤمنين، ولستُ بأم المنافقين !!". والله الموفق الهادي إلى سواء السبيل.